الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1715 -
قال: بينا نحن عنده -يعني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل عليه كساء، وفي يده شيء قد التف عليه، فقال: يا رسول الله مررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن، فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي، قال:"ضعهن فوضعتهن، وأبت أمهن إلا لزومهن" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون لرُحم أم الأفراخ فراخها؟ فوالذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن، حتى تضعهن من حيث أخذتهن، وأمهن معهن" فرجع بهن.
قلت: رواه أبو داود في الجنائز من حديث عامر الرام وهو حديث طويل قدم الشيخ قطعة منه في الجنائز وتقدم التنبيه عليه.
قوله: أتعجبون لرُحم، هو بضم الراء والحاء المهملتين وسكون الحاء أيضًا مصدر بمعنى الرحمة. (1)
باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام
من الصحاح
1716 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله".
(1) أخرجه أبو داود (3089). وقد تقدم في كتاب الجنائز باب " تمني الموت".
قلت: رواه مسلم في الدعوات من حديث عبد الله بن مسعود وأبو داود في الأدب والترمذي في الدعوات والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث عبد الله بن مسعود ولم يخرجه البخاري. (1)
قوله: وسوء الكبر، روي بإسكان الباء وفتحها فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس، والفتح بمعنى الهرم والخوف، ذكره الخطابي وغيره. (2)
- وفي رواية: "رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر".
قلت: رواها مسلم في حديث ابن مسعود. (3)
1717 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: "اللهم باسمك أموت وأحيا"، وإذا استيقظ قال:"الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
قلت: رواه البخاري والترمذي وابن ماجه كلهم في الدعوات وأبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث حذيفة ورواه مسلم في الدعوات من حديث البراء بن عازب (4) ولم يقل: وضع يده تحت خده.
والمضجع: بفتح الجيم، ومعنى أخذ مضجعه: أراد النوم في مضجعه.
1718 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفُضْ فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين".
(1) أخرجه مسلم (2723)، أبو داود (5071)، والترمذي (3390)، والنسائي في اليوم والليلة (573).
(2)
النهاية (4/ 125).
(3)
أخرجها مسلم (2723).
(4)
أخرجه البخاري (6314)، والترمذي (34179)، وأبو داود (5049)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (747)، وابن ماجه (3880) ورواية البراء عند مسلم برقم (2711).
قلت: رواه البخاري في الدعوات ومسلم فيها بمعناه وأبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث أبي هريرة. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه، أي انضم إليه ودخل فيه، كما جاء في الحديث قبله إذا أخذ مضجعه.
وأوى هنا مقصور وحكي فيه المد، وداخل الإزار طرفه، ومعناه: أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون قد دخل فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات.
- وفي رواية: "ثم ليضطجع على شقّه الأيمن ثم ليقل باسمك .... ".
قلت: رواها الشيخان. (2)
- وفي رواية: "فلينفُضْه بصَنِفَةِ ثوبه ثلاث مرات، وليقل: وإن أمسكت نفسي فاغفر لها".
قلت: رواها البخاري. (3)
قوله: بصنفة ثوبه: هو بفتح الصاد المهملة وكسر النون، طرف الثوب، وهي جانبه الذي لا هدب له، فيقال: هي حاشية الثوب أي جانب كانت قاله الجوهري. (4)
1719 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: "اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي
(1) أخرجه البخاري (6320)، ومسلم (2714)، وأبو داود (5052)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (791).
(2)
أخرجها البخاري (6320)، ومسلم (2714).
(3)
أخرجها البخاري (7393)، والترمذي كذلك (3401).
(4)
الصحاح للجوهري (4/ 1388).
أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة".
قلت: رواه الشيخان في الدعوات من حديث البراء واللفظ للبخاري (1) ولم يخرجه مسلم من فعله، إنما أخرجه من قوله وتعليمه صلى الله عليه وسلم.
- وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: "إذا أويت إلى فراشك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك .... -بهذا وقال-، فإن متّ من ليلتك متّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبحت مغفورًا لك وأصبت خيرًا".
قلت: رواه البخاري في الطهارة وفي الدعوات ومسلم في الدعوات ولم يقل البخاري: "وإن أصبحت إلى آخره"، وقال مسلم:"وإن أصبحت أصبت خيرًا"، وأبو داود في الأدب والترمذي في الدعوات والنسائي في اليوم والليلة ولم أر مجموع قوله: وإن أصبحت إلى آخره، إلا في شرح السنة. (2)
والفطرة: دين الإسلام وقد ترد بمعنى السنة.
1720 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم مِمّن لا كافيَ له، ولا مُؤوِيَ له".
قلت: رواه مسلم والترمذي كلاهما في الدعوات وأبو داود في الأدب والنسائي في "اليوم والليلة" كلهم من حديث أنس ولم يخرجه البخاري. (3)
(1) أخرجه البخاري (7488)(247)، ومسلم (2710).
(2)
أخرجه البخاري (7488) و (247)، ومسلم (2710)، وأبو داود (5046)، والترمذي (3574)، وقال: وهذا حديث حسن صحيح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (782)، والبغوي في شرح السنة (1317).
(3)
أخرجه مسلم (2715)، والترمذي (3396)، وأبو داود (5053)، والنسائي في اليوم والليلة (799)، والبغوي (1318).
وأوى إلى فراشه: مقصور، وآوانا: ممدود، وحكي القصر فيهما، وحكي المد فيهما، ومعنى آوانا هنا: رحمنا قوله: ولا مؤوِيَ أي لا راحم ولا عاطف عليه، وقيل معناه: لا وطن له ولا سكن يأوي إليه. (1)
1721 -
أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال:"على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها، حتى وجدت برد قدمه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين فهو خير لكما من خادم".
قلت: رواه الشيخان في مواضع منها: في الخمس ومن تراجمه على هذا الحديث: باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، ومسلم في الدعوات وأبو داود في الأدب كلهم من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي كرم الله وجهه والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا. (2)
والرحى: مقصور مؤنث، والألف منقلبة عن ياء.
1722 -
جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسألته خادمًا فقال: "ألا أدلك على ما هو خير من خادم تسبحين الله ثلاثًا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثًا وثلاثين وتكبرين الله أربعًا وثلاثين عند كل صلاة، وعند منامك".
قلت: رواه مسلم في الدعوات من حديث أبي هريرة ولم يخرج البخاري عن أبي هريرة في هذا شيئًا. (3)
(1) انظر: المنهاج للنووي (17/ 54 - 55).
(2)
أخرجه البخاري في الخمس (3113)، وفي عمل المرأة (5361)، وخادم المرأة (5362)، ومسلم (2727)، وأبو داود (5062)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (814، 815).
(3)
أخرجه مسلم (2728).