الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا قام المسلم رمضان تصديقاً بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضله، واحتساباً للثواب يرجو الله مخلصاً له القيام ابتغاء مرضاته، وغفرانه حصل له الثواب العظيم (1).
الرابع عشر: يتَّصف بصفات السَّلف الصالح الكرام
ويعمل بعمل طبقات الصائمين الأبرار؛ لأن الصائمين على طبقتين:
الطبقة الأولى:
من ترك طعامه، وشرابه، وشهوته لله تعالى يرجو عنده عِوَض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، كما قال تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ
عَمَلاً} (2)، ولا يخيب معه من عامله، بل يربح أعظم الربح (3).
وعن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدويُّ: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يُعلِّمني مما علَّمه الله، وقال:((إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أعطاك الله خيراً منه))، وفي لفظ:((إنك لن تدع شيئاً لله إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه)) (4)، فهذا الصائم يُعطى في الجنة ما شاء الله من طعام، وشراب، ونساء، قال الله تعالى:
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 286.
(2)
سورة الكهف، الآية:30.
(3)
لطائف المعارف لابن رجب، ص295.
(4)
أحمد في المسند، 24/ 342، 349، برقم 2039، ورقم 20746، و38/ 170، برقم 23074، وقال محققو المسند في هذه المواضع:((إسناده صحيح)).