الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الرابع:
لقد غُسِّل أشرفُ الخلق على الله سبحانه وتعالى، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغسيل ابنته، وغُسِّل أبو بكر بعده، والناس يتوارثونه خلفًا عن سلف، ولم ينقل عن أحد من المسلمين أنه مات، فدفن من غير غسل إلا الشهداء
(1)
.
الدليل الخامس:
يستدل الحنفية بحديث ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونصه: «حق المسلم على المسلم ستة حقوق، وفي جملته: أن يغسله بعد موته)
(2)
.
وبعضهم يقول: حق المسلم على المسلم ثمانية حقوق، وذكر منها غسل الميت
(3)
.
قال الزيلعي: فهذا حديث ما عرفته، ولا وجدته، والذي وجدناه من هذا النوع، ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس. انتهى.
وفي لفظ لمسلم: (حق المسلم على المسلم ست، فزاد: وإذا استنصحك فانصح له)
(4)
.
الدليل السادس:
(711 - 31) ما رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، قال:، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن،
عن عتي قال: رأيت شيخا بالمدينة يتكلم، فسألت عنه، فقالوا: هذا أبي بن كعب،
(1)
بدائع الصنائع (2/ 257).
(2)
المبسوط (2/ 58).
(3)
فتح القدير (2/ 106).
(4)
نصب الراية (2/ 257).
فقال: إن آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة؟ فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون -أو ما تريدون وأين تذهبون- قالوا: أبونا مريض، فاشتهى من ثمار الجنة، قالوا لهم: ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم، فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلاذت بآدم فقال: إليك إليك عني؛ فإني إنما أوتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى، فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، وحفروا له، وألحدوا له، وصلوا عليه، ثم دخلوا قبره، فوضعوه في قبره، ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه التراب، ثم قالوا: يا بني آدم، هذه سنتكم
(1)
.
[ضعيف انفرد به عتي بن ضمرة ولم يتابع عليه، وفي إسناده اختلاف]
(2)
.
(1)
المسند (5/ 136).
(2)
انفرد بهذا الخبر عتي، عن أبي بن كعب، ولم يتابع عليه، وقد اختلف فيه، فوثقه ابن سعد، وابن حبان، والعجلي. انظر الطبقات الكبرى (7/ 146)، الثقات (5/ 286)، معرفة الثقات (2/ 127).
وقال علي بن المديني: مجهول، سمع من أبي بن كعب، لا نحفظها إلا من طريق الحسن، وحديثه يشبه حديث أهل الصدق، وإن كان لا يعرف. تهذيب التهذيب (7/ 95).
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عليه (7/ 41).
وعتي بن ضمرة رحمه الله لم يرو عنه إلا راو واحد، وهو الحسن، وقد قيل: إنه روى عنه ابنه عبد الله، وابنه هذا لم يوقف له على ترجمة، ولذلك قال ابن المديني: سمع من أبي، لا نحفظها إلا من طريق الحسن. اهـ فمثله لا يقبل تفرده بمثل هذا الحديث، كما أنه مخالف لما ذكر في الكتاب بأن الله سبحانه وتعالى بعث غرابًا يبحث في الأرض ليعلم ولد آدم كيف يواري سوأة أخيه، والله أعلم.
[تخريج الحديث]:
الحديث رواه الحسن، عن عتي، عن أبي، واختلف على الحسن في وقفه ورفعه:
الطريق الأول: حميد، عن الحسن، رواه عن حميد حماد بن سلمة، واختلف عليه فيه:
فرواه هدبة بن خالد، كما في زوائد عبد الله بن أحمد على المسند (5/ 136)، ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخه، والضياء المقدسي في المختارة (1251) عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب موقوفًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالفه موسى بن إسماعيل كما في مستدرك الحاكم (2/ 545).
وروح بن أسلم كما في المعجم الأوسط للطبراني (8261) والأحاديث المختارة للمقدسي (1252) والمحاملي في أماليه (403)، وابن عدي في الكامل (3/ 143)، كلاهما (موسى بن إسماعيل وروح) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن، عن أبي بن كعب مرفوعًا.
فهنا جعل حماد في الإسناد ثابتًا بدلًا من حميد، وجعله مرفوعًا بدلًا من وقفه، إلا أن الحافظ ابن حجر قد أشار في إتحاف المهرة (1/ 248) أنه عند الحاكم موقوف، فإما أن يكون من اختلاف النسخ، أو أحدهما خطأ، فيتأمل، فإن صح أنه في مستدرك الحاكم موقفًا، فيكون رفعه منكر، ولهذا قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا روح بن أسلم.
