الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شركاً، أو غناءً، أو كذباً، أو غيره، وكل ما لزمه: الزور؛ لأن الله عمَّ في وصفه عباد الرحمن أنهم لايشهدون الزور، فلا ينبغي أن يخصّ من ذلك شيئاً إلا بحجة)) (1).
قال الله تعالى في صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (2)، وقال تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور} (3).
فيجب على الصائم أن يجتنب قول الزور وشهادة الزور، والجهل والعمل به، ويحرم عليه أن يفعل شيئاً من ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به [والجهل] فليس لله حاجةٌ [في] أن يدع طعامه وشرابه)) (4).
والمراد بالزور: الكذب، والجهل، والسَّفَه، والعمل به: أي بمقتضاه (5).
3 - الغيبة، وهو ذكرك أخاك بما يكره في غَيبته
، وقد عرّفها
(1) جامع البيان، للطبري، 19/ 31، بتصرف، وانظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، 2/ 318، وفتح الباري لابن حجر، 4/ 116 - 117.
(2)
سورة الفرقان، الآية: 72
(3)
سورة الحج الآية: 30.
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
(4)
البخاري، كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، برقم 1903،وفي كتاب الأدب، باب قول الله تعالى:{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور} [الحج:30]، برقم 6057.
(5)
فتح الباري لابن حجر، 4/ 117.
النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال الإمام النووي رحمه الله: ((الغيبة: ذكر المرء بما يكرهه، سواء كان ذلك في: بدن الشخص، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خَلْقِه، أو خُلُقِه، أو ماله، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو طلاقته، أو عبوسته أو غير ذلك، مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة والرمز، ومن ذلك قول كثير من الفقهاء في التصانيف: قال بعض من يدَّعي العلم أو بعض من ينسب إلى الصلاح
…
ممن يفهم السامع المراد منه
…
ومنه قولهم عند ذكره: الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة، فكل ذلك من الغيبة)) (1).
والغيبة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة (2) على الصائم وغيره.
قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيم} (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:((ذكرك أخاك بما يكره)) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما
(1) الأذكار للنووي، ص288 - 290 بتصرف، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 10/ 469.
(2)
الأذكار للنووي، ص289، وانظر: فتح الباري، لابن حجر، 10/ 473.
(3)
سورة الحجرات، الآية:2.