الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان ذلك أفضل، وليست سنة مستقلة، بل إن صام هذه الثلاثة البيض، وإلا صام ثلاثة أيام مطلقاً من أي أيَّام الشهر)) (1).
وإن صام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع - كما تقدم - كان أفضل من ذلك كلِّه؛ لأنه بهذا الصيام صام أكثر من ثلاثة أيامٍ مضاعفة، فكان ثوابه أعظم.
النوع التاسع: صيام يوم وإفطار يوم: صيام داود أفضل الصيام
من كان له رغبة عظيمة في الصيام وبه قوة، وأراد الزيادة على صيام الأنواع السابقة وهي: صيام ست من شوال، ويوم عرفة وتسع ذي الحجة، وعاشوراء مع يومٍ قبله أو يومٍ بعده، أو يومٍ قبله ويومٍ بعده، وشهر الله المحرم، وصوم شهر شعبان، والإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر والأفضل أن تكون البيض، من أراد الزيادة على ذلك فإنه يصوم يوماً ويفطر يوماً ولا يصم أكثر من ذلك؛ لأن هذا هو أعلى درجات صيام التطوع لمن قدر عليه وله نفس قوية وقدرة على ذلك؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً [ولا يفرُّ إذا لاقى
…
))، وفي لفظٍ:((يا عبد الله ألم أُخْبَرْ أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟))، فقلت: بلى يا رسول الله! قال: ((فلا تفعل، صم
(1) سمعته أثناء تقريره على المنتقى من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم، الأحاديث رقم 2244 - 2247.
وأفطر، وقم ونم؛ فإن لجسدك عليك حقّاً، وإن لعينيك عليك حقّاً، وإن لزوجك عليك حقّاً وإن لزورك عليك حقاً، وفي لفظٍ:[وإن لنفسك وأهلك عليك حظّاً]، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله))، فشددت فَشُدِّدَ عليَّ، قلت: يا رسول الله إني أجد قوة [وفي لفظ: قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال:((فصم يوماً وأفطر يومين))، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال:((صم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام))، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا أفضل من ذلك))، [وفي لفظٍ:((لا صام من صام الأبد)) مرتين، [وفي رواية:((اقرأ القرآن في كل شهر:)) قال: إني أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال:((في ثلاثٍ))، وفي لفظٍ:((أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟))، قلت: يا رسول الله! قال: ((خمساً))، قلت: يا رسول الله! قال: ((سبعاً))، قلت: يا رسول الله! قال: ((تسعاً))، قلت: يا رسول الله! قال: ((إحدى عشرة))، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر
…
))، وفي لفظ:((وكيف تختم؟))، قال: كل ليلة، قال: ((
…
واقرأ القرآن في كل شهر))، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال:((صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ القرآن في كل سبع ليال مرة))، فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السُّبع من القرآن بالنهار، والذي قرأه يعرضه بالنهار ليكون أخفَّ عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوَّى أفطر أياماً وأحصى وصام مثلهنَّ كراهية أن يترك شيئاً فارق النبي صلى الله عليه وسلم عليه، قال البخاري
رحمه الله في مُدَّة ختم القرآن: ((وقال بعضهم في ثلاث أو في سبع، وأكثرهم على سبع. وفي لفظٍ: ((فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك))،
وفي لفظٍ: ((
…
وإنك عسى أن يطول بك عمر))، وهذه ألفاظ البخاري رحمه الله وفي لفظ لمسلم: قال عبد الله: كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، فإما ذكرتُ للنبي صلى الله عليه وسلم، وإما أرسل إليَّ فأتيته فقال لي:((ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟))، فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال:((فإن حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام))، قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال:((فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً))، قال: ((فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان أعبد الناس
…
))، وفي لفظ لمسلمٍ أن عبد الله قال:((لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ من أهلي ومالي))، وفي لفظٍ لمسلم: كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((
…
واقرأ القرآن في كل شهر))، قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال:((فاقرأه في كل عشرين))، قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال:((فاقرأه في كل عشر))، قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً
…
))، وفي لفظِ لمسلم: ((
…
وإن لولدك عليك حقاً))، فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عليَّ، وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:((إنك لا تدري لعلك يطول بك عُمُرٌ))، قال: فصرت إلى الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرت