الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال: حديث حسن صحيح. (1)
1998 -
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا على الحَزوَرَةِ فقال: "والله إنكِ لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله عز وجل، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت".
قلت: رواه الترمذي في آخر جامعه، والنسائيُّ وابن ماجه كلاهما هنا، كلهم من حديث عبد الله بن عديّ بن الحمراء، وليس له في الكتب الستة غيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (2)
والحزورة: موضع بمكة عند باب الحناطين وهو بفتح الحاء المهملة وبالزاي المعجمة والواو ثمَّ بالراء المهملة وتاء التأنيث، وهو بوزن قَسْورة، قال الشافعي: الناس يشددون الحزورة والحديبية، وهما مخففان.
باب حرم المدينة حرسها الله
من الصحاح
1999 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرام، ما بين عَيْر إلى ثَوْر، فمن أحدث فيها حَدَثًا أو آوى مُحْدِثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخْفَر مسلمًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن والى قومًا بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".
قلت: رواه الجماعة إلا ابن ماجه كلهم هنا إلا الترمذي، فرواه في الهبة والولاء من حديث علي رضي الله عنه، ولم يقل البخاري إلى ثور، وإنما قال إلى كذا، في طرقه
(1) أخرجه الترمذي (3926)، وصححه ابن حبَّان (3709)، والحاكم (1/ 486)، ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه الترمذي (3925)، وابن ماجه (3108)، والنسائيُّ في الكبرى (4252) وإسناده صحيح.
كلها إلا في رواية الأصيلي أبي محمَّد في كتاب الجزية والموادعة، فإنَّه وقع له فيها إلى ثور، والله أعلم. (1)
وعَيْر: بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة.
ثور: بفتح الثاء المثلثة وسكون الواو وبعدها راء مهملة، جَبَلان، قال بعضهم: وليس بالمدينة، ولا على قربها جبل يسمى بواحد من هذين الاسمين، ولهذا ترك بعض الرواة موضع ثور بياضًا، وقال بعضهم: أما عَيْر فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور: فالمعروف أنَّه بمكة، وفيه الغار الذي بات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر، ورواه بعضهم إلى أُحد، وجعل إلى ثور غلطا من الراوي، وإن كان هو الأشهر، وقال بعضهم: عير جبل بمكة، والمراد أنَّه صلى الله عليه وسلم حرم من المدينة قدر ما بين عور وثور بمكة، وقال الشيخ محب الدين الطبري (2): أخبرني الثقة الصدوق الحافظ العالم المجاور لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حذا أحد عن يساره جانبا إلى ورائه جبل صغير يقال له: ثور وأخبر أنَّه تكرر سؤاله طوائف من العرب عنه كلهم يذكر أنَّه يسمى بثور، فصح بذلك أن الحديث على بابه، ولا يحتاج إلى تأويل والله أعلم. (3)
(1) أخرجه البخاري في الجزية والموادعة (3179)، وفضائل المدينة (1870)، ومسلم (1370)، وأبو داود (2034)، والترمذي (2127)، والنسائي (8/ 23)، وابن حبَّان (3716)، والبغويُّ (2009).
(2)
انظر القِرى لقاصد أم القرى للطبري (ص 674).
(3)
جبل عَيْر: هو جبل ممتد من الغرب إلى الشرق، ويشرف طرفه الغربي على ذي الحليفة، وطرفه الشرقي على المنطقة المتصلة بمنطقة قباء من جهة الجنوب الغربي، وهو حدّ المدينة من جهة الجنوب، انظر آثار المدينة للأنصاري (ص 209)، والمغانم الطابة للفيروزآبادي (ص 287) و (ص 81). =
= وجبل ثور: وهو جبل صغير شمالي أحد، وهو حدّ المدينة من جهة الشمال، انظر القِرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري (ص 674)، والمغانم المطابة في معالم طابة ص (81 - 84)، ونشر في جريدة المدينة عدد رقم (8329) بتاريخ 4/ 8/ 1410 هـ (ملحق ألوان من التراث)، كتبه الدكتور/ عبد العزيز قارئ بالاشتراك مع الشيخ/ عمر فلاته، والشيخ/ حماد الأنصاري -رحمهما الله- والدكتور/ مرزوق الزهراني، توصلوا فيه إلى أن جبل ثور يقع على ضفاف وادي النقمى، يحده الوادي من =
ومحدثًا: بكسر الدال أي أوى من أحدث فيها، ومن رواه بفتح الدال آوى بدعة أو رضي بها.
والعدل: الفريضة، والصرف: النافلة، وقيل: العدل الفدية، والصرف: التوبة، ومعنى الفدية: أنَّه يعطى يوم القيامة من يفتدي به، وأخفرتَ الرجل: إذا غدرته، وخفرته إذا حفظته وآجرته.
- وفي رواية: "من ادعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".
قلت: رواه الشيخان من حديث على واللفظ لمسلم ولم يقل البخاري: من ادعى إلى غير أبيه. (1)
2000 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أحرم ما بين لابتي المدبنة: أن يقطع عِضاهها، أو يقتل صيدها"، وقال:"لا يدعها أحد رغبة عنها، إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأَوائها وجهدها، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة".
قلت: رواه مسلم من حديث سعد ولم يخرجه البخاري. (2)
ولابتي المدينة: تثنية لابة، وهي الحرة، والحرة: هي الأرض ذات الحجارة السود.
وعضاهها: بالقصر وكسر العين وتخفيف الضاد المعجمة واحدها عضاهة وعضهة وعضة بحذف الهاء الأصلية كما حذفت من الشفة: وهي شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك.
= الشمال، وطريق الخُليل من الغرب، ويسميه بعض العوام في هذه الأيام "جبل الدقّاقات". وانظر فضائل المدينة للرفاعي (ص 40 - 41).
(1)
أخرجه البخاري (3172)(6755)، ومسلم (1370)، وأخرجه الطبري -وذكر له طرقًا- في تهذيب الآثار رقم (318 إلى 342) من مسند علي بن أبي طالب.
(2)
أخرجه مسلم (1363).
واللأَواء: بالمد، الشدة، والجوع. والجهد: هو المشقة وهو بفتح الجيم، وفي لغة قليلة بضمها، وأما الجهد: بمعنى الطاقة، فبضمها على المشهور، وحكي فتحها.
قوله صلى الله عليه وسلم إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا، قيل إن "أو" للشك من الراوي والأظهر أنها ليست للشك، لأنَّ الحديث رواه جابر وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبو سعيد وأبو هريرة وأسماء بنت عميس وصفية بنت أبي عبيد رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ (1) ويبعد اتفاقهم على الشك، بل الأظهر أنَّه قاله صلى الله عليه وسلم هكذا، فإما أن يكون أعلم بهذه الجملة هكذا، وإما أن يكون "أو" للتقسيم ويكون شهيدًا لبعض أهل المدينة، وشفيعًا لنا فيهم، أو شفيعًا للعاصين، وشهيدًا للمطيعين، وأما شهيدًا لمن مات في حياته وشفيعًا لمن مات بعده أو غير ذلك، وهذه خصوصية زائدة على الشفاعة للمذنبين، أو للعالمين في القيامة، وعلى شهادته لجميع الأمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم في قتلى أحد:"أنا شهيد على هؤلاء"، فلهم بذلك مزية وزيادة منزلة.
2001 -
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة".
قلت: رواه مسلم من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (2)
2002 -
كان الناس إذا رأوا أول الثمرة جاؤا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة وإني
(1) رواية ابن عمر أخرجها مالك (2/ 885)، وأحمد (2/ 113، 119)، ومسلم (1377)، والترمذي (3918).
ورواية أبي سعيد أخرجها مسلم (1374).
ورواية أبي هريرة أخرجها أحمد (2/ 397)، ومسلم (1378)، والترمذي (3924).
ورواية أسماء بنت عميس أخرجها أحمد (6/ 369 - 370).
(2)
أخرجه مسلم (1378).
أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه، قال: ثمَّ يدعوا أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر".
قلت: رواه مسلم هنا والترمذي في الدعوات والنسائيُّ في اليوم والليلة (1) من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري.
