الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجنائز
باب عيادة المريض
من الصحاح
1093 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطعِموا الجائع، وعُودوا المريض، وفكُّوا العاني".
قلت: رواه البخاري في مواضع منها في الأطعمة وفي النكاح وفي الجهاد وأبو داود في الجهاد والنسائي في السير وفي الطب كلهم، من حديث أبي موسى يرفعه. (1) والعاني: بالعين المهملة هو الأسير. (2)
1094 -
قال صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانْصَحّ له، وإذا عَطَسَ فحَمد الله تعالى فشَمِّته، وإذا مَرِض فَعُدْه وإذا مات فاتبعه".
قلت: رواه مسلم في الاستئذان من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ولم يخرج البخاري مجموع هذا اللفظ كما رواه مسلم. (3)
1095 -
"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، أمَرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وردّ السلام، وإجابة الداعي، وإبرار المُقْسِم ونصرِ
(1) أخرجه البخاري (5373)، وفي النكاح (5174)، وفي الأطعمة (7173)، وفي كتاب المرضى (5649)، وفي الجهاد (3046)، وأبو داود (3105)، والنسائي في الكبرى (8666).
(2)
سقط حديث بعد هذا الحديث من جميع نسخ "كشف المناهج" وهو في المصابيح المطبوع برقم (1084) ونصه: وقال: "حق المسلم على المسلم خمسٌ: "ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس .. ، أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162) عن أبي هريرة.
(3)
أخرجه مسلم (2162).
المظلوم، ونهانا عن خاتَم الذهب، وعن الحرير، والاستبرق، والديباج، والميثَرة الحمراء، والقَسِّي وآنية الفضة".
قلت: رواه البخاري بألفاظ متقاربة في تسعة أبواب منها: في الجنائز وفي المظالم وفي الطب وفي إفشاء السلام، ومسلم في الأطعمة والترمذي في الاستئذان والنسائي في الجنائز وفي مواضع أُخر، وابن ماجه في الكفارات، كلهم من حديث البراء بن عازب. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: وإبرار المقسم: أي تصديق من أقسم عليه، وهو أن يفعل ما مسألة الملتمس، وأقسم عليه أن يفعله، وفي الحديث:"لو أقسم على الله لأبره"، ويجوز أن يكون المراد تصديق من حلف على شيء، ومنه الحديث:"من حلف بالله فصدّقوه".
قوله صلى الله عليه وسلم: ونهانا عن خاتم الذهب والفضة. قال الخطابي (2): هذه الخصال مختلفة المراتب في حكم العموم والخصوص، وفي حكم التحريم، فتحريم خاتم الذهب وما يذكرهر معه من تحريم الحرير والديباج خاص بالرجال دون النساء وتحرم آنية الفضة عام في كل.
والميثرة: بالكسر مفعلة وهي: من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج كالفراش الصغير وتحشى بقطن أو صوف ويجعلها الراكب تحته على رحل أو سرج.
والقَسِّي: بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة. قال الجوهري (3): ثياب تحمل من مصر يخالطها الحرير، قال: وقال أبو عبيد: هي منسوبة إلى بلاد يقال لها القَسّ، قال:
(1) أخرجه البخاري في الجنائز (1239)، وفي المظالم (2445)، وفي الطب (5650)، وفي إفشاء السلام (6235)، وفي النكاح (5175)، وفي الأشربة (5635)، وفي اللباس (5849)، (5838)، (5863)، وفي الأيمان والنذور (6654)، ومسلم (2069) والنسائي (7/ 8) والترمذي في الكفارات (2809)، وفي الاستئذان (1760) مختصرًا، وابن ماجه (2115) و (3589).
(2)
أعلام الحديث للخطابي (1/ 660 - 663).
(3)
الصحاح للجوهري (3/ 963)، وغريب الحديث لأبي عبيد (1/ 226)، ومعجم البلدان (4/ 346).
وقد رأيتها، ولم يعرِفْها الأصمعي، قال: وأصحاب الحديث يقولونه بالكسر، وأهل مصر بالفتح انتهى كلام الجوهري.
- وفي رواية: "وعن الشرب في الفضة، فإنه من شَرِب فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة".
قلت: رواها الشيخان وهي رواية من الحديث المتقدم عن البراء. (1)
1096 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يَزَلْ في خُرْفة الجنة حتى يرجع".
قلت: رواه مسلم في الأدب والترمذي في الجنائز (2) من حديث ثوبان ولم يخرجه البخاري ولا أخرج في كتابه عن ثوبان شيئًا.
