الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين حكم المسافر إذا عدم الماء وهو جنب في قوله تعالى: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا
…
) [المائدة: 6] الآية، فلو كان يقصد بقوله: إلا عابري سبيل هو المسافر، لم يكن لإعادة ذكره معنى.
وأما ترجيح تفسير: (عَابِرِي سَبِيلٍ) بالمسافر، فيكفي أنه تفسير اثنين من الصحابة رضي الله عنهما: ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، ولأنه لا يحتاج إلى تقدير في الآية، فمعنى:(لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) على حقيقته وليس مواضع الصلاة.
الدليل الثاني:
(789 - 109) ما رواه أبو داود
(1)
، من طريق أفلت بن خليفة، قال: حدثتني جسرة بنت دجاجة، قالت:
سمعت عائشة تقول: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئًا رجاء أن ينزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعدُ فقال: وجهوا البيوت عن المسجد؛ فإني لا أحلُّ المسجد لحائض ولا جنب.
[ضعيف]
(2)
.
الدليل الثالث:
روي أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه جنب، والمساجد بيوت الله، وأماكن إقامة ذكره، والملائكة فيها أكثر من غيرها، ولذا منع آكل الثوم والبصل من دخول المساجد؛ وعُلِّل ذلك بأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كانت الملائكة لا تدخل مكانًا فيه جنب، منع الجنب من دخول المسجد حتى لا يؤذي الملائكة.
(1)
سنن أبو داود (232).
(2)
انظر تخريج هذا الحديث في مجلد الطهارة من الحيض والنفاس رقم (1822)، فأغنى عن إعادة تخريجه هنا.
(790 - 110) فقد روى أحمد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني علي بن مدرك، عن أبى زرعة، عن ابن نجي، عن أبيه،
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب ولا صورة ولا كلب
(1)
.
[زيادة ذكر الجنب تفرد بها نجي الحضرمي، وهو مجهول، وحديث ابن عباس وعائشة وابن عمر وميمونة في الصحيح بدون ذكر الجنب]
(2)
.
(1)
المسند (1/ 84).
(2)
الحديث رواه أبو زرعة، واختلف عليه فيه:
فرواه علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب.
وتابعه شرحبيل بن مدرك، وهو ثقة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه به.
ورواه الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي بن أبي طالب بإسقاط والد عبد الله بن نجي، وعبد الله لم يسمع من علي.
وتابعه جابر الجعفي، وهو متروك، فرواه عن عبد الله بن نجي، عن علي.
ورواية علي بن مدرك، عن أبي زرعة أرجح من رواية الحارث العكلي عن أبي زرعة، وذلك أن علي بن مدرك عن أبي زرعة قد تابعه ثقة على زيادة والد عبد الله بن نجي، تابعه شرحبيل بن مدرك، بخلاف رواية الحارث العكلي عن أبي زرعة فلم يتابعه أحد معتبر على إسقاط والد عبد الله بن نجي، إلا ما كان من جابر الجعفي، وهو متروك، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (3/ 258): ويقال: إن عبد الله بن نجي لم يسمع هذا الحديث من علي، وإنما رواه عن أبيه، عن علي، وليس بقوي في الحديث. اهـ
وإذا كان المعروف في الإسناد أنه من رواية عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب.
فإن نجي الحضرمي، لم يرو عنه غير ابنه عبد الله،
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
كما أن في إسناده ولده عبد الله بن نجي،
وثقه النسائي والعجلي معرفة الثقات (984)، تهذيب الكمال (16/ 220).
وقال البخاري، عن علي: فيه نظر. الكامل (4/ 234).
وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث. تهذيب التهذيب (6/ 50).
وقال الشافعي: مجهول. المرجع السابق.
وقال ابن عدي: أخباره فيها نظر. الكامل (4/ 234). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولعل الحمل على حديثه هذا من أبيه، وليس منه، والله أعلم.
قال الذهبي في الميزان: نجي الحضرمي لا يدرى من هو؟
[تخريج الحديث]:
الحديث رواه شعبة، واختلف عليه فيه:
فرواه يحيى بن سعيد القطان كما في المجتبى من سنن النسائي (261، 4281)، وفي الكبرى (4792) ومسند أبي يعلى (626).
وهشام بن عبد الملك كما في مسند أبي يعلى (313) والمجتبى من سنن النسائي (261)، وفي الكبرى (257)، وصحيح ابن حبان (1205)، والأحاديث المختارة للمقدسي (756).
