الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا رفع الخبز على الخوان،
منحة السلوك
[من آداب الطعام]
قوله: وكذا رفع الخبز على الخوان. أي: وكذا رفع الخبز على الخوان حرام
(1)
، لما روي عن قتادة
(2)
، عن أنس رضي الله عنه قال: "ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم أكل على سكرجة
(3)
قط، ولا خبز له مرقَّق، ولا أكل على خوان، قيل لقتادة: على ما كانوا يأكلون؟ قال: على السفر" رواه البخاري
(4)
.
الخوان -بكسر الخاء، وفتح الواو الخفيفة-: طبق كبير من نحاس، تحته كرسي ملزوق به. وأصله اسم أعجمي. قال في "المُجمل": سمي به؛
(1)
ترك التبسط في الطعام مستحب، فإنه ليس من أخلاق السلف، هذا إذا لم تدع إليه حاجة، كقرى الضيف، وأوقات التوسعة على العيال، ولم يقصد بذلك التفاخر، والتكاثر، بل تطييب خاطر الضيف، والعيال، وفي إعطاء النفس شهواتها المباحة مذاهب، منعها، وقهرها؛ لئلا تطغى، وإعطاؤها تحيلًا على نشاطها، وبعثها لروحانيتها، والأشبه التوسط بين الأمرين.
ويسن الحلو من الأطعمة، وكثرة الأيدي على الطعام، وإكرام الضيف، والحديث الحسن على الأكل، ويسن تقليله، ويكره ذم الطعام إذا كان الطعام لغيره، وتكره الزيادة على الشبع من الطعام الحلال إذا كان الطعام له. ويسن أن يأكل من أسفل الصحفة، ويكره من أعلاها، أو وسطها، وأن يحمد الله عقب الأكل.
مغني المحتاج 4/ 310، الاختيار 4/ 174.
(2)
هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، ولد ضريرًا سنة 61 هـ، أحد المفسرين والحفاظ للحديث، كان مع علمه بالحديث رأسًا في العربية ومفردات اللغة، وأيام العرب والنسب، مات بواسط في الطاعون سنة 118 هـ.
تذكرة الحفاظ 1/ 122، طبقات ابن سعد 7/ 229، طبقات الحفاظ ص 54، طبقات المفسرين 2/ 47، نكت الهميان ص 230، سير أعلام النبلاء 5/ 269.
(3)
وهي قصعة صغيرة يؤكل فيها الشيء القليل من الأدم.
تاج العروس 2/ 59، مادة سكرج، لسان العرب 2/ 299، مادة سكرج، المعرب ص 131، مادة الأسكرجة، فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص 264.
(4)
5/ 2059 كتاب الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة رقم 5071.
ووضعه تحت القصعة، لتعتدل. ومسح الأصابع والسكين بالخبز
(1)
ووضع المملحة عليه، وأكل
منحة السلوك
لأنه يتخون ما عليه. أي: ينتقص
(2)
.
قوله: ووضعه تحت القصعة
(3)
لتعتدل.
أي: وكذا وضع الخبز تحت القصعة، والزبدية
(4)
، ونحوهما؛ لتستقيم، حرام؛ لأن في ذلك استخفافًا به، وقد أمرنا بتكريمه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"أكرموا الخبز، فإن الله أخرجه فيما بين بركات السماء والأرض"
(5)
.
وكذا مسح الأصابع، والسكين بالخبز، ووضع المملحة عليه، وأكل
(1)
في د بزيادة "إلا أن يأكل بعد المسح".
(2)
مجمل اللغة ص 227، باب الخاء والواو وما يثلثهما مادة خون.
(3)
وهي: وعاء يؤكل فيه من الخشب، غالبًا تشبع العشرة.
لسان العرب 8/ 274، مادة قصع، القاموس المحيط 3/ 633، مادة ق ص ع، فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص 264.
(4)
وهي: عبارة عن وعاء من الخزف المحروق المطلي بالمينا، يتخذ فيها اللبن. المعجم الوسيط 1/ 388 مادة الزبدية.
(5)
رواه الطبراني في الكبير 22/ 335 رقم 840 عن أبي سكينة. بلفظ "أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه، فمن أكرم الخبز أكرمه الله". قال الطبراني: أبو سكينة لا يعلم له صحبة.
ورواه أبو نعيم 5/ 246 من حديث عبد الله بن أم حرام بلفظ: "فإن الله سخر له بركات السموات والأرض" وفيه غياث وهو كذاب.
قال ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 291: هذا حديث غير صحيح.
وقال في تمييز الطيب ص 35 رقم 194: وكل هذه الطرق ضعيفة مضطربة، وبعضها أشد ضعفًا من بعض. 2/ 193.
وقال في الفوائد المجموعة ص 161 رقم 26: أسانيدها لا تقوم بها حجة.