وخرفة الجنة: بضم الخاء المعجمة جَنَاها.
1097 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضتُ فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا مرِض فلم تَعُدْه؟ أما علمتَ أنك لو عُدْتَه لوجدتني عنده؟ ابن آدم! استطعمتُكَ فلم تُطعمني قال: يا رب! كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال: أما علمتَ أنه استطعَمَك عبدي فلانٌ فلم تُطعِمه؟ أما علمتَ أنك لو أطعمتَه لوَجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم! قال: استسقيتُك فلم تُسْقني، قال: يا ربّ! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تُسقه، أما علمتَ أنك لو سقيتَه لوجدتَ ذلك عندي؟ ".
قلت: رواه مسلم في الأدب والترمذي في الزهد كلاهما من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (3)
(1) أخرجه مسلم (2066).
(2)
أخرجه مسلم (2568)، والترمذي (967). و"خُرفة الجنة" أي في روضتها، المرقاة (2/ 295).
(3)
أخرجه مسلم (2569)، والترمذي (967).
1098 -
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعودُه، وكان إذا دخل على مريض يعودُه قال:"لا بأس، طَهُور إن شاء الله تعالى فقال: لا بأس، طهور إن شاء الله، قال: كلّا بل حُمّى تفور على شيخ كبير تُزِيْره القبور"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فَنَعمْ إذًا".
قلت: رواه البخاري في الطب، وفي علامات النبوة وفي التوحيد والنسائي في الطب وفي اليوم والليلة كلاهما من حديث عكرمة عن ابن عباس. (1)
وطَهور: خبر مبتدأ محذوف أي مرضك طهور، وتفور أي يظهر حرها.
1099 -
"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهِب البأس ربِّ الناس، واشف أنت الشافي لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سَقَمًا".
قلت: رواه الشيخان والنسائي وابن ماجه، أربعتهم في الطب (2) من حديث عائشة.
ويغادر: بغين معجمة وقال مهملة أي يترك، والسُّقم: المرض، وهو بضم السين وإسكان القاف وبفتحها لغتان.
1100 -
كان إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منه، أو كانَتْ به قَرْحة أو جَرْح، قال: النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه: "بسم الله، تُرْبة أرضِنا، يرِيْقَةِ بعضِنا ليُشفى سقيمُنا بإذن ربنا".
قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي من حديث عائشة في الطب. (3)
قال جمهور العلماء: المراد بأرضنا هنا، جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة لبركتها. والريقة: أقل من الريق، ومعنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسه، على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل،
(1) أخرجه البخاري (5662)، وفي المناقب (3616)، وفي المرضى (5656)، وفي التوحيد (7470)، والنسائي في الكبرى (7499)، (10878)، وفي عمل اليوم والليلة (1039).
(2)
أخرجه البخاري (5675)، ومسلم (2191)، والنسائي (10855)، وابن ماجه (3520).
(3)
أخرجه البخاري (5743)، ومسلم (2194). وأبو داود (3895)، والنسائي في الكبرى (7550)، وابن ماجه (3521).
ويقول هذا الكلام في حال المسح (1)، وقد دلّت الأحاديث الصحيحة، واتفقت الأطباء أيضًا على أن الرقى له مدخل في تعليل المزاج، ولتراب الوطن تأثير في حفظ المزاج الأصلي، ولهذا قيل إنه ينبغي للمسافر أن يستصحب معه تراب أرضه، إن عجز عن استصحاب مائها حتى إذا ورد غير الماء الذي يعتاده جعل منه شيئًا في سقائه وشرب لدفع تغيّر المزاج. (2)
قال عياض (3): واختلف قول مالك في رقية النصراني واليهودي للمسلم وبالجواز قال الشافعي.
قوله بأصبعه: هو في موضع الحال من فاعل قال، وتربة أرضنا: خبر مبتدأ محذوف، أي هذه تربة أرضنا، ويريقة بعضنا: في موضع الحال، تقدير الكلام: قال النبي صلى الله عليه وسلم مشيرًا بأصبعه: بسم الله هذه تربة أرضنا، معجونة بريقة بعضنا، فقلنا ذلك ليشفى سقيمنا بإذن ربنا فاللام في ليشفى تعليلية، والله أعلم.
