الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النفقة ، قال رافع: فأخذنا زرعنا ، ورردنا إليه النفقة "
أخرجه أبو داود (3399) والطحاوى والبيهقى وأعله بقوله: " (أبو أعفر) [1] عمير بن يزيد الخطمى ، لم أر البخارى ومسلما احتجا به فى حديث ".
قلت: وهذا ليس بشىء ، فالرجل ثقة اتفاقا ، وعدم إخراج الشيخين له ، لا يجرحه بدليل أن هناك كثيرا من الرواة صححا أحاديثهم ، ووثقاهم ، مع كونهم ممن لم يخرجا لهم فى الصحيحين شيئا ، وهذا أمر معروف عند المشتغلين بهذا العلم الشريف.
ولذلك فهذا الإسناد صحيح لا علة فيه ، وهو شاهد قوى لحديث شريك ، والله أعلم.
ثم رأيت ابن أبى حاتم فى " العلل "(1/475 ـ476) ذكر هذا الحديث وقال: " قال أبى: هذا يقوى حديث شريك عن أبى إسحاق
…
".
فالحمد لله على توفيقه ، وأسأله المزيد من فضله.
(1520) - (حديث: " ليس لعرق ظالم حق
" حسنه الترمذى (ص 434) .
* صحيح.
وقد روي عن سعيد بن زيد ، وعائشة، ورجل من الصحابة، وسمرة بن جندب، وعبادة بن الصامت، وغيرهم.
1 ـ أما حديث سعيد بن زيد ، فيرويه عبد الوهاب الثقفى أخبرنا أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وسلم:" من أحيا أرضا ميتة فهى له ، وليس لعرق ظالم حق "
أخرجه أبو داود (3073) وعنه البيهقى (6/142) والترمذى (1/259) وقال:
" حديث حسن غريب ، وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلا ".
قلت: أخرجه مالك (2/743/26) عن هشام به مرسلا ، وكذلك أخرجه أبو عبيد فى " الأموال "(702) والبيهقى من طرق أخرى عن هشام به.
والطريق الأولى الموصولة ، رجالها كلهم ثقات رجال الشيخين ، فهى صحيحة ، وقد قواها الحافظ فى " الفتح "(5/14) لولا أنها شاذة لمخالفة مالك ومن معه من الثقات لرواية أيوب الموصولة.
نعم جاء موصولا من طريقين آخرين ، أحدهما عن عروة عن عائشة ، والآخر عنه عن رجل من الصحابة ، ويأتيان عقب هذا.
2 ـ وأما حديث عائشة ، فيرويه زمعة عن الزهرى عن عروة عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العباد عباد الله ، والبلاد بلاد الله ، فمن أحيا من موات الأرض شيئا فهو له ، وليس لعرق ظالم حق ".
أخرجه الطيالسى فى " مسنده "(1440) : حدثنا زمعة به.
وعن الطيالسى أخرجه البيهقى والدارقطنى (517) .
قلت: وزمعة وهو ابن صالح ضعيف ، وأخرج له مسلم مقرونا بغيره.
وقال ابن أبى حاتم (1/474) عن أبيه: " هذا حديث منكر "(1) .
3 ـ وأما حديث الرجل من الصحابة ، فيرويه محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره مثل حديث أيوب وزاد: قال: " فقد حدثنى صاحب هذا الحديث أنه أبصر رجلين من بياضة ، يختصمان
(1) لكن له شاهد من حديث فضالة بن عبيد مرفوعا دون الجملة الأخيرة ، قال الهيثمي 4/157:" رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ".
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أجمة لأحدهما ، غرس فيها الآخر نخلا ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب الأرض بأرضه ، وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله عنه ، قال: فلقد رأيته يضرب فى أصول النخل بالفؤوس ، وإنه لنخل عم " أخرجه أبو داود (3074) وأبو عبيد (705) والبيهقى والسياق له.
وفى رواية لأبى داود: " فقال رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وأكثر ظنى أنه أبو سعيد الخدرى ، فأنا رأيت الرجل يضرب فى أصول النخل ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات ، لولا أن ابن إسحاق مدلس ، وقد عنعنه ، ومع ذلك فإن الحافظ ابن حجر قال فى " بلوغ المرام ":" رواه أبو داود ، وإسناده حسن "!
4 ـ وأما حديث سمرة ، فيرويه الحسن البصرى عنه مرفوعا بلفظ " من أحاط على شىء فهو أحق به ، وليس لعرق ظالم حق ".
أخرجه البيهقى وأبو داود (3077) وابن الجارود فى " المنتقى "(1015) دون الشطر الثانى منه ، وكذا رواه الطيالسى (906) وأحمد (5/12 ، 21) .
وعلته عنعنة الحسن البصرى.
5 ـ وأما حديث عبادة فيرويه إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت {عن عبادة} قال: " إن من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس لعرق ظالم حق " أخرجه أحمد (5/326 ـ 327) والطبرانى فى " الكبير "، وأعله الهيثمى بالانقطاع فقال فى " المجمع " (4/174) :" وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة ".
قلت: ثم هو إلى ذلك مجهول الحال كما فى " التقريب ".
وفى الباب عن عبد الله بن عمرو أيضا عند الطبرانى وأبى سعيد عند يحيى بن آدم فى " كتاب الخراج " كما فى " الفتح "(5/14 ـ 15)، وقال بعد أن ساق من الطريق المذكورة كلها:" وفى أسانيدها مقال ، لكن يتقوى بعضها ببعض ".
قلت: وهذا إنما هو بالنظر إلى الشطر الثانى من الحديث: " وليس لعرق ظالم حق " ، وإلا فإن الشطر الأول منه صحيح قطعا ، أخرجه البخارى وغيره من حديث عائشة ، والترمذى وابن حبان من طرق عن جابر ، كما سيأتى بيانه عند تخريج حديث جابر ، وقد ذكر المصنف فى أول " إحياء الموات " رقم (1550) .