الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونحن نمشي حوله".
قلت: رواه مسلم في الجنائز بهذا اللفظ، وأبو داود والترمذي والنسائي بمعناه فيه من حديث جابر بن سمرة. (1)
وابن الدحداح: بدالين مهملتين مفتوحتين وحائين مهملتين الأولى ساكنة واسمه: ثابت بن الدحداح، قال ابن عبد البر (2): كنيته أبو الدحداح قال: ولم أقف له على اسم، ومعرور: أي ليس عليه سرج ولا أداة، قال في الصحاح (3) اعروريت الفرس: أي ركبته عريانًا.
من الحسان
1200 -
يقال إنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفَها وأمامها، وعن يمينها وعن يسارِها قريبًا منها، والسِّقط يُصلّى عليه ويُدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة".
قلت: رواه أحمد والأربعة في الجنائز (4) واللفظ لأبي داود، وقال فيه: عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن شعبة، قال: وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وحديث ابن ماجه مختصر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الطفل يصلى عليه وليس في حديث الثلاثة وأحسب أن أهل زياد أخبروني، وكلهم رووه عن المغيرة بن شعبة، والمصنف رواه عن المغيرة بن زياد وأحسب أنه وهم، والله أعلم.
(1) أخرجه مسلم (965).
(2)
الاستيعاب (4/ 1645) وذكره كذلك في (1/ 203).
(3)
المنهاج (7/ 47).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 247)، وأبو داود (3180)، والترمذي (1031)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي (4/ 55 - 56) وابن ماجه (1481)، دون ذكر الطفل، وإسناده صحيح.
1201 -
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمامَ الجنازة ورواه بعضهم مرسلًا.
قلت: رواه الأربعة في الجنائز (1) من حديث الزهري عن سالم بن عبد الله ابن عمر عن أبيه، وقال الترمذي: وأهل الحديث كلهم يرون الحديث المرسل في ذلك أصح، وحكي أن البخاري قال: الحديث الصحيح هو هذا -يعني المرسل- وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: مرسل، وقال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل، أصح من حديث ابن عيينة الذي رفعه، وقد قيل: سفيان بن عيينة من الحفاظ الإثبات، وقد أتى بزيادة على من أرسل، فوجب تقديم قوله، وقد تابع ابن عيينة على رفعه: ابن جريج، وزياد بن سعد وغيرهما، وقال البيهقي (2): ومن وصله واستقر على وصله، لم يختلف
(1) أخرجه أبو داود (3179)، والنسائي (4/ 56)، والترمذي (1007)، وابن ماجه (1482)، وابن حبان (3045 - 3047)، والدارقطني (2/ 70)، والإمام أحمد في المسند (2/ 8) موصولًا، وأخرجه الترمذي (1009) مرسلًا.
وذكر ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 226 رقم 751) قول الإمام أحمد فيه: "إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث ابن عيينة وهم". وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (4/ 24)، (وظاهر كلامه (أي النسائي) يقتضي ترجيح الوصل على الإرسال). وذكر ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود (4/ 315 - 316) أقوال العلماء فيه مرجحًا الوصل على الإرسال.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 5) قد ذكر الدارقطني في العلل اختلافًا كثيرًا فيه على الزهري، قال: والصحيح قول من قال: عن الزهري عن سالم عن أبيه: أنه كان يمشي، قال وقد مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وقال: واختار البيهقي ترجيح الموصول، لأن من رواية ابن عيينة وهو ثقة حافظ، وعن علي بن المديني قال: قلت لابن عيينة: يا أبا محمد خالفك الناس في هذا الحديث، فقال: استيقن الزهري حدثني مرارًا لست أحصيه، يعيد، ويبديه، سمعته من فيه، عن سالم عن أبيه، قلت: -أي ابن حجر- وهذا لا ينفي عنه الوهم، فإنه سمعه منه، عن سالم عن أبيه، والأمر كذلك إلا أن فيه إدراجًا لعل الزهري أدمجه إذا حدث به ابن عيينة وفصله لغيره .. ، وجزم بصحته ابن المنذر وابن حزم) أي بصحته موصولًا لأن الإرسال عله في الحديث. والله أعلم.
(2)
السنن الكبرى (4/ 23).
عليه فيه وهو -سفيان بن عيينة- حجة ثقة، ورواه ابن حبان (1) من رواية شعيب عن الزهري عن سالم عن أبيه وفيه ذكر عثمان، والله أعلم.
1202 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الجنازة متبوعة لا تتبعُ"(وإسناده مجهول).