2003 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرامًا، وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزِمَيْها أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إلا لعلف".
قلت: رواه مسلم والنسائيُّ من حديث أبي سعيد الخدري ولم يخرجه البخاري. (2)
والمأزم: بهمزة بعد الميم وبكسر الزاي المعجمة، وهو الجبل، وقيل: المضيق بين الجبلين ومعناه: ما بين جبليها، وانتصب حرامًا على المصدر أي: حرمت المدينة، فحرمت حرامًا، ومثله قوله تعالى:{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} ويجوز نصبه بفعل محذوف تقديره: وجعلت حرامًا ما بين مأزميها، فما بين مأزميها مفعول أول، وحرامًا مفعول ثان، وقوله: ولا تخبط فيها شجر، الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها.
قوله: إلا لعلْف هو بإسكان اللام وهو مصدر علفت علفًا، وأما العلَف: بفتح اللام قاسم للحشيش والتبن والشعير ونحوها.
2004 -
وروي: أن سعدًا وجد عبدًا يقطع شجرًا أو يخبطه، فسلبه، فجاءه أهل العبد، فكلموه أن يرد ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئًا نفّلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) أخرجه مسلم (1373)، والترمذي (3454)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (302).
(2)
أخرجه مسلم (1374)، والنسائيُّ (4276).
قلت: رواه مسلم من حديث عامر بن سعد: أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد عبدا إلى آخره، ولم يخرجه البخاري وخرجه أبو داود، وزاد في آخره: ولكن إن شئتم دفعت لكم ثمنه. (1)
وقد ذهب الشافعي ومالك وجماعة إلى تحريم صيد المدينة وشجرها، وجوّزه أبو حنيفة، مستدلًا بحديث:"يا أبا عمير ما فعل النغير"(2)، والمشهور مذهب الشافعي، والجمهور: أنَّه لا ضمان في صيد المدينة وشجرها، وللشافعي قول قديم اختاره النوويّ: إنه يضمن، فيسلب الصائد وقاطع الشجر والكلأ، ويأخذ السلب السالب. (3)
2005 -
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وُعِك أبو بكر وبلال، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:"اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها لنا، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حُمّاها فاجعلها بالجحفة".
قلت: رواه الشيخان هنا والنسائيُّ في الطب من حديث عائشة. (4) وأما الجحفة فقد تقدم ذكرها.
2006 -
ابن عمر في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: "رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى نزلت مهيعة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة -وهي الجحفة-".
(1) أخرجه مسلم (1364)، وأبو داود (2037).
(2)
أخرجه البخاري (6129)، ومسلم (2150)، وأبو داود (4969)، والترمذي (333)، والنسائيُّ في الكبرى (10166)، وابن ماجه (3720).
(3)
انظر للتفصيل المنهاج للنووي (9/ 196)، وشرح السنة للبغوي (7/ 309 - 310).
(4)
أخرجه البخاري (3926)(5654)، ومسلم (1376)، والنسائيُّ في الكبرى (7495).
قلت: رواه البخاري والترمذي والنسائيُّ وابن ماجه (1) كلهم في تعبير الرؤيا من حديث عبد الله بن عمر بن الخطّاب.
والوباء: بالقصر والمد والهمز: الطاعون، والمرض العام. ومهيعة: هي الجحفة وأرض مهيعة أي مبسوطة فلما ذهب السيل بأهلها سميت جحفة.
2007 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ويفتح الشأم فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم، ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ويفتح العراق فيأتي فوم يبسون فيتحملوا بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".
قلت: رواه مالك آخر الموطأ والشيخان والنسائيُّ ثلاثتهم في الحج كلهم من حديث سفيان بن أبي زهير (2).
ويبسون: بضم الباء الموحدة وبالسين المهملة المشددة، قال المصنف (3): قيل البسُّ سرعة الذهاب، وقيل: السَّوْق اللين، وقال الزمخشري في "فائقة"(4) أنَّه يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يَبُسُّون، قال: والبسُّ: السَّوق والطرد، وبه فسر قوله تعالى:{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} ، والمعنى: يسوقون بهائمهم سائرين، ولا محل له من الإعراب، لأنه بدل من "يخرج قوم" ولا يجوز أن يقال: هو في محلّ النصب على الحال، لأنَّ الحال لا ينتصب عن النكرة، ويجوز أن يكون في محلّ رفع صفة لقوم.
