الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1513 -
قلت: يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلي فيها بحمد الله، فمرني بليلة أنزلها من هذا الشهر إلى المسجد، فقال:"أنزل ليلة ثلاث وعشرين" قال: فكان إذا صلى العصر دخل المسجد فلم يخرج إلا في حاجة حتى يصلي الصبح.
قلت: رواه أبو داود في الصلاة من حديث ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه (1) وقال فيه: فإذا صلى الصبح، وجد دابته على باب المسجد، فجلس عليها فلحق بباديته، وفي سنده: محمَّد بن إسحاق، وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث بسر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس الحديث المتقدم.
باب الاعتكاف
من الصحاح
1514 -
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله ثمَّ اعتكف أزواجه من بعده".
قلت: رواه الجماعة إلا ابن ماجه، كلهم في الاعتكاف من حديث عائشة ولم يذكر الترمذي اعتكاف أزواجه من بعده صلى الله عليه وسلم. (2)
قال الشافعي: الاعتكاف لزوم المرء الشيء، وحبس نفسه عليه برًّا كان أو إثمًا قال تعالى:{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} وقوله {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} .
(1) أخرجه أبو داود (1380) إسناده ضعيف؛ لأنَّ فيه ابن عبد الله بن أنيس، لم يسم، فقيل: هو ضمرة، وقيل: عمرو، وكلاهما ليس بمشهور التقريب (8548/ 10) وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مشهور بالتدليس. المصدر السابق.
(2)
أخرجه البخاري (2026)، ومسلم (1172)، وأبو داود (2462)، والترمذي (790)، والنسائيُّ (3336).
وفي الشرع: هو المكث في المسجد من شخص مخصوص، بصفة مخصوصة، وقد أجمع المسلمون على استحبابه، وأنه ليس بواجب، وعلى أنَّه متأكد في العشر الأواخر من رمضان، وقد قال بعض فقهاء الشافعية الاعتكاف في الشرع: اللبث في المسجد بقصد القربة من مسلم عاقل طاهر من الجنابة والحيض والنفاس صاح كافٍ نفسه عن قضاء شهوة الفرج مع التذكر، وشرط أبو حنيفة الصوم.
1515 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
قلت: رواه البخاري في بدء الوحي وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بدء الخلق وفي الصوم، وفي فضائل القرآن، ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم والترمذي في الشمائل والنسائيُّ في الصوم وفي فضائل القرآن كلهم من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس (1).
وفيه أن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل سنة في رمضان صلى الله عليه وسلم، حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.
قوله: وكان أجود ما يكون: روى برفع أجود ونصبه، والرفع أصح وأشهر، والريح المرسلة: بفتح السين والمراد: كالريح في إسراعها وعمومها.
1516 -
كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض.
(1) أخرجه البخاري في الصوم (1902)، وفي بدء الوحي (6)، وفي بدء الخلق (3220)، وفي المناقب (3554)، وفي فضائل القرآن (4997)، ومسلم (2308)، النسائيُّ (4/ 125)، في الكبرى والترمذي في الشمائل (347).
قلت: رواه البخاري في فضائل القرآن والنسائيُّ فيه وابن ماجه في الصوم كلهم من حديث أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة (1) ورواه أيضًا البخاري في علامات النبوة وفي غيره، ومسلم في الفضائل، والنسائيُّ في الوفاة وفي غيره، وابن ماجه في الجنائز كلهم من حديث مسروق عن عائشة مطولًا وقالت فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إلى فاطمة فبكت، ثمَّ سارها فضحكت، وأنها أخبرت أنَّه صلى الله عليه وسلم أخبرها في المرّة الأولى أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب .. الحديث بطوله.
1517 -
كان يعتكف صلى الله عليه وسلم كل عام عشرًا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض.
قلت: رواه البخاري هنا وفي فضائل القرآن وأبو داود والنسائيُّ كلاهما هنا وابن ماجه في الصوم كلهم، من حديث أبي هريرة ولم يخرجه مسلم. (2)
1518 -
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إليّ رأسه وهو في المسجد، فأرجّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.
قلت: رواه الجماعة: البخاري هنا ومسلم في الطهارة وأبو داود والترمذي وابن ماجه ثلاثتهم في الصوم والنسائيُّ في الطهارة وفي الاعتكاف كلهم من حديث عائشة. (3)
وفيه: جواز ترجيل المعتكف شعره، وفي معناه حلق الرأس، وتقليم الأظفار، وتنظيف البدن من الشعر، وفيه: أن بدن الحائض طاهر، وفيه: أن من حلف لا يدخل بيتًا فأدخل رأسه فيه وسائر جسده خارج لم يحنث.
(1) أخرجه البخاري (4998)، وابن ماجه (1769)، والنسائيُّ في الكبرى (7992).
(2)
أخرجه البخاري في الصوم (2044)، وفي فضائل القرآن (4998)، وأبو داود (4466)، والنسائيُّ (3343)، وابن ماجه (1769).
(3)
أخرجه البخاري (2029)، ومسلم (297)، وأبو داود (2469)، والترمذي (805)، == وابن ماجه (1776)، والنسائيُّ (1/ 193)، وفي الكبرى (3373).