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه، جميعًا من حديث أبي ماجدة عن عبد الله ابن مسعود في الجنائز، وتتمة الحديث: ليس معها من يقدمها، وقال الترمذي (2): حديث غريب، لا نعرفه من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجدة هذا، وقال محمد: يعني البخاري، قال الحميدي: قال ابن عيينة ليحيى بن عبد الله التميمي الراوي عن أبي ماجدة: من أبو ماجدة هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا، هذا آخر كلامه، وأبو ماجدة هذا ويقال: أبو ماجد، حنفي، ويقال عجلي، قال الدارقطني: مجهول، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الذهبي (3): تركوه، وقد ذكر البيهقي بابًا في المشي خلفها، أحاديثه كلها ضعيفة، ثم قال: المشي أمامها أكثر وأصح.
1203 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تبع جنازة وحَمَلها ثلاث مرات، فقد قضى ما عليه من حقها". (غريب).
قلت: رواه الترمذي (4) هنا من حديث أبي المهزّم عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب، ورواه بعضهم بهذا الإسناد ولم يرفعه وأبو المهزّم اسمه: يزيد بن
(1) في صحيحه (3048)، وانظر مختصر سنن أبي داود للمنذري (4/ 315 - 316).
(2)
أخرجه الترمذي (1011)، وابن ماجه (1484)، والبيهقي (4/ 22 و 25) وإسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد.
(3)
الكاشف (ت 6807) سؤالات البرقاني للدارقطني (600)، والميزان للذهبي (4/ت10554)، وتهذيب الكمال (34/ 242) ذكر فيه أقوال العلماء هذه، كما ذكر هذا الحديث. وقال الحافظ: مجهول، التقريب (8399).
(4)
أخرجه الترمذي (1041)، وانظر الخلاصة للنووي (2/ 997 رقم 3564) وقال الحافظ: أبو المهزّم، =
سفيان وضعفه شعبة، انتهى كلام الترمذي، قال النووي: والحديث ضعيف لضعف أبي المهزم.
1204 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين.
قلت: رواه الشافعي وغيره بإسناد ضعيف. (1)
1205 -
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأى ناسًا ركبانًا، فقال:"ألا تستحيون؟ إن ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب".
ووقفه بعضهم على ثوبان.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه هنا، وروى أبو داود معناه، كلهم من حديث ثوبان يرفعه وقال الترمذي: يُروى عنه موقوفًا. (2)
1206 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجنازة فاتحة الكتاب.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه هنا (3) كلاهما من حديث ابن عباس، وقال الترمذي: ليس إسناده بذاك القوي، وفي سنده: إبراهيم بن عثمان هو أبو شيبة الواسطي، منكر الحديث.
= التميمي، متروك، التقريب (8463) وعليه فإسناد هذا الحديث ضعيف جدًّا.
(1)
ذكره النووي في المجموع (5/ 269) وعزاه إلى الشافعي في "المختصر" وهو في الأم (1/ 269)، والبيهقي في كتاب "المعرفة"(5/ 264) وأشار إلى تضعيفه. والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 20)، وأورده البغوي في شرح السنة (5/ 337) معلقًا.
(2)
أخرجه الترمذي (1012)، وابن ماجه (1480)، وإسناده ضعيف، لضعف أبي بكر ابن أبي مريم، وأما رواية أبي داود (3177) فإسنادها صحيح. وقال الترمذي:"حديث ثوبان قد رُوي عنه موقوفًا، قال: محمد -يعني البخاري- الموقوف منه أصح". وأبو بكر بن أبي مريم هو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني الشامي، قال الحافظ: ضعيف، وكان قد سُرق بيته فاختلط، التقريب (8031).
(3)
أخرجه الترمذي (1026)، وابن ماجه (1495)، وفي إسناده إبراهيم بن عثمان وهو: متروك الحديث، انظر التقريب (217).
1207 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه (1) هنا من حديث أبي هريرة، وفي إسناده محمد بن إسحاق.
1208 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى على الجنازة قال: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده".
قلت: رواه الأربعة واللفظ لابن ماجه (2) وقد روى الترمذي القطعة الأولى إلى قوله: "وذكرنا وأنثانا" من طريق أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه كله أيضًا من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وليس في رواية الترمذي في هذا الباب قوله "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده" ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، ووقع في رواية أبي داود: "فأحيه
(1) أخرجه أبو داود (3199)، وابن ماجه (1497)، وإن كان ابن إسحاق قد دلّس هنا، لكنه قد صرح بالتحديث عند ابن حبان (3076) فانتفت شبهة تدليسه. وصح الحديث. وأخرجه البيهقي في السنن (4/ 40)، وفي المعرفة (5/ 303 رقم 7622) ذكر هذا الحديث في النسخة المطبوعة من المصابيح قبل ثلاثة أحاديث.
(2)
أخرجه أبو داود (3201)، والترمذي (1024)، وابن ماجه (1498).
