الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" أنه أرسل غلامه بصاع قمح ، فقال: بعه ، ثم اشتر به شعيرا ، فذهب الغلام فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع ، فلما جاء معمرا أخبره بذلك ، فقال له معمر: لم فعلت ذلك؟ انطلق فرده ، ولا تأخذن إلا مثلا بمثل ، فإنى كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الطعام بالطعام ، مثلا بمثل ، قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير ، قيل له فإنه ليس بمثله ، قال: إنى أخاف أن يضارع ".
هذا لفظه عند مسلم ، وكذلك هو عند الآخرين جميعا.
(1342) - (حديث ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " المكيال مكيال أهل المدينة ، والوزن وزن أهل مكة
" رواه أبو داود والنسائى (ص 328) .
* صحيح.
أخرجه أبو داود (3340) والنسائى (2/224) وكذا ابن الأعرابى فى " معجمه "(ق 167/2) والطبرانى فى " المعجم الكبير "(3/202/1) والبيهقى (6/31) وأبو نعيم فى " الحلية "(4/20) كلهم من طريق أبى نعيم الفضل بن دكين عن سفيان عن حنظلة عن طاوس عنه به.
وتابعه الفريابى: حدثنا سفيان الثورى به.
أخرجه الطحاوى فى " المشكل "(2/99) .
وقال أبو نعيم: " حديث غريب من حديث طاوس وحنظلة ، ولا أعلم رواه عنه متصلا إلا الثورى ".
قلت: وهو ثقة حافظ إمام ، وكذلك من فوقه كلهم ثقات أثبات من رجال الشيخين ، وحنظلة هو ابن أبى سفيان ، فالسند صحيح غاية.
وتابعهما أبو أحمد الزبيرى عن سفيان ، إلا أنه خالفهما فى إسناده فقال:" ابن عباس " ، بدل " ابن عمر ".
وفى متنه فقال: "
…
مكيال أهل مكة ، و
…
ميزان أهل المدينة ".
أخرجه البيهقى ، وكذا البزار ، كما فى " المجمع "(4/78) للهيثمى ، وقال:" ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: ولكنه شاذ للمخالفة فى السند والمتن ، على أنه يبدو أنه كان يضطرب فى متنه ، فتارة يرويه هكذا على القلب ، وتارة على الصواب موافقا لرواية أبى نعيم والفريابى.
فقال أبو داود عقبه: " وكذا رواه الفريابى وأبو أحمد عن سفيان ، وافقهما فى المتن.
وقال أبو أحمد: " عن ابن عباس " ، مكان ابن عمر.
ورواه الوليد بن مسلم عن حنظلة ، قال:" وزن المدينة ، ومكيال مكة " ، واختلف فى المتن فى حديث مالك بن دينار عن عطاء عن النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا ".
قلت: فالظاهر من كلام أبى داود هذا أن أبا أحمد وافق الفريابى وأبا نعيم على متن الحديث ، ورواية البيهقى صريحة فى المخالفة فيه ، فلعله كان يضطرب فيه ، فتارة يوافق ، وتارة يخالف (1) ، ولا شك أن الرواية الموافقة أولى بالقبول ، وبه جزم البيهقى فقال:" هكذا رواه أبو أحمد الزبيرى ، فقال: " عن ابن عباس " ، وخالف أبا نعيم فى لفظ الحديث ، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ ".
وخالفه أبو حاتم فقال ابنه فى " العلل "(1/375) بعد أن ساق الحديث بلفظ أبى نعيم ، من طريقه عن ابن عمر ، ومن طريق أبى الزبير عن ابن عباس:" سألت أبى أيهما أصح؟ قال: أخطأ أبو نعيم فى هذا الحديث ، والصحيح عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم حدثنى أبى قال: حدثنا نصر بن على الجهضمى قال: قال لى أبو أحمد: أخطأ أبو نعيم فيما قال: " عن ابن عمر ".
(1) ثم رأيت ابن حبان قد خرجه (5 ، 11) على الموافقة.