الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان
1723 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك مموت، وإليك المصير"، وإذا أمسى، قال:"اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الدعوات والنسائي في "اليوم والليلة" وابن ماجه [الدعاء] كلهم من حديث أبي هريرة. (1)
1724 -
قال أبو بكر: يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، قال: قل: "اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الدعوات كلاهما من حديث أبي هريرة ولم أر فيهما قوله: "وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم". (2)
1725 -
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فلم يضره شيء".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما بهذا اللفظ في الدعوات والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث عثمان وقال الترمذي:
(1) أخرجه الترمذي (3388)، وأبو داود (5068)، وابن ماجه (3868)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (8) إسناده صحيح.
(2)
أخرجه الترمذي (3392)، وقال: حسن صحيح. وأبو داود (5067) وإسناده صحيح. وهذه الزيادة غير موجودة في النسخة المطبوعة من المصابيح.
حديث حسن صحيح. (1)
- وفي رواية: "لم تصبه فجأة بلاء، حتى يصبح ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عثمان. (2)
قوله: فجأة بلاء، الفجأة: مجيء الشيء بغتة من غير تقدم سبب.
قال ابن قتيبة: يقال أبلاه الله بلاءً حسنًا وبلاء يتلوه إصابة بشر، وقال غيره: المعروف أن الإبتلاء يكون في الخير والشر معًا من غير فرق بين فعليهما، وقال أبو الهيثم: البلاء يكون حسنًا ويكون سيئًا، وأصله المحنة، والله يبتلي عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره، فقيل للحسن بلاء وللسيء بلاء.
1726 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكفر".
- وفي رواية: "من سوء الكِبَر والكِبْر، رب أعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذاب في القبر، وإذا أصبح قال ذلك: أصبحنا وأصبح الملك لله".
قلت: رواه مسلم والترمذي في الدعوات وأبو داود في الأدب كلهم من حديث ابن مسعود، واللفظ لمسلم إلا قوله:"الكفر" بالفاء، انفرد بها أبو داود في بعض طرقه، فكان من حق الشيخ أن يذكر هذا الحديث في الصحاح لا في الحسان، والله أعلم، وروى الحديث النسائي أيضًا ولم يخرجه البخاري. (3)
(1) أخرجه الترمذي (3385)، وابن ماجه (3869)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (15، 346) وإسناده صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود (5088).
(3)
أخرجه مسلم (2723)، وأبو داود (5071)، والترمذي (3390)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (23).
1727 -
عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلّمها فيقول: "قولي، حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، فإنه من قالها حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة كلاهما من حديث عبد الحميد مولى بني هاشم أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه وأمه مجهولة. (1)
1728 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} -إلى قوله-: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث ابن عباس وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه وكلاهما لا يحتج به. (2)
1729 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح".
(1) أخرجه أبو داود (5075)، والنسائي في اليوم والليلة (12). وعبد الحميد مولى بني هاشم قال الحافظ في التقريب "مقبول" ت (3801) وأمه مجهولة.
(2)
أخرجه أبو داود (5076) وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن البيلماني قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان (ت 6107).= = وأبوه عبد الرحمن البيلماني قال الحافظ في التقريب:"ضعيف"(ت 3843). فإسناده ضعيف جدًّا.
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أبي عياش، وفي لفظ أبي داود:"فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا؟ قال: صدق أبو عياش"، والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجه في الدعاء كلهم من حديث أبي عياش، وقد اختلف فيه فقيل هو أبو عياش، وقيل ابن أبي عياش، وقيل ابن عايش، وعياش بعين مهملة وياء آخر الحروف مشددة وألف ثم شين معجمة.
والعدل: بالكسر والفتح، المثل، وقيل بالفتح ما عادله من جنسه، وبالكسر من غير جنسه وقد تقدم. (1)
1730 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: "إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك: ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إذا مت في يومك كتب لك جوار منها".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم ابن الحارث ومن طريق أخرى مسلم بن الحارث بن مسلم عن أبيه، وسئل أبو زرعة عن ذلك فقال: الصحيح مسلم بن الحارث عن أبيه. (2)
(1) أخرجه أحمد (4/ 60) ، وأبو داود (5077)، والنسائي في اليوم والليلة (27)، وابن ماجه (3867).
