الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيم} (1)؛ ولقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم} (2) وغير ذلك من الأدلة (3).
النوع التاسع: من احتاج إلى الفطر للتقوي به على الجهاد
في سبيل الله تعالى في قتاله العدُوَّ فإنه يفطر، ويقضي عدد الأيام التي أفطرها، سواء كان الجهاد في السفر، أو في بلده إذا حضره العدو ولم يستطع الجهاد إلا بالتقوّي عليه بالإفطار؛ لأن في ذلك دفاعاً عن المسلمين، وإعلاءً لكلمة الله عز وجل؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فتح مكة:((إنكم قد دنوتم من عدوِّكم والفطر أقوى لكم)) قال أبو سعيد رضي الله عنه ((فكانت رخصةً، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: إنكم مصبِّحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا)) وكانت عزمة فأفطرنا (4).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((فلو اتفق مثل هذا في الحضر، وكان في الفطر قوة لهم على لقاء عدوِّهم، فهل لهم الفطر؟ فيه قولان، أصحُّهما دليلاً، أن لهم ذلك، وهو اختيار ابن تيمية، وبه أفتى العساكر الإسلامية،
(1) سورة المائدة، الآية:3
(2)
سورة الأنعام، الآية:145.
(3)
انظر: الصيام، للدكتور عبد الله الطيار، ص95.
(4)
مسلم، برقم 1120، وتقدم تخريجه.
لما لقوا العدو بظاهر دمشق (1)، ولا ريب أن الفطر لذلك أولى من الفطر لمجرد السفر، بل إباحة الفطر في السفر تنبيه على إباحته في هذه الحالة؛ فإنها أحق بجوازه؛ لأن القوة هناك تختصّ بالمسافر، والقوة هنا له وللمسلمين؛ ولأنّ مشقّة الجهاد أعظم من مشقة السفر؛ ولأنّ المصلحة الحاصلة بالفطر للمجاهد أعظم من المصلحة بفطر المسافر؛ ولأنّ الله تعالى قال:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (2) ، والفطر عند اللقاء من أعظم أسباب القوة
…
وبالجملة فتنبيه الشارع وحكمته يقتضي أن الفطر لأجل الجهاد أولى من مجرد السفر، فكيف وقد أشار إلى العلة، ونبَّه عليها، وصرح بحكمها، وعزم عليهم أن يفطروا لأجلها
…
)) (3)،والله تعالى أعلم، وأحكم (4).
فهذه أنواع تسعة لمن يباح لهم الفطر من رمضان من أهل الأعذار، وقد جمعها بعضهم بقوله:
وعوارض الصوم التي قد يُغتفر
…
للمرء فيها تسع تستطر
(1) كان ذلك في سنة 702هـ، وفي هذه الوقعة قتل من التتار أمة عظيمة.
(2)
سورة الأنفال، الآية:60.
(3)
زاد المعاد، لابن القيم، 2/ 52 - 54.
(4)
انظر مجالس شهر رمضان، لابن عثيمين، 94 - 95.
حَبَلٌ، وإرضاعٌ، وإكراهٌ، سَفَر
…
مرضٌ، جهاد، جوعة، عطش، كِبَر (1)
(1) انظر: تحقيق الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، 5/ 268، والناقل لهذين البيتين، المحقق للكتاب عبد العزيز بن أحمد بن محمد المشيقح، حاشية واحد من 5/ 268، وتذكير الأنام بدروس الصيام، لسعد الحجري، ص 208.