الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه الترمذي (1) في الجنائز من حديث أبي إسحاق السبيعي قال: قال سليمان بن صرد لخالد بن عُرْفُطة أو خالد لسليمان: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قتله بطنه لم يعذب في قبره؟ " فقال أحدهما لصاحبه: نعم، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب في هذا الباب، وقد روي من غير هذا الوجه، ورواه النسائي في الجنائز أيضًا من حديث عبد الله بن يسار قال كنت جالسًا وسليمان وخالد فذكر نحوه.
باب تمنِّي الموت وذكره
من الصحاح
1144 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموت، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستَعْتِب".
قلت: رواه البخاري (2) في الطب مطولًا من حديث أبي هريرة، وهو حديث اشتمل على جملتين: الأولى: خرجها الشيخان وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته فسدّدوا وقاربوا". والجملة الثانية: هذه التي اقتصر عليها المصنف. قوله: إما محسنًا، هو بكسر الهمزة على أنها عاطفة، ومحسنًا: إما خبر كان المحذوفة أي إما أن يكون محسنًا أو حال، تقديره إما أن يكون أن يتمناه محسنًا، أو أن يستعتب: بفتح الياء أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا، يقال: استعتب إذا طلب أن يُرضى عنه.
(1) أخرجه الترمذي (1064)، والنسائي (4/ 98)، وابن حبان (2933).
وإسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط، لكن الحديث له إسناد آخر صحيح عند أحمد (4/ 262) والطيالسي (1288).
(2)
أخرجه البخاري (5673).
1145 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يَدْعُ به من قبل أن تأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرًا".
قلت: رواه مسلم (1) في الذكر والدعاء من حديث أبي هريرة ولم يخرج البخاري هذا اللفظ، قال النووي (2): هكذا هو في بعض نسخ مسلم، انقطع عمله، وفي كثير منها: انقطع أمله، وكلاهما صحيح والأول أجود وهو المتكرر في الأحاديث.
1146 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنّينّ أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا" فليقل: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في الدعوات ومسلم في الذكر والدعاء وأبو داود في الجنائز ثلاثتهم من حديث أنس (3). قال النووي (4): فيه التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا فأما إذا خاف ضررًا في دينه أو فتنة فيه، فلا يكره، لمفهوم هذا الحديث وغيره، وقد فعل ذلك خلائق من الصحابة عند خوف الفتنة في أديانهم.
1147 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموتُ قبل لقاء الله" فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا نكره الموت؟ قال: "ليس ذاك! ولكن المؤمن اذ حضَره الموت بُشّر برضوان الله تعالى وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحبّ لقاء الله وأحبّ الله تعالى لقاءه، وإن الكافر اذ حضره الموت بُشّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء كره إليه مما أمامَه، فكرِه لقاءَ الله وكرِهَ الله لقاءَه".
(1) أخرجه مسلم (2682).
(2)
المنهاج (17/ 14).
(3)
أخرجه البخاري (5673)، ومسلم (2680)، وأبو داود (3108).
(4)
المنهاج (17/ 12).
قلت: هذا الحديث بطوله رواه البخاري في الرقائق، والقطعة الأولى منه إلى قوله: قالت عائشة: شارك مسلم البخاري في روايتها، فرواها في الدعوات، ورواه الترمذي في الزهد والنسائي في الجنائز كلهم من حديث أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت، وبقية الحديث لم يروه مسلم من حديث عبادة، إنما روى معناه من حديث عائشة في الدعوات وإذا اختصرت. قلت: أصل الحديث رواه الشيخان واللفظ للبخاري لكن بالطريق التي ذكرناها. (1)
1148 -
إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة، قال:"مستريح ومستراح منه" قالوا: يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبدُ الفاجر يستريح منه العبادُ والبلدُ والشجرُ والدواب".
قلت: رواه الشيخان البخاري في الرقائق ومسلم والنسائي كلاهما في الجنائز ثلاثتهم من حديث أبي قتادة. (2)
1149 -
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنْكَبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل" وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
قلت: رواه البخاري في الرقائق بهذا اللفظ والترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث مجاهد بن جبير عن ابن عمر. (3)
1150 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى".
(1) أخرجه البخاري (6507)، ومسلم (2683)، والترمذي (1066)، والنسائي (4/ 10).
(2)
أخرجه البخاري (6512)، ومسلم (950)، والنسائي (4/ 48).
(3)
أخرجه البخاري (6416)، والترمذي (2333)، وابن ماجه (4114).