وحفص بن عمر النميري كما في سنن أبي داود (227).
وعبد الله بن رجاء وحبان بن هلال كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 282).
وآدم بن أبي إياس كما في مستدرك الحاكم (1/ 171).
ويعقوب بن إسحاق الحضرمي كما في شرح معاني الآثار (4/ 282)، والسنن الكبرى للبيهقي (1/ 201)، كلهم عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي.
ورواه أبو داود الطيالسي (110)،
والبزار (880) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي به، بإسقاط والد عبد الله بن نجي.
والراجح رواية الجماعة عن شعبة، ومحمد بن جعفر وإن كان مقدمًا في شعبة إلا أن روايته قد انفرد فيها البزار، وهو يخطئ كثيرًا. فلا يمكن معارضة رواية الجماعة برواية الطيالسي والبزار، والله أعلم.
ورواه النسائي في المجتبى (1213) من طريق أبي أسامة مختصرًا،
وأحمد (1/ 85) والبزار (879)، وابن خزيمة (902) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما (محمد بن عبيد، وأبو أسامة) قالا: عن شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي. وساق الحديث مطولًا بقصة فيه. وهذه متابعة لرواية علي بن مدرك بزيادة والد عبد الله بن نجي، قال الحاكم: هذا حديث صحيح.
قال ابن خزيمة (2/ 54) لست أحفظ أحدًا قال: عن أبيه غير شرحبيل بن مدرك هذا.
وقد علمت أن علي بن مدرك قد تابع شرحبيل على زيادة نجي الحضرمي في إسناده.
ورواه عبد الواحد بن زياد، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي كما في سنن الدارمي (2663).
ومعلى بن أسد كما في صحيح ابن خزيمة (904). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومحمد بن عبيد كما في السنن الكبرى للنسائي (8446)، والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 247)، والأوسط لابن المنذر (3/ 240) في ذكر دخول علي بن أبي طالب سحرًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو سعيد مولى بني هاشم كما في مسند أحمد (1/ 77).
كلهم (أبو النعمان، ومعلى، ومحمد بن عبيد، وأبو سعيد) رووه عن عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي.
ورواه أبو كامل واختلف عليه فيه:
فرواه النسائي في الكبرى (8446) عن زكريا بن يحيى، عن أبي كامل (فضيل بن حسين الجحدري)، عن عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن الحارث به، كإسناد الجماعة عن عبد الواحد.
ورواه البزار (881)، قال: حدثنا أبو كامل، عن عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي، بإسقاط الحارث العكلي.
وقد كان يمكن أن يكون الحمل على البزار في روايته عن أبي كامل؛ لأنه قد خولف، وهو يخطئ كثيرًا، إلا أنه قد توبع على إسقاط الحارث العكلي.
فقد رواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 247) من طريق مسدد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة به، بإسقاط الحارث.
وفيه اختلاف ثالث على عبد الواحد بن زياد، فرواه البزار (883) من طريق أبي هشام المخزومي (المغيرة بن سلمة البصري)، عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا سالم بن أبي حفصة، حدثنا عبد الله بن نجي، قال: سمعت عليًا
…
وذكر الحديث، فأبدل القعقاع بسالم أبي حفصة.
فإما أن يكون الخطأ من البزار، وإما أن يكون عبد الواحد بن زياد يضطرب فيه، وإن كانت رواية الجماعة عن عبد الواحد بن زياد أقرب للصواب؛ لأنهم أكثر عددًا من غيرهم، والله أعلم.
كما رواه مغيرة بن مقسم، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو بكر بن عياش كما في مسند أحمد (1/ 80) ومصنف ابن أبي شيبة (52676)، وسنن ابن ماجه (3708)، وسنن النسائي (1212) وشرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 282)، وصحيح ابن خزيمة (904) عن مغيرة بن مقسم، حدثني الحارث العكلي، عن عبد الله بن نجي، عن علي بنحوه.
واقتصر ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجه على بعض الحديث بذكر فضل علي.
وخالفه جرير بن عبد الحميد كما في سنن النسائي (1211)، ومسند أبي يعلى (592)، وصحيح ابن خزيمة (904) فرواه عن المغيرة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي به بزيادة أبي زرعة بين الحارث وبين عبد الله بن نجي.