وذكره المزي في تحفة الأشراف (10/ 472)، ضمن أطراف أبي هريرة رضى الله عنه وعزاه إلى النسائي في عمل "اليوم والليلة" الحديث (14994) وهو في عمل اليوم والليلة (1080)، (1081). وابن حبان في صحيحه (3070)، والبيهقي في السنن (4/ 41). وأخرجه الحاكم (1/ 385) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 357) (1058) قال: قال أبي: "رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم .. ، مرسل، لا يقول أبو هريرة، ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير متقن، والصحيح مرسل". وقال أيضًا برقم (1047)(1/ 354) سألت أبي عن حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال: هذا خطأ، الحفاظ لا يقولون أبا هريرة، إنما يقولون أبو سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، انظر التلخيص الحبير (2/ 248 - 249). قلت: فإن الذين أوصلوه عن يحيى جماعة، فروايتهم أرجح مع ما فيها من الزيادة.
على الإيمان وتوفه على الإسلام"، والمشهور في معظم كتب الحديث: فأحيه على الإسلام، وتوفه على الإيمان" وقد اختار الشافعي دعاء التقطه من مجموع هذه الأحاديث وغيرها، فيقول:"اللهم هذا عبدك وابن عبدك، خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبه وأحبائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه، ولقه برحمتك، ورضاك، وقه فتنة القبر، وعذابه، وافسح له في قبره، وجاف الأرض عن جنبيه، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين" هذا نص الشافعي في مختصر المزني (1) وتبعه صاحب التنبيه وغيره.
1209 -
صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول: "اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك، وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاءِ والحق، اللهم اغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه (2) في هذا الباب، من حديث واثلة بن الأسقع وسكت عليه أبو داود والمنذري.
قال ابن الأثير (3): الذمة والذمام: الضمان، تقول: فلان في ذمتي أي في ضماني، وقيل: الذمة والذمام: الأمان والعهد، قال بعضهم: وإنما جعلوه في ذمة الله بشهادة
(1) قال الحافظ: قال بعض العلماء: اختلاف الأحاديث في ذلك محمول على أنه كان يدعو على ميت بدعاء، وعلى آخر بغيره، والذي أمر به أصل الدعاء، التلخيص الحبير (2/ 249) وانظر مختصر المزني (ص 38).
(2)
أخرجه أبو داود (3202)، وابن ماجه (1499)، وفي إسناده: مروان بن جناح الأموي مولاهم لا بأس به، التقريب (6610).
(3)
النهاية (2/ 168 - 169).
الإيمان التي يشهدون له بها في قوله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فله ذمة الله وذمة رسوله.
قوله: وحبل جوارك: الحبل العهد والأمان قال تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} قال في النهاية (1): كان من عادة العرب أن يخيف بعضهم بعضًا، فكان الرجل إذا أراد سفرًا أخذ عهدًا من سَيّد كل قبيلة فيأمن به ما دام في حدودها، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيأخذ مثل ذلك، فهذا حبل الجِوار: أي ما دام مجاورًا أرضه.
1210 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الجنائز (2) كلاهما من حديثا عمران بن أنس المكي عن عطاء عن أبي هريرة، وقال: غريب، سمعت محمدًا يعني البخاري يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث، وقال أبو جعفر العقيلي: عمران لا يتابع على حديثه، وقال أبو أحمد الكرابيسي: حديثه ليس بالمعروف، وذكر له حديث الربا أيضًا، وحديث الربا هو:"لدرهم ربا أعظم حوبًا عند الله من سبعة وثلاثين زنية" وذكر البخاري حديثه في الربا وقال هذا لا يتابع عليه. (3)
1211 -
صلّى على جنازة رجل فقام حيال رأسه، ثم جاؤوا بجنازة امرأة، فقام عند حيال وسط السرير، فقيل له: هكذا رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل مقامك منه؟ قال:"نعم".
(1) المصدر السابق (1/ 332).
(2)
أخرجه أبو داود (4900)، والترمذي (1019)، وابن حبان (3020)، والطبراني في الكبير (12/ 13599)، والبيهقي (4/ 75)، والبغوي (1509)، وعمران بن أنس المكي، انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 1011 رقم 1304)، وقال الحافظ: ضعيف، من السابعة، التقريب (5179)، وانظر: تهذيب الكمال (22/ 307 - 309)، وميزان الاعتدال (3/ ت 6268).
(3)
لم أجد كلام البخاري هذا في ترجمة عمران في تاريخه الكبير (6/ ت 2859) ولا الصغير ولا الضعفاء له. أما حديث: "لدرهم ربا أعظم
…
" أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1232)، وانظر السلسلة الصحيحة (1033).