وقال في الغماز على اللماز ص 48 رقم 30: طرقه كلها ضعيفة.
ورمز له السيوطي في الجامع الصغير ص 88 رقم 1426 بالضعف.
وقال في اللآليء المصنوعة 2/ 213: لا يصح.
وجهه خاصة، ومن سنن الأكل: غسل اليدين قبله، وبعده،
منحة السلوك
وجهه خاصة كل ذلك مكروه
(1)
؛ لما قُلنا.
قوله: ومن سنن الأكل: غسل اليدين قبله، وبعده
(2)
؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي الهم"
(3)
.
والأدب في غسل الأيدي قبل الطعام: أن يبدأ بالشباب، ثم بالشيوخ، وبعده بالشيوخ، ثم بالشباب. ولا يمسح يده قبل الطعام بالمنديل، لكن يترك ليجف؛ ليكون أثر الغسل باقيًا وقت الطعام. وبعده يمسح؛ ليكون أثر الطعام زائلًا بالكلية.
ويلعق
(4)
أصابعه قبل المسح
(5)
؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا
(1)
الاختيار 4/ 174.
(2)
الاختيار 4/ 175 الكافي لابن عبد البر ص 613، متن الرسالة ص 179.
(3)
قال الصغاني ص 66 رقم 113: موضوع.
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 155: قال في المختصر: ضعيف.
(4)
لعق الشيء يلعقه لعقًا، أي: لحسه.
لسان العرب 10/ 330 مادة لعق، القاموس المحيط 4/ 150، مادة ل ع ف، مختار الصحاح ص 250، مادة ل ع ف، المصباح المنير 2/ 554، مادة لعقه.
(5)
يستحب غسل اليد قبل الطعام وبعده. ويستحب غسل الفم بعد الطعام، وتسن المضمضة من شرب اللبن. ويسن أن يلعق أصابعه قبل الغسل والمسح، أو يلعقهما غيره. وتسن التسمية على الطعام والشراب. ويسن أن يأكل بيمينه ومما يليه، ويكره تركهما. ويكره الأكل بشماله، وإن نسي التسمية في أوله، قال: إذا ذكر: بسم الله، أوله، وآخره، ويحمد الله جهرًا إذا فرغ، ويقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين. ويقول: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة. ويستحب تصغير اللقمة، وإجادة المضغ. ويسن مسح الصحفة، وأكل ما تناثر منه، والأكل عند حضور رب الطعام وإذنه، والأكل بثلاث أصابع. ويكره بما دونها، وبما فوقها، ولا بأس بالأكل بالملعقة. وبكره الأكل متكئًا. =
والتسمية قبله،
منحة السلوك
أكل أحدكم، فلا يمسح يده حتى يلعقها" رواه البخاري
(1)
.
قوله: والتسمية قبله.
أي: من سنن الطعام: أن يسمي الله تعالى قبل الطعام
(2)
؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم فليقل: بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله، فليقل: بسم الله في آخره" رواه ابن ماجه
(3)
.
= القوانين الفقهية ص 288، التلقين ص 189، أقرب المسالك ص 25، بلغة السالك 2/ 526، مغني المحتاج 3/ 250، الإقناع للحجاوي 5/ 172، كشاف القناع 5/ 172، زاد المعاد 4/ 221، الآداب الشرعية 3/ 167.
(1)
5/ 2077 كتاب الأطعمة باب لعق الأصابع ومصها قبل أن تمسح بالمنديل رقم 5140 عن ابن عباس رضي الله عنهما وتمامه "أو يُلْعِقها".
(2)
الاختيار 4/ 174.
(3)
2/ 1086 كتاب الأطعمة، باب التسمية عند الطعام رقم 3264، وأبو داود رقم 3767، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام 3/ 347، وأحمد 6/ 246، والدارمي 1/ 527، كتاب الأطعمة، باب في التسمية على الطعام رقم 1952، والحاكم 4/ 108، كتاب الأطعمة، والطحاوي في المشكل 2/ 21، والبيهقي 7/ 276، كتاب الصداق، باب التسمية على الطعام، وابن حبان 12/ 12، كتاب الأطعمة، باب ذكر الأمر بالتسمية عند ابتداء الطعام لمن أراد أكله رقم 5214، والنسائي في اليوم والليلة 281، والترمذي 6/ 136، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام رقم 1858.
وطريقه عند ابن ماجه وابن حبان: بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
قال في الزوائد 3/ 73: رجال إسناده ثقات على شرط مسلم، إلا أنه منقطع.
والباقون عن عبد الله بن عبيد، عن أم كلثوم، عن عائشة .. "أي: أنه موصول بهذا الإسناد".
قال الترمذي عن الطريق الآخر الموصول 6/ 137: هذا حديث حسن صحيح، وأم كلثوم هي بنت محمد بن أبي بكر الصديق.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.