الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين في الذيل شبراً ثم استأذننه فزادهن شبراً، فكن يرسلن إلينا فنذرع لهنَّ ذراعاً (1).
وهذه الأحاديث تدل على أن إسبال الثياب والعمائم، والمشالح، والسراويل من كبائر الذنوب. وأن المسبل من الرجال إن كان متكبراً فقد ارتكب كبيرتين: الكبر، والإسبال، وإن لم يكن متكبراً فقد ارتكب كبيرة الإسبال.
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم آخذاً بحجزة سفيان بن أبي سهل وهو يقول: ((يا سفيان بن أبي سهل لا تسبل إزارك فإن الله لا يحب المسبلين)) (2).
3 - الكبر: بعض الناس أيام العيد يحتقر الناس ويتكبر عليهم
، ويعجب بنفسه، ويختال في مشيته، وهذا محرم في جميع الأوقات، قال الله عز وجل:{وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (3). وقال تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (4).وقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ
(1) أبو داود، كتاب اللباس، باب في قدر الذيل، برقم 4119، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 4119.
(2)
أخرجه أحمد،4/ 246، 4/ 250،وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول:((إسناده جيد)).
(3)
سورة الإسراء، الآية:37.
(4)
سورة لقمان، الآية:18.
الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (1). وقال سبحانه: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (2).
وقال عز وجل: {إنهُ لا يُحبُّ الْمُستكبرينَ} (4). وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (5). وقال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (6).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بينما رجل يمشي في حُلَّةٍ تعجبه نفسه، مرجِّلٌ جُمَّته، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة)) (7).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من
(1) سورة الأعراف، الآية:146.
(2)
سورة الحج، الآية:9.
(3)
سورة الأعراف، الآية:40.
(4)
سورة النحل، الآية:23.
(5)
سورة النساء، الآية:26.
(6)
سورة القصص، الآية:83.
(7)
متفق عليه: البخاري، في كتاب اللباس، باب من جر ثوبه من الخيلاء، برقم 5789، ومسلم، كتاب اللباس، باب تحريم التبختر في المشي، مع إعجابه بثيابه، برقم2088.
كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة، قال:((إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق، وغمط الناس)) (1).
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ((أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: ((كل بيمينك))،قال: لا أستطيع، قال:((لا استطعت ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه)) (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل:((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)) (3). ولفظ مسلم: ((العزّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته)) (4).
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد)) (5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
(1) مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، برقم91.
(2)
مسلم، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، برقم 2021.
(3)
أبو داود، كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر، برقم 4090،وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
(4)
مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم الكبر، برقم2620.
(5)
مسلم، كتاب الجنة ونعيمها، باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، برقم 64 - (2865).
تعالى)) (1).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء، وكانت لا تُسْبَق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سُبقت العضباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن حقّاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه)) (2).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات: فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية، وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام)) (3).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تَعظَّم في نفسه، أو اختال
(1) مسلم، كتاب البر الصلة، باب استحباب العفو والتواضع، برقم2588.
(2)
البخاري كتاب الرقائق، باب التواضع، برقم 6501.
(3)
المعجم الأوسط للطبراني، [مجمع البحرين في زوائد المعجمين، 1/ 156، برقم142]، وله شاهد من حديث أنس في المرجع نفسه، برقم 141، 1/ 155. وذكر الألباني أنه روي عن أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن عمر، وذكرها ثم قال: ((وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات إنشاء الله تعالى)). الأحاديث الصحيحة، برقم 1802، 4/ 416، وحسنه في صحيح الجامع، 3/ 67.