1101 -
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نَفَث على نفسه بالمعوّذات ومسحَ عنه بيده، فلمّا اشتكى وَجَعَه الذي تُوفي فبه، كنتُ أنفث عليه بالمعوّذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: رواه البخاري في فضائل القرآن وفي غيره ومسلم وأبو داود وابن ماجه كلهم في الطب (4).
1102 -
ويُروى: "كان إذا مرض أحد من أهل بيته نَفَث عليه بالمعوّذات".
(1) إلى هنا مأخوذ من النووي، انظر المنهاج (14/ 263 - 264).
(2)
هذا كلام الفلاسفة، غريب عن المؤلف أن يذكر مثله.
(3)
إكمال المعلم لقاضي عياض (7/ 101).
(4)
أخرجه البخاري في فضائل القرآن (5016)، ومسلم (2192)، وأبو داود (3902)، وابن ماجه (3529).
قلت: رواه مسلم. (1)
والنفث: بالنون والفاء والثاء الثلثة، شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، والمعوّذات: بكسر الواو، قال عياض: وفائدة النفث: التبرك بالهواء والنفس المباشر للرقية، والذكر الحسن كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى، وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه، وكان يكره الرقية بالحديدة، والملح والذي يعقد والذي يكتب خاتم سليمان، والعقد يشتد كراهة والله أعلم. (2)
1103 -
أنه شكى إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أَجِد وأحاذر" قال: ففعلت، فأذهَبَ الله تعالى ما كان بي.
قلت: رواه الجماعة إلا البخاري كلهم في الطب إلا النسائي رواه في اليوم والليلة (3).
من حديث عثمان بن أبي العاص.
1104 -
"أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم" قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك".
قلت: رواه مسلم وابن ماجه كلاهما في الطب والترمذي في الجنائز والنسائي في النعوت أربعتهم من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري. (4)
(1) أخرجه مسلم (2192).
(2)
إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 101).
(3)
أخرجه مسلم (2202)، وأبو داود (3891)، والترمذي (2080)، وابن ماجه = = (3522)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (999)(1001).
(4)
أخرجه مسلم (2186)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1005)، والترمذي (972)، وابن ماجه (3523).
وهذا تصريح بمشروعية الرُقى بأسماء الله تعالى، وفيه توكيد الرقية والدعاء وتكريره، قوله: من شر كل نفس، قيل: يحتمل أن يكون المراد نفس الآدمي، وقيل: يحتمل أن المراد بها العين، فإن النفس يطلق على العين، يقال رجل منفوس: إذا كان يصيب الناس بعينه، ويكون قوله: أو من عين حاسد، من باب التوكيد بلفظ مختلف أو شك من الراوي.
1105 -
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين، ويقول:"إن أباكما، يعني إبراهيم عليه السلام، كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق، أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة".
قلت: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء وأبو داود في السنة والترمذي وابن ماجه كلاهما في الطب، والنسائي في "اليوم والليلة" كلهم من حديث المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. (1)
وكلمات الله التامة: جمع مضاف فيفيد العموم فدخل في ذلك كل ما أنزله على الأنبياء عليهم السلام، قال ابن الأثير (2): وإنما وصف كلامه تعالى بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء منه نقص ولا عيب كما يكون في كلام الناس، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث على القائلين بخلق القرآن، فقال: لو كانت كلمات الله مخلوقة لم أعاذهما النبي صلى الله عليه وسلم بها، إذ لا يجوز أن يعيذ مخلوقًا بمخلوق ولما وصفت بالتامة. والهامة: بتشديد الميم واحدة الهوام، قال الجوهري (3): ولا يقع هذا الاسم إلا على المخوف من الأحناش، قال ابن الأثير (4): هي كل ذات سَمّ يَقْتُل، وأما ما له سم ولا يقتل فقيل هو
(1) أخرجه البخاري (3371)، وأبو داود (4737)، والترمذي (2060)، وابن ماجه (3525)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1006)، (1007).
(2)
النهاية (1/ 197).
(3)
الصحاح للجوهري (5/ 2062).
(4)
النهاية (5/ 275).
السّامّ، كالعقرب والزنبور، قال: وقد يقع الهوام على كل ما يدبّ من الحشرات، كان لم يقتل، ولامة: قال ابن الأثير (1): أي ذات لَمَم، ولذلك لم يقل "مُلِمَّة" وأصْلُها من أَلْمَمْتُ بالشيء، يزاوِجَ قوله "من شرّ كلِّ سامّة".
1106 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يُصِبْ منه".
