الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: فَمَا زِلتُ أَعرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاريُّ (2617)، ومسلم (2190)، وأبو داود (4508).
* * *
(4) باب ما كان يرقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم المرضى، وكيفية ذلك
[2131]
عَن عَائِشَةَ قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشتَكَى مِنَّا إِنسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَذهِب البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشفِ أَنتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا. فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَقُلَ
ــ
أحدهما: عليه القود، وهو أشبهها.
والثاني: لا قود عليه. وإن وضعه له، فأخبره، فأخذه الرَّجل، فأكله، فلا عقل، ولا قود، ولا كفارة.
و(قوله: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: أعرف أثرها، فإمَّا بتغيّر لون اللَّهوات، وإمَّا بنتوءٍ، أو تحفير فيها. واللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك. قاله الأصمعي. وقيل: ما بين منقطع اللِّسان إلى منقطع أصل الفم من أعلاه.
(4)
ومن باب: ما كان يرقي به النبي صلى الله عليه وسلم المريض
قوله أذهب الباس ربَّ الناس! ، البأس: الضرر. وفيه دليلٌ على جواز السَّجع في الدعاء والرقى إذا لم يكن مقصودًا ولا متكلَّفًا.
وقوله شفاء لا يغادر سقمًا، شفاء منصوبٌ على المصدر، وصدره: واشف. والشافي: اسم فاعل من ذلك، والألف واللام فيه بمعنى الذي، وليس
أَخَذتُ بِيَدِهِ لِأَصنَعَ نَحوَ مَا كَانَ يَصنَعُ، فَانتَزَعَ يَدَهُ مِن يَدِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغفِر لِي، وَاجعَلنِي مَعَ الرَّفِيقِ الأَعلَى. قَالَت: فَذَهَبتُ أَنظُرُ، فَإِذَا هُوَ قَد قَضَى!
وفي رواية: كَانَ إِذَا دعا مَرِيضًا يَقُولُ: أَذهِب البَاسَ - وذكره.
وفي أخرى قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهلِهِ نَفَثَ عَلَيهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلتُ أَنفُثُ عَلَيهِ وَأَمسَحُهُ بِيَدِ نَفسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَت أَعظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي.
وفي أخرى: كَانَ إِذَا اشتَكَى يَقرَأُ عَلَى نَفسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنفُثُ - وفي رواية: ومسح عنه بيده - فَلَمَّا اشتَدَّ وَجَعُهُ كُنتُ أَقرَأُ عَلَيهِ وَأَمسَحُ عَنهُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
رواه أحمد (6/ 44)، والبخاريُّ (5743)، ومسلم (2191 و 2192).
ــ
باسم علم لله تعالى إذ لم يكثر ذلك ولم يتكرر على ما قدَّمناه.
ولا يغادر أي: لا يترك. والسَّقم: المرض. ومسحه صلى الله عليه وسلم بيمينه عند الرَّقي دليل على جواز ذلك، وحكمته التبرُّك باليمين وأن ذلك غاية تمكُّن (1) الرَّاقي، فكأنَّه مد يده لأخذ المرض وإزالته.
ومن حكمته: إظهار عجز الرَّاقي عن الشفاء، وصحة تفويضه ذلك إلى الله تعالى، ولذلك قال عند ذلك: لا شفاء إلا شفاؤك.
والرفيق الأعلى يعني به - والله أعلم - الملأ الكريم من الملائكة والنبيين، وقيل: يعني به الله تعالى - وفيه بُعدٌ من جهة اللسان (2)، وسيأتي له مزيد بيان (3).
والنفث:
(1) كذا في (ز) و (م 3) وفي بقية النسخ: ممكن.
(2)
في (ز) و (م 3): السياق.
(3)
ما بين حاصرتين زيادة من (ج 2).
[2132]
وعنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشتَكَى الإِنسَانُ الشَّيءَ مِنهُ أَو كَانَت بِهِ قَرحَةٌ أَو جُرحٌ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِصبَعِهِ هَكَذَا - وَوَضَعَ سُفيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالأَرضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا: بِاسمِ اللَّهِ، تُربَةُ أَرضِنَا، بِرِيقَةِ بَعضِنَا، يُشفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذنِ رَبِّنَا.
وفي رواية: لِيُشفَى.
وفي أخرى: لِيُشفَى سَقِيمُنَا.
رواه أحمد (6/ 93)، والبخاريُّ (5745)، ومسلم (2194)، وأبو داود (3895)، وابن ماجه (3521).
* * *
ــ
نفخ يسير مع ريق يسير، وهو أقل من التَّفل.
والمعوِّذات يعني بها: {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} و: {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ونحو قوله تعالى: {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِن هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحضُرُونِ}
وقوله كان إذا اشتكى الإنسان مِنَّا أو كانت به قرحة أو جرح يدل على جواز الرُّقي من كل الأمراض والجراح والقروح، وأن ذلك كان أمرًا فاشيًا بينهم معمولًا به عندهم.
ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته بالأرض ورقاه بها يدل على استحباب ذلك عند الرُّقي، وزعم بعض علمائنا أن ذلك معلل بأن تراب الأرض لبرودته ويبسه يقوي الموضع الذي به الألم ويمنع انصباب المواد إليه بيبسه وتجفيفه مع منفعته في تجفيف الجراح وإدمالها. وقال في الرِّيق: إنه يختصُّ بالتحليل والإنضاج والإدمال وإبراء الجراحات والأورام والثآليل، لا سيَّما من الصائم والجائع (1).
(1) ما بين حاصرتين سقط من (ز).