الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنفسه، وتفويت بعض الحقوق؛ لأنه إن لم ينم بالنهار فهو ضرر ظاهر، وإن نام يومًا يخلف سهره فوت بعض الحقوق، بخلاف من صلى بعض الليل فإنَّه يستغني بنوم باقيه، وإن نام معه شيئًا من النهار، كان يسيرًا لا يفوت حقًّا، وكذا من قام ليلة كاملة، كليلة القدر وغيرها، لا دائمًا، لا كراهية فيه، وقد تمسك بهذا الحديث من ذهب إلى أن: صوم يوم وفطر يوم، أفضل من سرد الصوم، وإليه ذهب المتولي وجماعة من أصحابنا وفي كلام غيرهم إشارة إلى تفضيل السرد وتخصيص هذا الحديث بعبد الله بن عمرو، ومن في معناه ممن لا يطيقه، وتقديره لا أفضل من هذا في حقك.
قوله صلى الله عليه وسلم: ولزورك عليك حقًّا، بالزاي المعجمة المفتوحة وسكون الواو وكسر الراء المهملة أي زائرك.
قوله صلى الله عليه وسلم: في قراءة القرآن في كل سبع ليال مرة ولا تزد على ذلك، فيه الإرشاد إلى الاقتصار في العبادة، والإرشاد إلى تدبر القرآن، وقد كان للسلف عادة مختلفة فيما يقرؤون كل يوم بحسب أحوالهم وأفهامهم ووظائفهم، قال النوويّ في كتاب "آداب القرآن (1) " وأكثر ما بلغنا من ذلك أن بعضهم كان يقرأ في كل يوم وليلة: ثمان ختمات، قال: والمختار أنَّه يستكثر منه ما يمكنه الدوام عليه، ولا يعتاد إلا ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره، هذا إذا لم يكن له وظيفة عامة أو خاصة تتعطل، فإن كانت كولاية وتعليم ونحو ذلك، فليوظف لنفسه قراءة تمكنه المحافظة عليها من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة والله أعلم.
من الحسان
1483 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصوم يوم الإثنين والخميس".
(1) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص (65 - 69) ط. مؤسسة الرسالة. وذكر النووي أمثلة عديدة عن الذين ختموا القرآن في أسبوع واحد، في يوم وليلة، وفي ركعة واحدة، وفي الليل، وفي النهار، وغيرها.
قلت: رواه الأربعة إلا أبا داود واللفظ للنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى أبو داود معنى حديث عائشة من حديث أسامة بن زيد بسند فيه: رجلان مجهولان. (1)
1484 -
قال صلى الله عليه وسلم: "تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
قلت: رواه أحمد والترمذي هنا وقال: حسن غريب، كلاهما من حديث أبي هريرة. (2)
1485 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
قلت: رواه الترمذي والنسائيُّ هنا واللفظ للترمذي، وقال: حديث حسن. (3) وهذا دليل على استحباب صوم أيام البيض، وأنها هذه المعدودات في الحديث، ويرد على من قال: هي الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر.
1486 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام، وقَلَّما كان يفطر يوم الجمعة.
قلت: رواه الثلاثة هنا من حديث عبد الله بن مسعود، وقال الترمذي: حسن غريب، وليس في أبي داود "وقَلَّما كان يفطر يوم الجمعة". (4)
(1) أخرجه الترمذي (745)، والنسائيُّ (4/ 202)، وابن ماجه (1739). ورواية أسامة بن زيد عند أبي داود (2436). والمجهولان: مولى قدامة بن مظعون، ومولى أسامة بن زيد، انظر: تهذيب التهذيب (12/ 380 - 381)، ومختصر المنذري (3/ 320).
(2)
أخرجه الترمذي (747)، وأحمد (2/ 329)، وانظر: الإرواء (948).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 150)، والترمذي (762)، والنسائيُّ (4/ 222)، وراجع الإرواء (947).
(4)
أخرجه أبو داود (2450)، والترمذي (742)، والنسائيُّ (4/ 204)، ورواه ابن ماجه مختصرًا (1725) وإسناده حسن.
1487 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر: السبت والأحد والإثنين، ومن الشهر الآخر: الثلاثاء والأربعاء والخميس.
قلت: رواه الترمذي هنا من حديث خيثمة عن عائشة وقال: حديث حسن. (1)
1488 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أولها الإثنين والخميس.
قلت: رواه أبو داود والنسائيُّ كلاهما هنا من حديث أم سلمة ولم يضعفه أبو داود ولا المنذري. (2)
قوله: أولها الإثنين والخميس: لأنَّ الشهر إما أن يكون افتتاحه من الأسبوع في القسم الذي بعد الخميس، فتفتتح صومها من ذلك الشهر بالإثنين، وإما أن يكون في القسم الذي بعد الإثنين فتفتتح صومها في شهرها ذلك بالخميس.
1489 -
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر قال: "صم رمضان، والذي يليه، وكل أربعاء وخميس، فإذن أنت قد صمت الدهر".