وقد اختلف في صحابيه هل هو الزرقي أم غيره.
وجرى على أنه الزرقي: البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 381 - 382). وأبو أحمد الحاكم والدولابي في الكنى (1/ 46 - 47) والإمام أحمد في المسند.
وفرق بينهما الحافظ في الإصابة والمزي في تهذيب الكمال والخلاف في الصحابي لا يضر.
(2)
أخرجه أبو داود (5079)(5080). في إسناده الحارث بن مسلم وهو الراوي عن أبيه وهو مجهول، وصرح الذهبي في "الميزان" أنه مجهول، وقال أبو حاتم: لا يعرف حاله.
ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 310)، وانظر: الضعيفة (1624)، والصحيحة (2506).
1731 -
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" يعني: الخسف.
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في الاستعاذة وابن ماجه في الدعاء كلهم من حديث ابن عمر وسكت عليه أبو داود فهو صالح للاحتجاج (1).
والعفو: محو الذنب، والعافية: أن يسلم من الأسقام والبلاء، وهي الصحة ضد السقم، والعورات: جمع عورة وهي كل ما يستحى منه إذا ظهر، وفي الحديث: المرأة عورة، جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحى منها كما يستحى من العورة إذا ظهرت. قوله: وآمن روعاتي، جمع روعة وهي المرة الواحدة من الروع وهو الفزع، قوله: وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي، أي أدهى من حيث لا أشعر، يريد به الخسف، والاغتيال: هو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد.
1732 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نُشهدك ونُشهد حَمَلَة عرشك وملائكتك وجميع خلقك: أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، إلا غفر الله له ما أصابه في يومه ذلك من ذنب، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصابه في تلك الليلة من ذنب". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في الدعوات من حديث أنس وقال "غريب". وفي سنده بقية. (2)
(1) أخرجه أبو داود (5074)، والنسائي (8/ 282)، وابن ماجه (3871)، وإسناده صحيح. وأخرجه الحاكم (1/ 517 - 518) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه الترمذي (3495)، وأبو داود (5078)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (10) وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار بشواهده. نتائج الأفكار (2/ 359 - 361)، وبقية: هو بقيّة ابن الوليد الكلاعي، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. التقريب (741).
1733 -
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد مسلم يقول إذا أمسى وإذا أصبح ثلاثًا: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا إلا كان حقًّا على الله أن يُرضيه يوم القيامة".
قلت: رواه الترمذي في الدعوات من حديث ثوبان وقال: حسن غريب. (1)
1734 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال: "اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك".
قلت: رواه الترمذي في الدعوات من حديث حذيفة، وقال فيه: حسن صحيح. (2)
1735 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد: "وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة كلاهما من حديث حفصة. (3)
1736 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: "اللهم إني أعوذ بك بوجهك الكريم، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم أنت الذي لا يُهزم جندك، ولا يُخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك".
(1) أخرجه الترمذي (3386) وفي إسناده سعيد بن المرزبان وهو ضعيف ومدلس، كما قال الحافظ في "التقريب" (ت 2402) ويشهد له حديث أبي داود (50729) وفي إسناده سابق بن ناجية: لم يوثقه غير ابن حبان وكذا قال ابن حجر: مقبول، التقريب (2181) ولذلك حسنه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 351 - 355)، والإصابة (4/ 93).
(2)
أخرجه الترمذي (3398) وقال: حسن صحيح.
(3)
أخرجه أبو داود (5045)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (762). وفي إسناده سواء الخزاعي وهو مجهول، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الحافظ في "التقريب": مقبول (ت 2692) وقد اضطرب فيه عاصم بن أبي النجود فإن في حفظه شيء (الميزان 2/ 357).
