الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه أبو داود هنا من حديث ابن عمر وكذلك الحاكم في المستدرك وقال: على شرط مسلم، قال الدارقطني: تفرد به مروان بن محمد بن وهب وهو ثقة. (1)
قال بعضهم وفي هذا الحديث دليل على وجوب قبول أخبار الآحاد، وأنه لا فرق بين أن يكون المخبر بذلك منفردًا عن الناس وحده، وبين أن يكون مع جماعة من الناس، ولا مشاركة أصحابه في ذلك، وقال جماعة من العلماء إذا تراءى الناس الهلال، وكان صحوًا فقال واحد رأيته لم يقبل.
فصل
من الصحاح
1421 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة".
قلت: رواه الشيخان هنا من حديث أنس. (2)
والسحور: رووه بفتح السين وضمها، فالفتح اسم للمأكول، والمضموم اسم للفعل وكلاهما صحيح، وأما البركة التي فيه: فظاهره لأنه يقوي على الصوم وينشط له، وقيل لأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والصلاة أو التأهب لها إلى طلوع الفجر، والصواب الأول.
1422 -
قال صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أكلة السحر".
(1) أخرجه أبو داود (2342)، والحاكم (1/ 423) وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وبه يتقوى الحديث السابق انظر: الإرواء (908).
(2)
أخرجه البخاري (1923)، ومسلم (1095).
قلت: رواه مسلم وأبو داود والترمذي هنا من حديث عمرو بن العاص ولم يخرجه البخاري. (1)
وأكلة السحر: هي السحور وهي بفتح الهمزة، هكذا ضبطه الجمهور في صحيح مسلم، وهو المشهور في الروايات وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشوة، وإن كثر المأكول فيه، وأما الأكلة: بالضم فهي اللقمة الواحدة، وادعى بعض شراح مسلم أن الرواية كذلك، وليس كما قال، بل الصواب ما قدمناه، ومعنى الحديث: أن الفارق والمميز بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر لأنهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا السحور.
1423 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير، ما عجلوا الفطر".
قلت: رواه الشيخان والترمذي هنا من حديث سهل بن سعد. (2)
1424 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم".
قلت: رواه الجماعة إلا ابن ماجه كلهم هنا من حديث عمر بن الخطاب. (3)
ومعنى فقد أفطر الصائم: فقد انقضى صومه وثم ولا يوصف الآن بأنه صائم، لأن الليل ليس بمحل الصوم، قال العلماء: وكل واحد من إقبال الليل وإدبار النهار وغروب الشمس يتضمن الآخرين وإنما جمع بينهما لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء. (4)
(1) أخرجه مسلم (1096)، وأبو داود (2343)، والترمذي (709).
(2)
أخرجه البخاري (1957)، ومسلم (1098)، والترمذي (699).
(3)
أخرجه البخاري (1954)، ومسلم (1100)، وأبو داود (2351)، والترمذي (698)، والنسائي (3310).
(4)
انظر: المنهاج للنووي (7/ 295 - 296).