(1) أخرجه البخاري (7039)، والترمذي (2290)، والنسائيُّ (7651)، وابن ماجه (3924).
(2)
أخرجه البخاري (1875)، ومسلم (1388)، ومالك (2/ 887)، والنسائيُّ (4262).
(3)
شرح السنة (7/ 323).
(4)
الفائق (1/ 107).
2008 -
قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد".
قلت: رواه البخاري ومسلم والنسائيُّ ثلاثتهم في الحج من حديث أبي هريرة. (1)
تنبيه: لا يغتر مغتر بقول الشيخ محب الدين الطبري في هذا الحديث: أخرجه أبو حاتم مقتصرًا على ذلك، فيظن الظان أنَّه ليس في شيء من الصحيحين وليس كذلك والله أعلم، قال ابن حبَّان (2): ومعنى تأكل القرى: أن الإسلام يكون ابتداؤه منها، ثمَّ يغلب على سائر القُرى، ويعلو على سائر الملك، وقال بعضهم: يحتمل أن يراد أنها تجبى إليها الحقوق من القرى كأنها أكلتها بأكل مالها.
2009 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى سمّى المدينة طابة".
قلت: رواه مسلم والنسائيُّ من حديث جابر بن سمرة (3) ولم يخرج البخاري: إن الله سمى المدينة طابة، ولا أخرج عن جابر في هذا شيئًا.
2010 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبُها".
قلت: رواه الشيخان والنسائيُّ ثلاثتهم هنا والترمذي في آخر الجامع من حديث جابر بن عبد الله (4).
وينصع طيبها: قال النوويّ (5): هو بفتح الياء والصاد المهملة، من يصفوا ويخلص ويتميز، والناصع: الصافي، ومنه قولهم: ناصع اللون أي صافيه وخالصه، ومعنى
(1) أخرجه البخاري (1871)، ومسلم (1382)، والنسائيُّ (4261).
(2)
الإحسان (9/ 39 - 40)(3723)، وشرح السنة (7/ 320).
(3)
أخرجه مسلم (1385)، والنسائيُّ في الكبرى (4260).
(4)
أخرجه البخاري (7209)، (7322)، (1883)، (7211)، ومسلم (1383)، والنسائي (7/ 151)، والترمذي (3920).
(5)
المنهاج للنووي (9/ 220).
الحديث: أنَّه يخرج من المدينة من لم يخلص إيمانه، ويبقى فيها من خلص إيمانه، قال أهل اللغة: يقال نصع الشيء ينصع، بفتح الصاد فيهما نصوعًا إذا خلص ووضح انتهى كلام النوويّ. وذكر الزمخشري (1) هذه اللفظة في باب الباء الموحدة والصاد المعجمة والعين المهملة وقال: هو من أنصعته نصاعة إذا دفعتها إليه معنى أن المدينة تعطي طيبها ساكنها، قال ابن الأثير (2): والمشهور بالصاد المهملة، قال: وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين، وبالحاء المهملة من النصح.
2011 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد".
قلت: رواه مسلم في (3) حديث طويل أوله: يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه أو قريبه هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده! لا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرًا منه، ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارَها كما تنفي الكير خبث الحديد، من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري ولا هو في السنن الأربعة.
2012 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال".
قلت: رواه الشيخان هنا والنسائيُّ في الطب من حديث أبي هريرة. (4)
والنقب: بفتح النون على المشهور، وحكي ضمها هو الشعب، وقيل: هو الطريق في الجبل، قال الأخفش: أنقاب المدينة طرقها وفجاجها.
(1) الفائق للزمخشري (1/ 117) و (3/ 290).
(2)
النهاية (1/ 134) و (5/ 65).
(3)
أخرجه مسلم (1381).
(4)
أخرجه البخاري (1880)، ومسلم (1379)، والنسائيُّ في الكبرى (4273) و (7526).