الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغيب عندك" (1) وقد ذكر الحافظ أبو بكر ابن العربي المالكي عن بعضهم أنَّه قال: لله تعالى ألف اسم واختلفوا في المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: من أحصاها دخل الجنة، فقال البخاري وغيره من المحققين: حفظها، وهذا هو الظاهر وقيل: من أحصاها عدها في الدعاء، وقيل أحسن المراعاة لها، والمحافظة على ما تقتضيه، وصدق بمعانيها، والصحيح الأوّل. قوله: وهو وتر يحب الوتر: الوتر: الفرد، معناه في حق الله الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير، ومعنى يحب الوتر: يفضل الوتر في الأعمال، وكثير من الطاعات، فجعل الصلاة خمسًا والطهارة ثلاثًا والطواف سبعًا والسعي سبعًا ورمي الجمار سبعًا والرمي بسبع وأيام التشريق ثلاثًا والاستنجاء ثلاثًا وكذا الأكفان، وفي الزكاة خمسة أوسق وخمس أواق من الورق ونصاب الإبل وغير ذلك. وجعل كثيرًا من عظيم مخلوقاته، وترًا منها السموات والأرض والبحار وأيام الأسبوع وغير ذلك، وقيل: إن معناها منصرف إلى صفة من يعبد الله تعالى بالوحدانية والتفرد مخلصًا لله تعالى. (2)
من الحسان
1645 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبديء، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد،
(1) أخرجه أحمد (1/ 391، 452).
(2)
إلى هنا انتهى كلام النوويّ.
الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخر، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور." (غريب).
قلت: رواه الترمذي في الدعوات من حديث أبي هريرة (1)، وقال: غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديثه وهو ثقة وقال أبو داود: صفوان حجة، ورواه ابن ماجه وابن حبَّان مع تقديم وتأخير وتغيير.
قوله المقيت: بالقاف روي بدله: المغيث بالغين المعجمة، وروي: القريب بدل: الرقيب وروي: المبين بالموحدة بدل المتين بالمثناة فوق والمشهور بالمثناة.
1646 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال:"دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".
قلت: رواه الأربعة: أبو داود في الصلاة والترمذي وابن ماجه في الدعوات والنسائيُّ (2) في التفسير كلهم من حديث بريدة بباء موحدة مضمومة وراء مهملة مفتوحة تصغير بردة، وقال الترمذي حديث حسن غريب، قال الحافظ أبو الحسن المقدسي رضي
(1) أخرجه الترمذي (3507) وقد ضعف إسناده الحافظ ابن حجر في (الأمالي المطلقة 238 - 244) وصفوان بن صالح يدلّس تدليس التسوية، وكذلك شيخه الوليد بن مسلم، ولم يصرحا بالتحديث في أي من طبقاته بل روياه عمن فوقهما بالعنعنة. فهذه هي العلة، وثمة علة أخرى وهي الشذوذ والنكارة، فقد أخرجه الشيخان به دون سرد الأسماء. قاله الشيخ الألباني في هداية الرواة (2/ 430)، وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه (2384)، وابن ماجه (3861)، والحاكم (1/ 16). انظر لصفوان بن صالح التقريب (2950)، والوليد بن مسلم التقريب (7506).
(2)
أخرجه أبو داود (1493)، والترمذي (3475)، وابن ماجه (3587)، والنسائيُّ (3/ 52)، وفي الكبرى (7666) بإسناده صحيح.
الله عنه (1): وهو إسناد لا مطعن فيه، ولا أعلم أنَّه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادًا منه.
وهو يدلّ على بطلان مذهب من ذهب إلى نفي القول أن لله تعالى اسما هو الاسم الأعظم.
1647 -
كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
قلت: رواه أبو داود والنسائيُّ كلاهما في الصلاة من حديث أنس بن مالك. (2)
1648 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (3)، وفاتحة آل عمران: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (4) ".
قلت: رواه أبو داود في الصلاة والترمذي وابن ماجه كلاهما في الدعوات من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي سنده عبيد الله بن أبي زياد القداح وفيه لين، قال أبو داود: أحاديثه مناكير. (5)
(1) في الترغيب في الدعاء (54).
(2)
أخرجه أبو داود (1495)، والنسائيُّ (3/ 52).
(3)
(البقرة: 163).
(4)
(آل عمران: 1 - 2).
(5)
أخرجه أبو داود (1496)، والترمذي (3478)، وابن ماجه (3855) وإسناده فيه عبيد الله بن أبي زياد قال عنه الحافظ في "التقريب". ليس بالقوي (ت 4321). وكذلك فيه شهر بن حوشب قال الحافظ في "التقريب" صدوق كثير الإرسال والأوهام (ت 2846). يعتبر بهما عند المتابعة، وقد تفردا برواية هذا الحديث.