الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مالك، والثوري، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور وغيرهم، قالوا: إنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان
…
)) (1).
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في ليلة القدر ستة وأربعين قولاً لأهل العلم، ثم قال: ((وأرجحها كلها أنها في وترٍ من العشر الأواخر، وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث الباب، وأرجاها أوتار العشر
…
)) (2).
وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول: ((والصواب في ليلة القدر أنها متنقلة في العشر الأواخر، والأوتار أقرب، وإذا اختلفت المطالع فهي في عشر كل بلد، لا تخرج عن العشر الأواخر)) (3) وقال: ((وأخفى الله ليلة القدر رحمة بعباده حتى يجتهدوا في العشر كلِّها، فيحصل لهم الثواب، والأجر العظيم، فلو علموا بها لاجتهدوا في ليلتها ثم يكسلون بعد ذلك)) (4)، والله تعالى أعلم (5).
تاسعاً: علامات ليلة القدر، منها ما يأتي:
1 -
حديث أبيٍّ بن كعب رضي الله عنه وفيه ذكر علامة ليلة القدر، عندما سُئِل: بأي شيءٍ يَعْرِف ليلة القدر؟ فقال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 306، وانظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، 5/ 398.
(2)
فتح الباري، لابن حجر، 4/ 266، والأقوال، 4/ 260 - 267.
(3)
سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 2015 - 2016.
(4)
سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 2023.
(5)
انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين، 6/ 494.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها)) (1)، ولفظ أبي داود: يا أبا المنذر أنّى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقيل لزرٍّ: ما الآية؟ قال: ((تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست لا شعاع لها حتى ترتفع)) (2)،ولفظ الترمذي: ((أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شعاع
…
)) (3).
2 -
حديث جابر رضي الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني كنت أُريت ليلة القدر ثم نُسِّيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي ليلة طلقة بلجةٌ (4)،لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمراً يفضح كواكبَها لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها)) (5).
3 -
حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: ((ليلة طلقة: لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة)) (6).
4 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليلة القدر ليلة السابعة
(1) مسلم، برقم 1762، وتقدم تخريجه في أن ليلة القدر في السبع الأواخر أرجى العشر الأواخر.
(2)
أبو داود، برقم 1378، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 380، وتقدم تخريجه.
(3)
الترمذي، برقم 793، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 417، وتقدم تخريجه.
(4)
بلجة: مشرقة لا برد فيها ولا حر.
(5)
ابن خزيمة، 3/ 330، برقم 2190، وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة،
3/ 330؛ لشواهده، ورواه ابن حبان في صحيحه، 8/ 443، برقم 3688، وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان؛ لشواهده.
(6)
صحيح ابن خزيمة،3/ 332،برقم 2192،وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، 3/ 332؛ لشواهده، وصححه في صحيح الجامع، برقم 5351.
أو التاسعة والعشرين، وإن الملائكة، تلك الليلة أكثر من عدد الحصى)) (1).
5 -
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الطويل، وفيه:
…
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أمارة ليلة القدر: أنها صافية بلجة، كأنَّ فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحلُّ لكوكب أن يُرمى به فيها حتى يصبح، وإن أمارَتَها أن الشمس صبيحتها تخرج مستويةً ليس لها شعاع، مثل القمر ليلة البدر، لا يحل لشيطان أن يخرج معها يومئذٍ)) (2)(3).
(1) ابن خزيمة في صحيحه، 3/ 232، برقم 2194، وحسن إسناده الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، 3/ 232، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 2205.
(2)
مسند الإمام أحمد، 37/ 425، برقم 22765، ويشهد له حديث أبي بن كعب، وحديث جابر، وحديث ابن عباس، المتقدمة، وانظر: كلام محققي مسند الإمام أحمد، 37/ 425.
(3)
ومجموع ما ذكر من علامات ليلة القدركما ذكر ابن حجر في فتح الباري،4/ 260، على النحو الآتي: قال: ((وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي))، ثم ذكرها: أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها، صافية، مثل الطست، وتصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة، وهي ليلة صافية بلجة، لا حارة ولا باردة، تتضح كواكبها ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها، والملائكة في تلك الليلة أكثر من عدد الحصى، لا يرسل فيها شيطان، ولا يحدث فيها داء، يقبل الله فيها التوبة من كل تائب، تفتح فيها أبواب السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها، [هكذا قال ابن حجر، وظاهر الأدلة أنها إلى طلوع الفجر، كما في قوله تعالى: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} ثم ذكر علامات أخر، انظرها في: فتح الباري، 4/ 260. وذكر من علاماتها: أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا في صبيحة ليلة القدر. [ابن أبي شيبة، 3/ 75 - 76]. وانظر في علامات ليلة القدر: فتح الباري لابن حجر، 4/ 260، والموسوعة الفقهية الكويتية، 35/ 367، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، 5/ 406، والشرح الممتع لابن عثيمين، 6/ 498، وفي حديث عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة)). مسلم، برقم 1170، وفيه إشارة إلى أن ليلة القدر تكون في أواخر الشهر؛ لأن القمر يكون كذلك عند طلوعه في أواخر الشهر. [شرح النووي 8/ 314].