الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" مر ابن عباس ـ بعدما ذهب بصره ـ بقوم يجرون حجرا ، فقال: ما شأنهم؟ قال: يرفعون حجرا ينظرون أيهم أقوى ، فقال ابن عباس: عمال الله أقوى من هؤلاء ".
أخرجه أبو نعيم فى " رياضة الأبدان "(ق 40/1) .
قلت: وهذا سند ضعيف ، من أجل محمد بن أبى السرى ، أورده الذهبى فى " الضعفاء " وقال:" ثقة ، له مناكير ".
وقال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق له أوهام كثيرة ".
(1506) - (حديث أبى هريرة: " لا سبق إلا فى نصل أو خف أو حافر
". رواه الخمسة ولم يذكر ابن ماجه: " نصل " (ص 425) .
* صحيح.
وله عنه طرق:
الأولى: عن ابن أبى ذئب عن نافع بن أبى نافع عنه به.
أخرجه أبو داود (2574) والنسائى (2/122) وفى " الكبرى " أيضاً (22/2) والترمذى (1/317) وابن حبان (1638) والبيهقى (10/16) وأحمد (2/474) ومعمر بن المثنى فى " الخيل "(ق 6/1) والحربى فى " غريب الحديث "(5/149/2) والبغوى فى " حديث على الجعد "(12/127/2) والطبرانى فى " المعجم الصغير "(ص 11) .
وقال الترمذى: " حديث حسن ".
قلت: وإسناده صحيح ، رجاله كلهم ثقات.
الثانية: عن محمد بن عمرو عن أبى الحكم مولى بنى ليث عن أبى هريرة به دون ذكر " نصل ".
أخرجه ابن ماجه (2878) وكذا النسائى ، وأحمد (2/256 و425)
والحربى (5/194/2) والبيهقى وزاد: " قال محمد بن عمرو: يقولون: أو نصل ".
قلت: وأبو الحكم هذا مجهول.
وفى " التقريب ": " مقبول ".
يعنى عند المتابعة ، وهو قد توبع كما ترى.
الثالثة: عن سليمان بن يسار عن أبى عبد الله مولى الجندعيين عن أبى هريرة به دون النصل.
أخرجه النسائى ، وأحمد (2/358) إلا أنه قال: أبى صالح.
بدل: أبى عبد الله وفيه عنده ابن لهيعة.
وإسناد النسائى صحيح رجاله كلهم ثقات ، غير أبى عبد الله هذا.
وقد وثقه العجلى وابن حبان ثم الحافظ!
وقال الذهلى: هو نافع بن أبى نافع.
يعنى الذى روى الطريق الأولى.
فإن صح هذا ، فهذه الطريق والأولى واحدة ، والله أعلم.
وله شاهد من حديث ابن عباس به ، وذكر: النصل.
أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير "(3/97/1) عن عبد الله بن هارون الفروى أخبرنا قدامة (يعنى ابن محمد الأشجعى) عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن عطاء عنه.
قلت: ورجاله موثقون غير الفروى هذا ، فإنه ضعيف كما فى " المجمع " ، للحافظ الهيثمى (5/263) .
وله شاهد آخر من حديث ابن عمر ، يرويه عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عنه:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل ، وجعل سهماً سبقاً ، وسهما محللا ، وقال: لا سبق إلا فى نصل أو حافر ".
أخرجه ابن عدى فى " الكامل "(292/1) وابن حبان فى " صحيحه " وابن أبى عاصم فى " الجهاد " كما فى " التلخيص " وقال (4/163) : " وعاصم هذا ضعيف ، واضطرب فيه رأى ابن حبان ، فصحح حديثه تارة ، وقال فى " الضعفاء ": " لا يجوز الاحتجاج به ".
وقال فى " الثقات ": يخطىء ويخالف ".
وقال ابن القيم فى " الفروسية "(ص 55 ـ 56) : " هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم البتة ، ووهم فيه أبو حاتم (ابن حبان) ، فإن مداره على عاصم بن عمر
…
فقال البخارى: منكر الحديث وقال ابن عدى: ضعفوه
…
وقال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: يحتمل أن أبا حاتم لم يعرف أنه عن عاصم العمرى ، فإنه وقع فى روايته غير منسوب ".
ثم ذكر ابن القيم رحمه الله أن الحديث باطل ، واستدل على ذلك بما يقتنع به أهل العلم ، فليراجعه من شاء.
والبطلان المشار إليه إنما هو بالنظر إلى ما ورد فيه من ذكر " المحلل " فإن ذكره فى الحديث منكر ، لم يرد فى حديث ابن عباس ، ولا فى حديث أبى هريرة الصحيح ، لم يرد لى شىء من طرقه أصلا.
وحديث ابن عمر هذا أورده الهيثمى فى " المجمع " بلفظ ابن عدى ، ثم قال:" رواه الطبرانى فى " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح ". كذا قال.
وأظنه قد وهم ، فإنى وإن كنت لم أقف على سند الطبرانى ، فمن البعيد جدا ، أن يكون عنده من غير طريق عاصم هذا ، وعليه فالظاهر أنه وقع غير منسوب عنده كما وقع عند ابن حبان ، فظن الهيثمى أنه غير عاصم بن عمر الضعيف ، ومن رجال الصحيح ، والله أعلم. [1]
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
[1]{الحديث فى المعجم الأوسط (8/51) من طريق عاصم بن عمر ، وقد وقع عنده غير منسوب كما توقع الشيخ}