الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1218) - (حديث: " أنه صلى الله عليه وسلم فدى أهل بدر بمال
" رواه أبو داود.
* صحيح.
أخرجه أبو داود (2691) والنسائى فى " الكبرى "(47/1) والحاكم (3/140) والبيهقى (9/68) عن شعبة عن أبى العنبس عن أبى الشعثاء عن ابن عباس قال: " جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فداء الأسارى أهل الجاهلية أربعمائة ".
واللفظ للبيهقى وزاد أبو داود: " يوم بدر ".
وهى عند النسائى أيضا.
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "!
ووافقه الذهبى.
قلت: بل إسناده ضعيف ، لأن أبا العنبس هذا لا يعرف ، ولم يوثقه أحد.
قال ابن أبى حاتم (4/2/419) : " سمعت أبى: لا يسمى ، فقلت: ما حاله؟ قال: شيخ.
وكذا قال أبو زرعة: لا يعرف اسمه.
وكذا قال ابن معين ".
وقال الحافظ فى " التقريب ": " مقبول ".
يعنى عند المتابعة ، ولم أعرف له متابعا فيما رواه من العدد ، بل قد خولف فيه من بعض الثقات عن ابن عباس نفسه ، فقال الطبرانى فى " المعجم الكبير " (3/149/2) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: وأخبرنيه عثمان الجزرى عن مقسم عن ابن عباس قال: " فادى النبى صلى الله عليه وسلم أسارى بدر ، وكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف ، وقتل عقبة بن أبى معيط قبل الغداء ، قام إليه على بن أبى طالب فقتله صبرا ، فقال: من للصبية يا محمد؟ قال النار ".
قلت: وهذا إسناد لا بأس به فى الشواهد ، وقول الهيثمى فى " المجمع "
(6/89) بعدما عزاه الأوسط الطبرانى أيضا: " ورجاله رجال الصحيح ".
ليس بصحيح ، لأن عثمان الجزرى وهو ابن عمرو بن ساج ليس منهم وفيه ضعف كما فى " التقريب ".
وأما أصل القصة ، فله شواهد كثيرة أذكر بعضها:
الأول: عن عمر بن الخطاب قال: " لما كان يوم بدر ، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ، وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل نبى الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لى ما وعدتنى اللهم آت ما وعدتنى اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام ، لا تعبد فى الأرض ، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر ، فأخذ رداءه ، فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه ، وقال يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك وعدك ، فأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم ، فاستجاب لكم إنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين) قال أبو زميل: فحدثنى ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد فى أثر رجلا من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم ، فنظر إلى المشرك أمامه ، فخر مستلقيا ، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه ، وشق وجهه كضربة السوط ، فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصارى ، فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة.
فقتلوا يومئذ سبعين ، وأسروا سبعين ، قال أبو زميل قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر وعمر: ما ترون فى هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا نبى الله هم بنو العم والعشيرة ، وأرى أن نأخذ منهم فدية ، فتكون لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله يا رسول الله ما أرى الذى رأى أبو بكر ، ولكنى أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا
من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكنى من فلان (نسيباً لعمر) فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت: فلما كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان ، قلت: يا رسول الله أخبرنى من أى شىء تبكى أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكى للذى عرضى على أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة ـ شجرة قريبة من نبى الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله عز وجل (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض) إلى قوله (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) ، فأحل الله الغنيمة لهم ".
زاد فى رواية: " فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر ، من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون ، وفر أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، وأنزل الله تعالى: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها) الآية ، بأخذكم الفداء ".
أخرجه مسلم (5/156 ـ 158) والسياق له ، والبيهقى (9/67 ـ 68) وأحمد (30 ـ 31 و32 ـ 33) والزيادة له من طريق عكرمة بن عمار: حدثنى أبو زميل سماك الحنفى: حدثنى عبد الله بن عباس ، قال: حدثنى عمر بن الخطاب.
قلت: وعكرمة بن عمار ، وإن احتج به مسلم ، ففيه كلام كثير ، تجده فى " الميزان " و" التهذيب "، وقد لخص ذلك الحافظ بقوله فى " التقريب ":" صدوق يغلط ، وفى روايته عن يحيى بن أبى كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب ".