وهذا أرجح؛ وقد قال أبو الوليد الطيالسي كما في التهذيب: لم يَرَ أحدًا أروى من مغيرة من =
(791 - 111) وله شاهد ضعيف من حديث عمار، أخرجه أحمد، من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر،
أن عمارًا قال: قدمت على أهلي ليلًا، وقد تشققت يداي، فضمخوني بالزعفران، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي، فقال: اغسل هذا. قال: فذهبت، فغسلته، ثم جئت، وقد بقي علي منه شيء، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي وقال: اغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته، ثم جئت، فسلمت عليه، فرد علي، ورحب بي وقال: إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر، ولا المتضمخ بزعفران، ولا الجنب، ورخص للجنب إذا نام، أو أكل، أو شرب أن يتوضأ
(1)
.
[ضعيف]
(2)
.
= جرير، كما في التهذيب، وهي موافقة لرواية الجماعة عن عبد الواحد بن زياد.
وقد قال الدارقطني في العلل (3/ 258): ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي.
فهذه متابعة من زيد بن أبي أنيسة لمغيرة على زيادة أبي زرعة بين الحارث، وبين عبد الله بن نجي.
وأخرجه أحمد (1/ 107) من طريق سفيان، وأخرجه من (1/ 150) من طريق شعبة، كلاهما عن جابر (يعني: الجعفي) عن عبد الله بن نجي، عن علي. وذكر قصة امتناع دخول جبريل البيت لوجود جرو في البيت، وجابر ضعيف مشهور الضعف. وجابر متروك.
انظر لمراجعة طرق الحديث: أطراف المسند (4/ 444)، إتحاف المهرة (1450، 14551، 14552، 14779، 14780).
(1)
المسند (4/ 320).
(2)
في هذا الإسناد ثلاث علل:
الأولى: يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر، ذكره الدارقطني في التهذيب (11/ 305).
وقال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل.
وقال البرقاني كما في سؤالاته للدارقطني (656): «سألت الدارقطني عن حديث عطاء الخرساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار، حديث التخلق، فقال: لا يصح؛ لأنه لم يلق يحيى بن يعمر عمارًا، إلا أن يحيى بن يعمر صحيح الحديث عمن لقيه» .
العلة الثانية: عطاء الخرساني كثير الوهم والتدليس. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العلة الثالثة: الاختلاف في إسناده:
فرواه حماد بن سلمة كما في مسند أبي داود الطيالسي (646)، ومصنف ابن أبي شيبة (4/ 50)، ومسند أحمد (4/ 320)، وسنن أبي داود (225، 4176، 4601)، وسنن الترمذي (613)، ومسند البزار (1402)، وأبي يعلى (1635)، ومسند الشاميين للطبراني (2452)، وسنن البيهقي (5/ 36).
ومعمر كما في مصنف عبد الرزاق (1087) ومن طريقه الطبراني في مسند الشاميين (2452) كلاهما عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، أن عمار بن ياسر قال،
…
وذكر الحديث
وقال عبد الرزاق: عن يحيى بن يعمر، قال: قدم عمار بن ياسر.
وأخرجه عبد الرزاق (6145)، وأحمد (4/ 320) وأبو داود (4177) ومن طريقه البيهقي (5/ 36) عن ابن جريج، أخبرني عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع يحيى بن يعمر يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر بنحوه في قصة غسل الخلوق من ثوبه ثلاثًا.
زعم عمر بن عطاء أن يحيى بن يعمر قد سمى ذلك الرجل، ونسيه عمر.
وأخرجه أبو داود (4180)، والبيهقي (5/ 36) من طريق الحسن البصري، عن عمار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث لا تقربهم الملائكة بخير: جيفة الكافر والمتمضخ بخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ. والحسن لم يسمع من عمار، قاله المزي في تهذيب الكمال (6/ 98)، (21/ 216).
ورواه قتادة، واختلف عليه فيه:
فرواه البزار كما في كشف الأستار (2930) حدثنا العباس بن أبي طالب، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبان، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس مرفوعًا.
قال البزار: «رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلًا، ولا نعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه» .
العلة الأولى: الاختلاف فيه على يحيى بن يعمر، فرواه عطاء الخرساني، عن يحيى، أن عمارًا قال
…
وتقدم.
ورواه عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، واختلف فيه على عبد الله بن بريدة.
العلة الثانية: الاختلاف فيه على قتادة:
فرواه العباس بن أبي طالب، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن قتادة، عن عبد الله ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس مرفوعًا.
تفرد به العباس عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، وأين أصحاب موسى بن إسماعيل عن هذا الحديث، كما أن العباس قد اختلف عليه في وصله وإرساله، كما نقل ذلك قال البزار. =
• ويُجاب:
أولًا: أن الحديث ضعيف، كما وضح من تخريجه.
