الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَقَذُّرًا، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَو كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري (5537)، ومسلم (1947 و 1948)، وأبو داود (3793)، والنسائي (4324)، وابن ماجه (3241).
* * *
(8) باب ما جاء في أن الضب والفأر يتوقع أن يكونا مما مسخ
[1848]
عن جَابِر بن عَبدِ اللَّهِ قال: أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ، فَأَبَى أَن يَأكُلَ مِنهُ، وَقَالَ: لَا أَدرِي لَعَلَّهُ مِن القُرُونِ الَّتِي مُسِخَت
رواه أحمد (3/ 323 و 380)، ومسلم (1949).
[1849]
وعَن أَبِي الزُّبَيرِ قَالَ: سَأَلتُ جَابِرًا عَن الضَّبِّ، فَقَالَ: لَا تَطعَمُوهُ، وَقَذِرَهُ. وَقَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَم يُحَرِّمهُ؛ إِنَّ اللَّهَ يَنفَعُ بِهِ غَيرَ وَاحِدٍ، فَإِنَّمَا طَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ مِنهُ، وَلَو كَانَ عِندِي طَعِمتُهُ.
رواه مسلم (1950).
[1850]
وعَن أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ أَعرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي فِي غَائِطٍ مَضَبَّةٍ، وَإِنَّهُ عَامَّةُ طَعَامِ أَهلِي. قَالَ: فَلَم يُجِبهُ، فَقُلنَا: عَاوِدهُ،
ــ
و(قول الأعرابي: في غائطٍ مَضَبَّة)، الغائط: المنخفض من الأرض، و (مضبَّة) أي: ذات ضِباب كثيرة، وهي بفتح الميم والضاد، كقولهم: أرض
فَعَاوَدَهُ فَلَم يُجِبهُ، ثَلَاثًا، ثُمَّ نَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: يَا أَعرَابِيُّ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ - أَو غَضِبَ - عَلَى سِبطٍ مِن بَنِي إِسرَائِيلَ فَمَسَخَهُم دَوَابَّ يَدِبُّونَ فِي الأَرضِ، فَلَا أَدرِي لَعَلَّ هَذَا مِنهَا، فَلَستُ آكُلُهَا وَلَا أَنهَى عَنهَا.
رواه مسلم (1951)(50 - 51).
ــ
مَسبَعة، ومأسدة؛ أي: كثيرةُ ذلك. قال سيبويه: مَفعَلَة - بالهاء والفتح - للتكثير، وقد حكى غيره في مَضَبَّة: كسر الميم والضاد، والأول المعروف. و (السَّبط): واحد الأسباط، وهم كالقبائل في العرب.
و(قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لعن - أو: غضب - على سبط من بني إسرائيل، فمسخهم دوابَّ يَدِبُّون، ولا أدري لعل هذا منها) هذا منه صلى الله عليه وسلم تَوقُّعٌ، وخوف لأن يكون الضَّبُّ من نسل ما مسخ من الأمم. ومثله ما ذكره في الفأرة لما قال:(فُقِدت أمَّة من بني إسرائيل لا أدري ما فَعَلت، ولا أراها إلا الفأر) كان هذا منه صلى الله عليه وسلم ظنًّا، وحدسا قبل أن يوحى إليه:(إن الله تعالى لم يجعل لمسخٍ نسلًا)(1). فلما أوحي إليه بذلك زال عنه ذلك التخوُّف، وعلم أن الضَّبَّ والفأر ليسا من نسل ما مُسِخ. وعند ذلك أخبرنا بقوله:(إن الله لم يجعل لمسخٍ نسلًا)(1).
وقد تقدَّمت النصوص بإباحة أكل الضَّبِّ، وأما الفأر: فلا يأكل، لا لأنه مسخ، بل لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استخبثه، كما قد استخبث الوزغ، وأمر بقتله، وسَمَّاه: فويسقًا. وإذا ثبت ذلك فقد تناوله قوله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ} فيكون أكلها حرامًا.
وأما الهِرَّ: فقد تناوله (2) عموم تحريم كل ذي ناب. فإنَّه من ذوات الأنياب على ما تقدم. وقد جاء فيه حديث
(1) رواه أحمد (1/ 433)، ومسلم (2663).
(2)
ما بين حاصرتين سقط من (ع).
[1851]
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فُقِدَت أُمَّةٌ مِن بَنِي إِسرَائِيلَ لَا يُدرَى مَا فَعَلَت، وَلَا أُرَاهَا إِلَّا الفَأرَ، أَلَا تَرَونَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلبَانُ الإِبِلِ لَم تَشرَبهُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتهُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ: فَحَدَّثتُ هَذَا الحَدِيثَ كَعبًا فَقَالَ: آنتَ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلتُ: نَعَم. قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، قُلتُ: آقرَأُ التَّورَاةَ؟ . وفي أخرى: أأنزلت علي التوراة؟ ولفظها: الفأرة مسخ، وآية ذلك: أنه يوضع
…
وذكر نحوه.
رواه أحمد (2/ 411)، ومسلم (2997)(61 و 62).
* * *
ــ
صحيح ذكره أبو داود من حديث جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الهِرِّ، وأكل ثمنه (1).
و(قول أبي هريرة: آقرأ التوراة؟ ) هو بمد همزة أَقرأُ؛ لأنَّها للاستفهام على جهة الإنكار على كعب لَمَّا كرَّر عليه السؤال بقوله: آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقد بيَّنه في الرواية الأخرى حيث قال: أَأُنزِلَت علي التوراة؟ . وكان هذا من أبي هريرة تعريضًا بكعب، فإنَّه كان يقرأ التوراة، وكان أكثر أحاديثه منها. وأما أبو هريرة فما كان يُحَدِّثُ إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
(1) رواه أبو داود (3480)، والترمذي (1280)، وابن ماجه (3250).