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في النعوت وفي اليوم والليلة كلاهما من حديث علي ولم يضعفه أبو داود. (1)
والمأثم: بالثاء المثلثة قال ابن الأثير (2): هو الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه وضعًا للمصدر موضع الإثم، والجد (3): بفتح الجيم، قيل: المال، أي لا ينفع ذا الغني منك غناه، وإنما ينفعه الإيمان والطاعة، وقيل: الجد، الحظ والعظمة، ويحتمل: إن الجد، الأب، أي لا ينفع ذا النسب الشريف منك نسبه، ويُروى بكسر الجيم وحملوه على الحرص في أمور دنياه. أي لا ينفعه ذلك، وما كتب له من الرزق لا يزيده الحرص، وأنكر أبو عبيد رواية الكسر.
وقوله: سبحانك وبحمدك، قال أبو عبيد: معناه سبحانك بحمدك، جعل الواو صلة، وقال غيره: المعنى: سبحانك اللهم بجميع آلائك وبحمدك سبّحتك، ومعنى سبحانك وسبحان الله: أي سبحت الله ونزهته عن كل عيب، نصبت على المصدر. (4)
1737 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، أو عدد رمل عالِج، أو عدد ورَق الشجر، أو عدد أيام الدنيا". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في الدعوات من حديث أبي سعيد وقال: حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
(1) أخرجه أبو داود (5052)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (767) وصححه النووي في الأذكار وقال ابن علان: قال الحافظ: حديث غريب، والوصافي وشيخه ضعيفان. الفتوحات الربّانية (3/ 160).
(2)
النهاية لابن الأثير (1/ 24).
(3)
المصدر السابق (1/ 244)، والغريبين للهروي (1/ 324).
(4)
انظر: غريب الحديث للقاسم الهروي (3/ 173)، والغريبين (3/ 107).
وفي سنده عبيد الله بن الوليد الوَصَافي وهو ضعيف. (1)
ورمل عالج: بعين مهملة وجيم في آخره، قال في النهاية (2): هو ما تراكم من الرمل، ودخل بعضه في بعض والعوالج جمعه.
1738 -
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يأخذ مضجعه بقراءة سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكًا، فلا يقربه شيء يؤذيه، حتى يَهُبَّ متى هبّ".
قلت: رواه الترمذي في الدعوات مطولًا من حديث شداد بن أوس وفي سنده مجهول. (3)
وهبّ: معناه استيقظ، من هبّ النائم هبًّا وهبوبًا أي استيقظ.
1739 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلتان لا يحصيهما -وفي رواية: لا يحافظ عليهما- رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبّح الله في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمده عشرًا، ويكبره عشرًا -قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قال-: فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذ مضجعه، يسبحه ويحمده ويكبره مائة -وفي رواية: يكبر أربعًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويسبح ثلاثًا وثلاثين-، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسائة سيِّئة؟ ". قالوا: وكيف لا نحصيها؟، قال:"يأتي الشيطان وهو في صلاته، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، حتى ينفتل، فلعله أن لا يفعل، ويأتيه في مضجعه، فلا يزال ينّومه حتى ينام".
(1) أخرجه الترمذي (3397) وفي إسناده عطية العوفي، قال عنه الحافظ: صدوق يخطيء كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا التقريب (4649) وكذلك عبيد الله بن الوليد الوصافي قال الحافظ عنه: ضعيف التقريب (4381).
(2)
النهاية (3/ 260).
(3)
أخرجه الترمذي (3407) وإسناده ضعيف، فيه الراوي عن شداد بن أوس مجهول.
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الدعوات والنسائي في الصلاة كلهم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه، واللفظ للترمذي، وقوله: وفي رواية هو لفظ أبي داود وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: خلتان، هو تثنية الخلّة بفتح الخاء المعجمة، وهي الحاجة، ولا يحصيهما: أي لا يأتي بهما ولا يحافظ عليهما، والخلة الأولى: هي الذكر دبر الصلاة، والثانية: قبل النوم.