وأورده الذهبى فى " الضعفاء " وقال: " وثقه ابن معين ، وضعفه أحمد "(1) .
والحديث عزاه الحافظ فى " التلخيص "(4/109) لأحمد والحاكم فقط!
الثانى: عن ابن عمر قال:
(1) ولبعضه طريق أخرى عن ابن عباس عند الطبرانى فى " الكبير "(3/142/1)
" استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأسارى أبا بكر؟ فقال: قومك وعشيرتك فخل سبيلهم ، فاستشار عمر ، فقال: اقتلهم ، قال: ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل (ما كان لنبى أن يكون له أسرى..) ، قال: فلقى النبى صلى الله عليه وسلم عمر قال: كاد أن يصيبنا فى خلافك بلاء ".
أخرجه الحاكم (2/329) وقال: " صحيح الإسناد ".
ووافقه الذهبى وزاد عليه فقال: " قلت على شرط مسلم ".
وهو كما قال لولا أن فيه إبراهيم بن مهاجر.
قال الحافظ: " صدوق لين الحفظ ".
الثالث: عن أنس والحسن قال: " استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فى الأسارى يوم بدر ، فقال: إن الله قد أمكنكم منهم ، فقام عمر بن الخطاب ، فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبى صلى الله عليه وسلم ، قال: ثم عاد النبى صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر ، فقال: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم ، وتقبل منهم الفداء ، قال: فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم ، قال: فعفا عنهم ، وقبل منهم الفداء ، قال: وأنزل الله عز وجل: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم) إلى آخر الآية ".
أخرجه أحمد (3/243) : حدثنا على بن عاصم عن حميد عن أنس وذكر رجلا عن الحسن.
قلت: وعلى هذا ضعيف لكثرة خطئه وإصراره عليه إذا بين له الصواب.
الرابع: عن عبد الله وهو ابن مسعود قال: " لما كان يوم بدر قال لهم: ما تقولون فى هؤلاء الأسارى؟ فقال عبد الله بن رواحة ، إيت فى واد كثير الحطب ، فاضرم نارا ، ثم ألقهم فيها ، فقال العباس رضى الله عنه: قطع الله رحمك ، فقال عمر: " فذكر ما تقدم عنه وكذا
قول أبى بكر بنحو ذلك " فقالت طائفة: القول ما قال عمر: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: ما تقولون فى هؤلاء: إن مثل هؤلاء كمثل أخوة لهم كانوا من قبل ، (قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقال موسى (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم) الآية.
وقال إبراهيم (فمن تبعنى ، فإنه منى ، ومن عصانى فإنك غفور رحيم) وقال عيسى (إن تعذبهم ، فإنم عبادك ، وإن تغفر لهم ، فإنك أنت العزيز الحكيم) وأنتم قوم فيكم غيلة ، فلا ينقلبن أحد منكم إلا بفداء ، أو بضرب عنق ، قال عبد الله: فقلت إلا سهيل بن بيضاء ، فإنه لا يقتل ، وقد سمعته يتكلم بالإسلام ، فسكت ، فما كان يوم أخوف عندى أن يلقى على حجارة من السماء يومى ذلك حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; إلا سهيل بن بيضاء ".
أخرجه الحاكم (3/21 ـ 22) وأحمد (1/383 ـ 384) وأبو يعلى (251/2) عن أبى عبيدة بن عبد الله عن أبيه.
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ".
ووافقه الذهبى.
قلت: بل منقطع ، أبو عبيدة ، لم يسمع من أبيه كما قال الهيثمى (6/87) وغيره.
الخامس: عن أنس أيضا: " أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: يا رسول الله ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال: لا تدعون منه درهما " أخرجه البخارى (2/260) .
السادس: عن على قال: جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، فقال: خير أصحابك فى الأسارى ، إن شاءوا القتل ، وإن شاءوا الفدى ، على أن عاما قابل يقتل مثلهم منهم ، فقالوا: الفداء ويقتل منا ".
أخرجه النسائى فى " الكبرى "(ق 47/1) والترمذى (1/297) وابن