ثانيًا: حديث عائشة
(1)
، وأبي طلحة
(2)
، وميمونة
(3)
، وابن عمر
(4)
، في الصحيح،
= ورواه البخاري في التأريخ الكبير (3/ 1/74)، وفي الصغير (2/ 190)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 241) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن ابن بريدة به، موقوفًا على ابن عباس. وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري متكلم في روايته عن قتادة خاصة، وقد كان يمكن أن يكون طريق أبان أرجح من طريق أبي عوانة، لولا ما أشرت فيه إلى تفرد العباس بن أبي طالب عن أبي سلمة، والاختلاف عليه بين الوصل والإرسال.
ورواه يوسف بن صهيب، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه فجعله من مسند بريدة.
رواه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 1/74)، وابن أبي شيبة في المسند كما في إتحاف الخيرة المهرة (682)، والبزار كما في المسند (4446) والعقيلي في الضعفاء (2/ 241) من طريق عبد الله بن حكيم، عن يوسف بن صهيب به، وعبد الله بن حكيم متروك.
قال البخاري في التاريخ الكبير: لا يصح. اهـ
ورواه الحربي في غريب الحديث (2/ 808) حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يوسف بن خالد، عن عيسى بن هلال، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عمارًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى به صفرة، فقال: اغسلها
…
ولم يذكر الجنب. وهذا إسناد ضعيف جدًّا أو موضوع، فيه يوسف بن خالد السمتي، متهم بالوضع.
ورواه الطبراني في الأوسط (5405) من طريق زكريا بن يحيى الضرير، قال: أخبرنا شبابة بن سوار، قال: أخبرنا المغيرة بن مسلم، عن هشام بن حسان، عن كثير مولى سمرة، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن كثير مولى سمرة إلا هشام، ولا عن هشام إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به: شبابة.
وفي إسناده زكريا بن يحيى بن أيوب، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، ولم ينقل فيه جرح ولا تعديل، ففيه جهالة، والله أعلم.
(1)
مسلم (2104).
(2)
البخاري (3225)، ومسلم (2106).
(3)
مسلم (2105).
(4)
البخاري (3227).
بذكر الكلب والصورة دون ذكر الجنب.
ثالثًا: ترجم البخاري في صحيحه: باب كينونة الجنب بالبيت، وساق حديث عائشة المتفق عليه في نوم الجنب إذا توضأ
(1)
.
قال الحافظ: «أشار المصنف بهذه الترجمة إلى تضعيف ما ورد عن علي مرفوعًا: «إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة ولا جنب» رواه أبو داود وغيره، وفيه نجي بضم النون وفتح الجيم الحضرمي، ما روى عنه غير ابنه عبد الله، فهو مجهول، لكن وثقه العجلي، وصحح حديثه ابن حبان، والحاكم، فيحتمل كما قال الخطابي: أن المراد بالجنب من يتهاون بالاغتسال، ويتخذ تركه عادة، لا من يؤخره ليفعله، قال: ويقويه: أن المراد بالكلب غير ما أذن في اتخاذه، وبالصورة ما فيه روح وما لا يمتهن. قال النووي: وفي الكلب نظر. قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد بالجنب في حديث علي من لا يرتفع حدثه كله ولا بعضه، وعلى هذا فلا يكون بينه وبين حديث الباب منافاة؛ لأنه إذا توضأ ارتفع بعض حدثه على الصحيح»
(2)
.
قلت: لست بحاجة إلى الجمع أو التأويل والحديث ضعيف، فالمعروف هو امتناع الملائكة من دخول بيت فيه كلب أو صورة، وليست الجنابة أغلظ من النجاسة، ومع ذلك لا تمنع النجاسة دخول الملائكة، والجنب طاهر البدن والعرق، وقد رجحت في كتاب النجاسة جواز دخول المشرك مساجد الله عدا المسجد الحرام، كما ربط ثمامة في سارية من سواري المسجد، والمشرك جنب وزيادة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ القرآن، ورأسه في حجر عائشة، وهي حائض، ولو كانت الجنابة تمنع دخول الملائكة لوجدت نصوص تحث على المبادرة في غسل الجنابة، ولم يؤمر المسلم بالغسل إلا عند القيام إلى الصلاة، أو تخفيف الجنابة بالوضوء عند النوم، والله أعلم.
(1)
البخاري (286)، ومسلم (305).
(2)
فتح الباري تحت رقم (286).