الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان
2191 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من باع منكم دارًا أو عقارًا، فقمن أن لا يبارك له، إلا أن يجعله في مثله".
قلت: رواه ابن ماجه في الأحكام والدارميّ في البيوع كلاهما من حديث سعيد بن عمرو، ليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، وفي سندهما إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، وقد ضعف، ورواه ابن ماجه أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان بنحوه، وفي سنده يوسف بن ميمون، قال الذهبي: ضعفوه، ولا عبرة بذكر ابن حبَّان له في الثقات. (1)
وقمن: بفتح القاف وكسر الميم أي خليق وجدير.
2192 -
قال صلى الله عليه وسلم: "الجار أحق بشفعته، ينتظر بها إن كان غائبًا، إذا كان طريقهما واحدًا".
قلت: رواه أبو داود في البيع والترمذي وابن ماجه في الأحكام والنسائيّ في الشروط وفي الشفعة قال الترمذي: حسن غريب، ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر، وقد تكلم شعبة في عبد الملك بن أبي سليمان من أجل هذا الحديث، وعبد الملك هو ثقة مأمون عند أهل الحديث،
(1) أخرجه الدارمي (2/ 873)، وابن ماجه (2490). وإسناده فيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال الحافظ في التقريب:(421): ضعيف.
ورواية حذيفة أخرجها ابن ماجه (2491). وفي إسناده يوسف بن ميمون قال الحافظ في التقريب (7945): ضعيف.
وقول الذهبي أورده في الكاشف (6455) وذكره ابن حبان في ثقاته (7/ 637)، وهو سعيد بن حريث بن عمرو، صحابي، التقريب (2294).
لا نعلم أحدًا تكلم فيه غير شعبة من أجل هذا الحديث انتهى كلامه. (1)
وقال الإمام الشافعي (2): نخاف ألا يكون محفوظًا، وأبو سلمة حافظ، وكذلك أبو الزبير، ولا يعارض حديثهما بحديث عبد الملك، وسئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر، وقال يحيى: لم يحدث به إلا عبد الملك، وقد أنكره الناس عليه، وقال الترمذي: سألت محمَّد ابن إسماعيل البخاري عنه فقال: لا أعلم أحدًا رواه عن عطاء غير عبد الملك تفرد به، ويروى عن جابر خلاف هذا انتهى.
وقد احتج مسلم في صحيحه بعبد الملك بن أبي سليمان، وخرج له أحاديث واستشهد به البخاري ولم يخرجا له هذا الحديث، ويشبه أن يكونا تركاه لتفرده به، وإنكار الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأيًا لعطاء أدرجه عبد الملك في الحديث. (3)
2193 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء".
ويُروى: عن ابن أبي مليكة .... مرسلًا.
قلت: رواه الترمذي في الأحكام من حديث أبي حمزة السكري، عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس يرفعه، وقال: هذا حديث أبي حمزة السكري،
(1) أخرجه أبو داود (3518)، والترمذي (1369)، والنسائي في الكبرى (6304)، وابن ماجه (2494)، وأحمد (3/ 303)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 120)، والبيهقيّ (6/ 106)، وعبد الملك بن أبي سليمان قال الحافظ في التقريب (4212): صدوق له أوهام. وانظر نصب الراية (4/ 174).
(2)
في اختلاف الحديث المطبوع في حاشية "الأم"(4/ 6)، وانظر معرفة السنن والآثار (8/ 315).
(3)
هذا كلام المنذري في مختصر أبي داود (5/ 171 - 172)، وانظر لزامًا كلام ابن القيم في تهذيب السنن (5/ 167 - 172)، والتمهيد لابن عبد البر (7/ 47)، وشرح السنة للبغوي (8/ 242)، وفتح الباري (4/ 438)، والإرواء (1540).
وقد روى غير واحد هذا الحديث عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة مرسلًا وهو أصح من رفعه. (1)
وأبو حمزة: ثقة يمكن أن يكون أخطأ انتهى كلام الترمذي، واسم أبي حمزة محمَّد بن ميمون.
2194 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قطع سدرة، صوّب الله رأسه في النار".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائيّ في السير من حديث عبد الله بن حبشي يرفعه. (2)
وحبشي: بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وياء النسب.
قال أبو داود: هذا الحديث مختصر، يعني:"من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم، غشمًا وظلمًا بغير حق يكون له فيها، صوّب الله رأسه في النار".
(1) أخرجه الترمذي (1371) قلت: وأخرجه موصولًا الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 125)، وأبو حمزة محمَّد بن ميمون قال الحافظ في التقريب (6388): ثقة. وراجع: الضعيفة (1009).
(2)
أخرجه أبو داود (5239)، والنسائيّ في السنن الكبرى (8611).
والسدرة: قيل: أراد به سدر مكة، لأنها حرم وقيل: سدر المدينة نهى عن قطعه ليكون آمنًا وظلًّا لمن يهاجر إليها، وقيل: أراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان أو في ملك إنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق (النهاية 2/ 353)، الأولى حمله على سدر الحرم، انظر الأحاديث الصحيحة (614، 615).