وقال المقدسي: روح بن أسلم تكلم فيه غير واحد من الأئمة، والمشهور غير مرفوع، والله أعلم.
وقال ابن عدي: «وهذه الأحاديث عن حماد غير محفوظة إلا حديث أبي فإنه شورك فيه» . اهـ
فيبقى الاختلاف على حماد بين كونه سمعه من حميد أو سمعه من ثابت، وقد يكون سمعه منهما، وقد يكون حميد سمعه من ثابت، فدلسه.
هذا فيما يتعلق برواية حماد بن سلمة.
وأخرجه عبد الرزاق (6088) عن معمر، عن ثابت البناني، قال: نزلت الملائكة حين حضر آدم الوفاة، فلما رآهم عرفهم، فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وصلوا عليه، ودفنوه، وبنوه ينظرون، قال عبد الرزاق: قال معمر: سمعت غير ثابت يقول: ثم قالوا: هذه سنة ولدك.
ورواية معمر عن ثابت فيها كلام.
الطريق الثاني: يونس بن عبيد، عن الحسن.
فرواه يونس بن عبيد، واختلف عليه أيضًا:
فرواه الطيالسي في مسنده (549)، والبيهقي (3/ 404) عن خارجة بن مصعب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي السعدي، عن أبي بن كعب موقوفًا. وخارجة متروك.
وخالف أبا داود شبابة فرواه الدارقطني (1/ 71) من طريقه، حدثنا خارجة، عن يونس به مرفوعًا.
ورواه إسماعيل بن علية، واختلف عليه:
فرواه ابن أبي شيبة (2/ 450) رقم 10912،
وسعيد بن منصور كما في إتحاف الخيرة (2557)، كلاهما عن إسماعيل بن علية، عن يونس به موقوفًا.
وخالفهما أحمد بن حنبل، فرواه الحاكم في المستدرك (1/ 344، 345) عن أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا إ سماعيل به مرفوعًا.
ورواه عن يونس أيضًا هشيم، واختلف عليه فيه: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فرواه سعيد بن سليمان كما في الطبقات الكبرى (1/ 33 - 34).
وأحمد بن منيع كما طبقات ابن سعد (1/ 33)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (1250)، والبوصيري في إتحاف الخيرة (2558) روياه عن هشيم، عن يونس به موقوفًا.
وخالفهما سعيد بن منصور وعلي بن حجر فرواه الحاكم (1/ 344) من طريقهما مقرونين عن هشيم به مرفوعًا.
الطريق الثالث: عثمان بن سعد، عن الحسن، واختلف على عثمان:
فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 258)، والطبراني في الأوسط (4/ 358) رقم 4426، والدارقطني (2/ 71)، والبيهقي (4/ 36) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن عثمان بن سعد، عن الحسن، عن عتي به مرفوعًا. وعثمان بن سعد ضعيف.
وأخرجه الدارقطني (2/ 71) من طريق داود بن المحبر، ثنا رحمة بن مصعب، عن عثمان بن سعد به موقوفًا.
وهذا أضعف من الذي قبله، داود بن المحبر متروك.
الطريق الرابع: إسحاق بن الربيع، عن الحسن.
رواه ابن سعد (1/ 33) من طريق إسحاق بن الربيع، عن الحسن، عن عتي به موقوفًا.
قال عمرو بن علي، عن إسحاق بن الربيع كما في الكامل لابن عدي (1/ 336): حدث عن الحسن بحديث منكر، عن عتي، عن أبي كان آدم عليه السلام رجلًا طوالًا، كأنه نخلة سحوق
…
اهـ
الطريق الخامس: مبارك بن فضالة، عن الحسن.
رواه الطيالسي (549) حدثنا ابن فضالة، عن الحسن، عن عتي به مرفوعًا.
ومبارك بن فضالة صدوق مدلس، إلا أنه مكثر عن الحسن البصري، وقد توبع.
الطريق السادس:
أخرجه الطبراني في الأوسط (9259) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن ذكوان، عن الحسن به مرفوعًا. ومحمد بن ذكوان ضعيف.
الطريق السابع:
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 346) رقم: 1276 من طريق عمر بن مالك المعافري، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الحسن، عن أبي بن كعب.
وعمر بن مالك لا بأس، ويزيد بن عبد الله ثقة، وهنا رواه الحسن عن أبي بن كعب مباشرة، ولعل هذا من تدليس الحسن، فإنه قد صرح بالتحديث من رواية سعيد بن سليمان، أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا يونس بن عبيد، عن حسن، قال: أخبرنا عتي السعدي به. =