قلت: رواه أبو داود والترمذي والنسائيُّ كلهم في الصيام من حديث مسلم ابن عبيد الله القرشي ويقال عبيد الله بن مسلم وقال الترمذي: غريب ولم يضعفه أبو داود. (3)
1490 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
قلت: رواه الأربعة هنا إلا الترمذي، ورواه الحاكم كلهم من حديث مهدي بن حرب الهجري عن عكرمة عن أبي هريرة قال الحاكم: على شرط البخاري انتهى
(1) أخرجه الترمذي (746) وفي الشمائل (299) وانظر: التلخيص الحبير (2/ 414) وفيه الجمع بين هذا الحديث وحديث: "لا تصوموا يوم السبت، إلا فيما افترض عليكم".
(2)
أخرجه أبو داود (2452)، والنسائيُّ (4/ 221) وانظر مختصر المنذري (3/ 330).
(3)
أخرجه أبو داود (2432)، والترمذي (748)، والنسائيُّ في الكبرى (2779).
كلام الحاكم، وكلامه مردود فإن مهدي الهجري ليس من رجال البخاري ولا مسلم، وقال ابن معين فيه: لا أعرفه، والعجب أن الذهبي أقر الحاكم على ما قال (1).
وقال الخطابي (2): هذا نهي كراهة لا نهي تحريم.
1491 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه".
قلت: رواه الأربعة من حديث عبد الله بن بسر عن أخته (3) الصماء وقال الترمذي: حديث حسن، وقال أبو داود: هذا الحديث منسوخ وروي هذا الحديث من حديث عبد الله بن بسر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حديث الصماء عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال النسائيُّ: وهذه أحاديث مضطربة. وقال مالك: هذا الحديث كذب، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وله معارض، يعني الأحاديث الواردة في صومه، وذهب جمهور أصحاب الشافعي إلى كراهة إفراد في كيوم السبت بالصوم، قالوا ودعوى النسخ
(1) أخرجه أبو داود (2440)، وابن ماجه (1732)، والنسائيُّ في الكبرى (2830)، والحاكم (1/ 434)، وأحمد (2/ 304)، والبيهقيُّ (4/ 284)، قال العقيلي كما ذكر الحافظ:(ورواه من طريق مهدي): لا يتابع عليه، وقال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 407): وفيه مهدي الهجري مجهول، وقال: ووثق مهديًّا المذكور: ابن حبَّان، وقال في التقريب (6977): مقبول، وقد قال الذهبي في الميزان: مجهول، انظر: ميزان == الاعتدال (4/ ت 8824)، وتهذيب الكمال (28/ 586 - 587) وفيه كلام ابن معين.
وقال النوويّ: ضعيف، رواه أبو داود والنسائيُّ بإسناد فيه مجهول، المجموع (6/ 380).
(2)
معالم السنن (2/ 112).
(3)
أخرجه أبو داود (2421)، والترمذي (43)، والنسائيُّ (2764)، وابن ماجه (1726)، وأخرجه الدارمي (1749)، وابن خزيمة (2163)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 80)، والبيهقيُّ (4/ 302)، وأحمد (6/ 368) و (4/ 189).
غير مقبولة إلا بدليل، والأحاديث الواردة في صومه ليس فيها أنَّه أفرده بالصوم، فلا معارض، والمعنى فيه تعظيم اليهود له (1).
واللحاء: بالحاء المهملة وضبطه الجوهري بكسر اللام وبالمد وهو قشر الشجر.
1492 -
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه من حديث قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، قال: وسألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه. (2)
1493 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا، كما بين السماء والأرض".
قلت: رواه الترمذي في فضائل الجهاد وقال فيه: "خندقًا كما بين المشرق والمغرب" من حديث أبي أمامة. (3)
1494 -
قال صلى الله عليه وسلم: "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء"(مرسل).
(1) أعلّ هذا الحديث بالاضطراب والمعارضة، وقال النوويّ في المجموع: والحق أنَّه حديث صحيح غير منسوخ، وذكر الحافظ ابن حجر العلتين بالتفصيل وأجاب عنهما، وذكر الشيخ الألباني رحمه الله له ثلاث طرق صحيحة. وصحح إسناده، والله أعلم. فانظر: المجموع شرح المهذب (6/ 439 - 441)، كذلك أطال في بيان العلتين. والتلخيص الحبير (2/ 414)، والإرواء (960)، وقول مالك ذكره عنه أبو داود.
(2)
أخرجه الترمذي (758)، وابن ماجه (1728) وفيه مسعود بن واصل وهو ليّن الحديث، التقريب (6658) وشيخه النَهّاس بن قَهْم القيس، أبو الخطاب البصري ضعيف أيضًا، التقريب (7246).
(3)
أخرجه الترمذي (1624)، وقال هذا حديث غريب. والطبراني في الكبير (7921) وإسناده صحيح. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (563).