الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
.
قلت: وقولها: على الخبير سقطت إشارة إلى أنها لا تتكلم إلا عن علم فإن معنى خبر الأمر أي علمه والخُبْرُ بالضم: هو العلم بالشيء، والخَبِيرُ العالم
(2)
.
وأما الأدلة التي تصرح أن عدم الغسل كان في أول الأمر ثم نسخ، فمنها:
الدليل الثالث:
(694 - 14) روى أبو داود، قال: حدثنا محمد بن مهران البزاز الرازي، حدثنا مبشر الحلبي، عن محمد أبي غسان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،
حدثني أبي بن كعب أن الفتيا التي كانوا يفتون أن الماء من الماء كانت رخصة
= وقد سبق لي الكلام على هذا الطريق بالذات في الطهارة من الحيض والنفاس رقم (1619)، فأغنى عن إعادته هنا، والله أعلم.
هذا ما تيسر لي الوقوف عليه من طريق عائشة، وأقوى الطرق عنها ما جاء من طريق سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وميمون بن مهران، وقد رووا الحديث عنها موقوفًا، وقد أخرجه مسلم من طريق أبي موسى الأشعري عنها مرفوعًا، وكما ذكرت في المتن أن الموقوف له حكم الرفع، والله أعلم.
(1)
التمهيد (23/ 100).
(2)
مختار الصحاح (ص: 71).
رخصها رسول الله في بدء الإسلام، ثم أمر بالاغتسال بعد
(1)
.
[صحيح]
(2)
.
(1)
سنن أبي داود (215).
(2)
رجاله ثقات، وقد أخرجه الدارمي (760)، والطبراني (538)، وابن خزيمة (226)،
وابن حبان (1179)، والدارقطني (1/ 126)، والبيهقي (1/ 166) من طريق محمد بن مهران به.
…
ورواه الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن سهل بالعنعنة بين الزهري وسهل. وأخرجه أحمد (5/ 115)، وابن ماجه (609)، وابن الجارود (91)، وابن خزيمة (225)، والبيهقي (1/ 165) من طريق عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: قال سهل الأنصاري، حدثني أبي ابن كعب.
ورواه عبد الله بن المبارك، عن يونس به، واختلف على عبد الله،
فأخرجه أحمد (5/ 115) حدثنا علي بن إسحاق.
وأخرجه أيضًا (5/ 115) حدثنا خلف بن الوليد.
وأخرجه الترمذي (110)، وابن خزيمة (225)، والحازمي في الاعتبار (ص: 32) والضياء في المختارة (1178) من طريق أحمد بن منيع.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 57) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني.
وابن حبان (1173) من طريق حبان بن موسى.
والبيهقي (1/ 165) من طريق الحسن بن عرفة، ستتهم رووه عن ابن المبارك: عن يونس، عن الزهري، عن سهل بالعنعنة.
وخالفهم كل من أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني كما في تهذيب الآثار ومسند بقي ابن مخلد.
ومعلى بن منصور، كما في كتاب ابن شاهين كلاهما، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، حدثني سهل بن سعد.
وهذا خطأ، والصحيح رواية من رواه بالعنعنة لما يلي:
أولًا: أن ستة رواة رووه عن ابن المبارك بالعنعنة، فهم أكثر عددًا.
ثانيًا: أن من رواه عن الزهري من غير طريق ابن المبارك كلهم لم يصرحوا بالتحديث، منهم شعيب بن أبي حمزة كما في مسند أحمد (5/ 116) وابن خزيمة (225).
ومنهم عقيل بن خالد، كما في سنن الدارمي (759)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 57)، من طريق عبد الله بن صالح، عن عقيل بن خالد به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثالثًا: أنه قد رواه عمرو بن الحارث، وصرح بأن هناك واسطة بين الزهري وسهل بن سعد، فقد أخرجه أبو داود (214)، والطحاوي (1/ 57)، وابن خزيمة (226)، والبيهقي (1/ 165) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، حدثني بعض من أرضى، عن سهل بن سعد، أن أبيًا حدثه
…
وذكر نحو الحديث.
وأخرجه أحمد (5/ 116) من طريق رشدين بن سعد، حدثني عمرو بن الحارث به. ورشدين فيه كلام معروف، ولكنه قد توبع كما لحظت.
ولا يفرح بطريق معمر بن راشد المصرح فيها بالسماع عند ابن خزيمة (226) من طريق محمد بن جعفر، أخبرنا معمر بن راشد، عن الزهري، قال: أخبرني سهل بن سعد؛ لما قاله أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 257) ما حدث معمر بن راشد بالبصرة ففيه أغاليط. اهـ
قال ابن خزيمة: أهاب أن يكون هذا وهمًا من محمد بن جعفر أو ممن دونه؛ لأن ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد.
ولأن معمر لم يضبط الحديث، فقد رواه مرة كما تقدم، ورواه مرة موقوفًا على سهل ابن سعد، أخرجه عبد الرزاق (951)، وابن أبي شيبة (1/ 89) عن عبد الأعلى السامي.
وابن خزيمة (226) من طريق محمد بن جعفر، والطبراني في الكبير (5696) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سهل بن سعد، قال: إنما كان قول الأنصار: الماء من الماء رخصة في أول الإسلام، ثم أمرنا بالغسل. ولم يذكر في إسناده أبي بن كعب.
ولهذا قال ابن خزيمة عن طريق معمر بن راشد المصرح فيه بالتحديث، قال: في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر: أعني قوله: أخبرني سهل بن سعد - وأهاب أن يكون هذا وهمًا من محمد بن جعفر، أو ممن دونه. اهـ
وجاء في التمهيد لابن عبد البر (23/ 107): قال موسى بن هارون: كان الزهري إنما يقول في هذا الحديث: قال سهل بن سعد، ولم يسمع الزهري هذا الحديث من سهل بن سعد، وقد سمع من سهل أحاديث إلا أنه لم يسمع هذا منه، رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، قال: حدثني بعض من أرضى، أن سهل بن سعد أخبره. إلخ كلامه رحمه الله تعالى.
وفي تلخيص الحبير (1/ 234): جزم موسى بن هارون، والدارقطني بأن الزهري لم يسمعه من سهل. اهـ
وإذا ثبت لنا أن الزهري لم يسمعه من سهل، فقد صح الطريق الذي اخترته في المتن من طريق أبي حازم، عن سهل، عن أبي بن كعب، ولا يبعد أن يكون الزهري إنما سمعه من أبي حازم، ودلسه، قال ابن خزيمة في صحيحه (1/ 113): وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار؛ لأن ميسرة بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان =