الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الرابع:
(524 - 21) ما رواه أحمد من طريق ثور، عن راشد بن سعد،
عن ثوبان، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين
(1)
.
[رجاله ثقات، وأعله بعضهم بالانقطاع]
(2)
.
(1)
المسند (5/ 277).
(2)
الحديث رواه أحمد، ومن طريقه أخرجه أبو داود (146)، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 274) رقم 477، والحاكم في المستدرك (2/ 275) والبيهقي (1/ 62).
وأخرجه الروياني في مسنده (642) حدثنا محمد بن بشار،
والطبراني في مسند الشاميين (1/ 274) رقم 477 من طريق مسدد، ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، ومسدد) رووه عن يحيى بن سعيد به.
قال الحاكم (1/ 275) هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على المسح على العمامة بغير هذا اللفظ.
فتعقبه الذهبي في السير (4/ 491) فقال: «إسناده قوي، وخرجه الحاكم، فقال على شرط مسلم، فأخطأ؛ فإن الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثور من شرط مسلم» . اهـ
ورجال إسناده ثقات إلا أنه قد أُعِل بالانقطاع، جاء في العلل للإمام أحمد (1/ 104) والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: 59): «راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان» .
لكن يعارضه بأن البخاري جزم بسماعه منه، قال في التاريخ الكبير في ترجمة راشد:«سمع ثوبان ويعلى بن مرة» . اهـ
وقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير، عن حيوة، أنه قال: حدثنا بقية، عن صفوان بن عمرو: ذهبت عين راشد يوم صفين. التاريخ الكبير (3/ 292) رقم 994.
فإذا كان شهد صفين، وثوبان مات عام 54، فقد عاصره مدة طويلة، ثم إنه لم يتهم بالتدليس، وما عند الإمام أحمد رحمه الله هو عدم العلم بالسماع كما يبدو من نقل الخلال في علله، حيث قال أحمد: لا ينبغي أن يكون راشد بن سعد سمع من ثوبان؛ لأنه مات قديمًا، فعلل عدم السماع بأن ثوبان مات قديمًا، فإذا تبين أنه عاصره أكثر من ثلاثين سنة؛ لأنه لن يشهد موقعة صفين إلا وهو بالغ، فإذا قدرنا عمره خمس عشرة سنة، حين موقعة صفين، يكون راشد بن سعد قد عاصر ثوبان أكثر من ثلاثين سنة، والله أعلم. =
وجه الاستدلال:
قوله: (التساخين) قال الخطابي في غريب الحديث: قال بعضهم: التساخين: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحو ذلك
(1)
.
وذكر ابن الجوزي في غريب الحديث عن أبي عبيد أنه قال: التساخين: هي
= وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 165): «قال الإمام أحمد: لا ينبغي أن يكون راشد سمع من ثوبان؛ لأنه مات قديمًا، وفي هذا القول نظر؛ فإنهم قالوا: إن راشدًا شهد مع معاوية صفين، وثوبان مات سنة أربع وخمسين، ومات راشد سنة ثمان ومائة، ووثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي ويعقوب بن شيبة والنسائي، وخالفهم ابن حزم، فضعفه، والحق معهم» . اهـ
وقال الحافظ ابن حجر كما في الدراية (1/ 72): «أخرجه أحمد، وأبو داود، والحاكم، وإسناده منقطع، وضعفه البيهقي، وقال البخاري: حديث لا يصح، ولفظ أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على خفيه، وعلى الخمار، والعمامة» . اهـ
قلت: هذه الرواية منكرة، والمعروف من حديث ثوبان، المسح على العصائب والتسخين. والرواية التي أشار إليها الحافظ
أخرجها أحمد (5/ 281) والبزار كما في كشف الأستار (300)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 86) ح 149، والخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 424) من طريق معاوية -يعني ابن صالح- عن عتبة أبي أمية الدمشقي، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان به مرفوعًا.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 255): رواه أحمد والبزار، وفيه عتبة بن أبي أمية، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يروي المقاطيع.
وعتبة أبو أمية الدمشقي قال فيه الحسيني في الإكمال: مجهول. الإكمال (1028).
ولم يرو عنه سوى معاوية بن صالح، في ما وقفت عليه.
وأبو سلام الأسود، اسمه ممطور، ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. انظر الجرح والتعديل (8/ 431).
ووثقه الدارقطني والعجلي. معرفة الثقات (2/ 297)، تهذيب التهذيب (10/ 262).
وجاء في جامع التحصيل: روى عن ثوبان، وقد قال يحيى بن معين وابن المديني: لم يسمع منه، وتوقف أبو حاتم في ذلك. جامع التحصيل (797).
وقال أحمد: ما أراه سمع منه. تهذيب التهذيب (10/ 262).
(1)
انظر غريب الحديث للخطابي (2/ 61)، وانظر معالم السنن (1/ 56)، شرح أبي داود للعيني (1/ 345).