الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رمضان، وقال:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر} (1)، فإذا ضُمَّت الآيتان بعضهما إلى بعض تعيّن أن تكون ليلة القدر في رمضان بِيَقينٍ لا شك فيه (2)، وقد ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبيِّن ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم))، وفي لفظ أحمد: ((
…
تفتح فيه أبواب الجنة)) بدلاً من ((أبواب السماء)) (3).
وعن أنس رضي الله عنه، قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِمَ الخير كُلَّه، ولا يُحرم خيرها إلا محروم)) (4).
رابعاً: ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان بلا شك
؛ للأحاديث الآتية:
1ـ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحرُّوا (5) ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))،وفي رواية للبخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) سورة القدر، الآية:1.
(2)
انظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، 5/ 399، والشرح الممتع لابن عثيمين، 6/ 491.
(3)
النسائي، برقم 2108،وأحمد، برقم 7148، وتقدم تخريجه في فضائل شهر رمضان، والحديث قال الألباني عنه في صحيح ابن ماجه، 2/ 456:((حسن صحيح)).
(4)
ابن ماجه، برقم 1644، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 159:((حسن صحيح)).
(5)
تحرَّوا: التحرِّي: القصد والاجتهاد في طلب الغرض. [جامع الأصول، 9/ 245].
يُجاورُ (1) في العشر الأواخر من رمضان ويقول: ((تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))،وفي رواية للبخاري: ((التمسوا
…
)) (2).
2ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُريتُ ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فَنُسِّيتُهَا فالتمسوها في العشر الغوابر)) (3)، وقال حرملة أحد رواة الحديث:((فَنَسِيتُها)) (4).
3ـ حديث عائشة رضي الله عنها، قالت:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)) (5).
ولا شكّ أن هذا الاجتهاد في العبادة يتحرَّى فيه ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
4ـ حديثها رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ، وشدَّ المئزر)) (6)(7).
(1) يجاورُ: المجاورة ها هنا الاعتكاف، [جامع الأصول، 9/ 250].
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب فضل ليلة القدر، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الآواخر، برقم 2020،ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر، برقم 1196.
(3)
الغوابر: البواقي. [جامع الأصول لابن الأثير، 9/ 246].
(4)
مسلم، كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر، برقم 1166.
(5)
مسلم، برقم 1175، وتقدم تخريجه في فضائل شهر رمضان.
(6)
شدَّ المئزر: أي شمر واجتهد في العبادات، وقيل: كناية عن اعتزال النساء؛ للتفرغ لأنواع العبادات في العشر الأواخر.
(7)
متفق عليه: البخاري، برقم 2024،ومسلم، برقم 1174،وتقدم تخريجه في فضائل شهر رمضان.