قلت: رواه البخاري والنسائي كلاهما في الطب من حديث سعيد بن يسار عن أبي هريرة. (2)
ويُصِبْ منه: قال الزمخشري (3): يَنَلْ منه بالصائب.
1107 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يُصيبُ المسلِمَ من نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا همّ، ولا حَزَن، ولا أذى، ولا غمّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله تعالى بها من خطاياه".
قلت: رواه البخاري في الطب ومسلم في الأدب، واللفظ للبخاري كلاهما من حديث أبي سعيد وأبي هريرة. (4)
والوصب: بالواو والصاد المهملة المفتوحتين والباء الموحدة، دوام الوجع ولزومه، والهم والحزن: قال بعضهم هما متغايران فالهم يختص بما هو آت والحزن بما مضى.
1108 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إني أُوْعَك كما يُوعَك رجلان منكم" قيل: ذاك لأن لك أجرين؟ قال: "أجل" ثم قال: "ما من مسلم يصيبُه أذى من مرضٍ فما سواه، إلا حطّ الله سيئاتِه كما تَحُطّ الشجرة وَرَقَها".
قلت: رواه البخاري في الطب ومسلم في الأدب والنسائي في الطب كلهم.
(1) المصدر السابق (4/ 272) ووقع في المخطوط: "ليزاوج""قوله: "من شر كل هامّة" بدل "سامّة".
(2)
أخرجه البخاري (5645)، والنسائي في الكبرى (7478).
(3)
الفائق للزمخشري (2/ 321).
(4)
أخرجه البخاري (5641)(5642)، ومسلم (2573).
من حديث عبد الله بن مسعود. (1)
والوعك: حرارة الحمّى وأَلَمُها، وقد وَعَكه المرضُ وعكًا فهو موعوك.
1109 -
قالت: ما رأيت أحدًا الوجعُ عليه أشدُّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه الشيخان البخاري في الطب ومسلم في الأدب والنسائي في الطب وابن ماجه في الجنائز كلهم من حديث مسروق عن عائشة. (2)
1110 -
قالت: مات النبي صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدةَ الموت لأحد أبدًا بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه البخاري في أواخر الغزوات في أبواب مرضه صلى الله عليه وسلم، من حديث القاسم بن محمد عن عائشة. (3)
والحاقنة: بالحاء المهملة والقاف والنون، موضع القلادة من الصدر.
والذاقنه: بالذال المعجمة والقاف والنون، فوق ذلك، وقيل: الحاقنة النقرة التي بين الترقوة وحبل العاتق، والذاقنة: طرف الحلقوم.
1111 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثل المؤمن كمثل الخامَة من الزرع، تُفَيّئها الرياح، تصرعها مرة، وتعد لها أُخرى حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق كمثل الأَرزة المُجْذيَة التى لا يصيبها شيء، حتى يكون انجعافُها مرةً واحدةً".
قلت: رواه البخاري والنسائي كلاهما في الطب ومسلم في التوبة كلهم من حديث كعب بن مالك. (4)
والخامة من الزرع: بالخاء المعجمة وتخفيف الميم الطاقة، الغضّة اللينة من الزرع، ويُفيئها: يميلها يمينًا وشمالًا،
(1) أخرجه البخاري (5648)، ومسلم (2571)، والنسائي (7503).
(2)
أخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، ابن ماجه (1622)، والترمذي (2397).
(3)
أخرجه البخاري (4446).
(4)
أخرجه البخاري (5643)، ومسلم (2810)، والنسائي في الكبرى (7479).
والأرزة: قال النووي (1): بفتح الهمزة وبراء مهملة ساكنة ثم زاي معجمة، هذا هو المشهور في ضبطها، وهو المعروف في الروايات، وذكر الجوهري وصاحب (2) الغريبين أنها تقال أيضًا: بفتح الراء، وهو: شجر معروف، يقال له الأُرْزَن، يشبه شجر الصنوبر، والمجذية: بميم مضمومة وجيم ساكنة، وذال معجمة مكسورة، وياء آخر الحروف وهي الثابتة، قوله صلى الله عليه وسلم: حتى يكون انجعافها بالنون والجيم والعين والفاء أي انقلابها. (3)
1112 -
قال صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمن مثلُ الزرع، لا تزال الريح تُميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرزة، لا تَهتزّ حتى تُستَحْصَد".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في الطب وفي باب المشيئة من كتاب التوحيد، ومسلم في التوبة والترمذي في الأمثال من حديث أبي هريرة واللفظ لمسلم والترمذي. (4) وتستحصد أي تقطع.
1113 -
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم السائب فقال: "ما لَكِ تزفزفين؟ "، قالت: الحمّى، لا بارك الله فيها، فقال:"لا تَسُبِّي الحمّى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كما يُذهِب الكير خَبَث الحديد".
قلت: رواه مسلم في الأدب من حديث جابر بن عبد الله ولم يخرجه البخاري. (5)
والكير: بالكسر كير الحداد، وهو المبني بالطين، وقيل: الزق التي تنفخ به النار، والمبنى الكور.
(1) المنهاج (17/ 221 - 222).
(2)
الصحاح للجوهري (3/ 863)، والغريبين للهروي (1/ 41) وذكر هذا الحديث.
(3)
قال النووي: معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله، وذلك مكفّر لسيئاته ورافع لدرجاته، وأما الكافر فقليلها وإن وقع به شيء لم يكفر شيئًا من سيئاته، بل يأتي بها يوم القيامة كاملة. المنهاج (17/ 223).
(4)
أخرجه البخاري (5644)، وفي التوحيد (7466)، ومسلم (2809)، والترمذي (2866).
(5)
أخرجه مسلم (2575).
1114 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كُتب له بمثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا".
قلت: رواه البخاري في الجهاد وأبو داود في الجنائز واللفظ للبخاري من حديث أبي بردة عن أبي موسى ولم يخرجه مسلم. (1)
1115 -
قال صلى الله عليه وسلم: "الطاعون شهادة كل مسلم".
قلت: رواه البخاري في الطب ومسلم في الجهاد كلاهما من حديث حفصة بنت سيرين عن أنس يرفعه. (2)
والطاعون: قال ابن الأثير (3): هو المرض العام والوباء الذي يفسد الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان.
1116 -
قال صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله تعالى".
قلت: رواه البخاري في الصلاة هو ومسلم في الجهاد، والترمذي في الجنائز والنسائي في الطب كلهم من حديث أبي صالح عن أبي هريرة يرفعه. (4)
والمطعون: هو الذي يموت في الطاعون، والمبطون: هو صاحب ذات البطن وهو الإسهال، قال القاضي (5): وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن، وقيل: من به داء البطن مطلقًا، قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها، قالوا: والمراد بشهادة هؤلاء غير المقتول في سبيل الله أنهم
(1) أخرجه البخاري (2996)، وأبو داود (3091).
(2)
أخرجه البخاري (5732)، ومسلم (1916).
(3)
النهاية (3/ 127).
(4)
أخرجه البخاري (653)، وفي الجهاد (2829)، وفي الطب (5733)، ومسلم (1914)، والترمذي (1063)، والنسائي في الكبرى (7528).
(5)
إكمال المعلم (6/ 343 - 344)، وانظر كذلك المنهاج (13/ 92 - 93).
يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم، والشهداء ثلاثة أقسام: شهيد في الدنيا والآخرة، وهو المقتول في حرب الكفار، وشهيد في الآخرة دون الأحكام في الدنيا، وهم هؤلاء المذكورون هنا، وشهيد في الدنيا دون الآخرة، وهو من غلّ في الغنيمة أو قتل مدبرًا.
1117 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من أحد يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له، مثل أجر شهيد".
قلت: رواه البخاري في مواضع منها في الطب وفي القدر (1) من حديث يحيى بن يعمر عن عائشة.
1118 -
قال صلى الله عليه وسلم: "الطاعون رِجزٌ أرسلَ على طائفة من بني إسرائيل، أو على من كان قبلَكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تَقدُموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه".
قلت: رواه البخاري في ذكر بني إسرائيل، ومسلم في الطب والترمذي في الجنائز والنسائي في الطب كلهم من حديث عامر بن سعد عن أسامة ابن زيد. (2)
والرجز: قال ابن الأثير (3): بكسر الراء العذاب والإثم والذنب، ورِجْز الشيطان: وَساوِسه.
1119 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ثم صَبَر، عوضتُه منهما الجنة" -يريد عينيه-.
قلت: رواه البخاري في كتاب المرضى من حديث أنس. (4)
(1) أخرجه البخاري في الطب (5734)، وفي أحاديث الأنبياء (3474).
(2)
أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3473)، ومسلم (2218)، والترمذي (1065)، والنسائي (7523).
(3)
النهاية (2/ 200).
(4)
أخرجه البخاري (5653).