قوله صلى الله عليه وسلم: فتلك خمسون ومائة، يعني في اليوم والليلة، ولذلك قال: فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مائة سيِّئة؟، وذلك أن عدد الكلمات المحصاة خلف كل صلاة ثلاثون، وعدد الصلوات المفروضات في اليوم والليلة خمس، فإذا ضرب أحدهما في الآخر بلغ هذا المبلغ وإنما كانت ألفًا وخمس مائة في الميزان، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
1740 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة (2) كلاهما من حديث عبد الله بن غنام البياضي، وغنام: بفتح الغين المعجمة وتشديد النون وفتحها وبعد الألف ميم، والبياضي: منسوب إلى بياضة بطن من الأنصار، وسند الحديث جيد.
1741 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل، والقرآن أعوذ بك
(1) أخرجه أبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والنسائي (3/ 74)، وابن ماجه (926)، وأحمد (2/ 204 - 205) وإسناده صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود (5073) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (7) وفي إسناده عبد الله بن عنبسة لم يوثقه غير ابن حبان قال الحافظ في التقريب مقبول التقريب (3541). ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 359 - 361)، إتحاف المهرة (7/ 349 - 350).
من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأعذني من الفقر".
قلت: رواه مسلم والترمذي وابن ماجه كلهم في الدعوات وأبو داود في الأدب واللفظ له، إلا قوله: وأعذني، وإنها ليست فيه ولا في شيء مما ذكرناه، بل لفظ الثلاثة: وأغنني، ولفظ مسلم: وأغننا، كلهم رووه من حديث أبي هريرة ولفظ مسلم أتم، فكان من حق المصنف أن يذكره في الصحاح. (1)
1742 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في النديِّ الأعلى".
قلت: رواه أبو داود في الأدب (2) من حديث أبي الأزهر الأنماري يرفعه، قال أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" أبو الأزهر لم ينسب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا ولا أدري له صحبة أم لا، وذكر له هذا الحديث. (3)
واخسأ: بمعنى اطرد من خسأت الكلب إذا طردته، وخسأ الكلب بنفسه، يتعدى ولا يتعدي.
(1) أخرجه مسلم مع اختلاف يسير (2713)، وأبو داود (5051)، والترمذي (3400)، وابن ماجه (3873).
(2)
أخرجه أبو داود (5054)، والحاكم (1/ 548) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وحسن إسناده النووي في الأذكار (الفتوحات الربانية 3/ 158).
(3)
انظر: الإصابة لابن حجر (7/ 11 - 12) وقال: أبو الأزهر الأنماري، ويقال أبو زهير، أخرج حديثه أبو داود في السنن بسند جيد شامي، ثم نقل قول البغوي هذا، وكذلك مختصر المنذري (7/ 322).
وفك رهاني: أي خلصني من عقاب ما اقترفت نفسي من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو عنها، قال الله تعالى:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21] والرهن ما يوضع وثيقة أو خلصها عن عهدة ما عليها من التكاليف، بالتوفيق للإتيان بها.
والنديِّ: بتشديد الياء، القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي.
والندي الأعلى: الملأ الأعلى من الملائكة.
1743 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي منَّ علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة (1) كلاهما من حديث ابن عمر، ولم يضعفه أبو داود وأقره المنذري.
1744 -
قال شكا خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأَرَق، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلّت، ورب الأرضين، وما أقلّت، ورب الشياطين وما أضلّت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا، أن يفرط علي أحد منهم، أو أن يبغي، عزّ جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت". (ضعيف).
قلت: رواه الترمذي في الدعوات (2) من حديث بريدة وقال: ليس إسناده بالقوي، وفي إسناده حكم بن ظهير، قال البخاري: تركوه.
والأَرَق: بهمزة مفتوحة وراء مهملة مفتوحة أيضًا وقاف، هو السهر.
(1) أخرجه أبو داود (5058)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (798) وإسناده صحيح. وانظر: مختصر المنذري (7/ 324).
(2)
أخرجه الترمذي (3523) وإسناده ضعيف. فيه الحكم بن ظهير قال الحافظ: متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين، التقريب (1454).