الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البتة، ولكن كان إذا مسح بناصيته كمل على العمامة. وأما اقتصاره على الناصية مجردة فلم يحفظ عنه»
(1)
.
فإذا ثبت أنه اقتصر على العمامة في المسح، ولم يثبت أنه اقتصر على الناصية وحدها، كيف تجعل الناصية هي الفرض، والمسح على العمامة مجرد سنة، والعادة أن البعض تبع للكل، وليس الكل تبعًا للبعض فالحكم دائمًا للأغلب، والقليل يتبع الكثير، والعمامة لا شك أنها أغلب الرأس، فهي الأصل.
الدليل الثاني:
(644 - 141) ما رواه البخاري من طريق الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو بن أمية،
عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على عمامته، وخفيه.
قال البخاري: وتابعه معمر، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عمرو قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
زاد المعاد (1/ 193).
(2)
صحيح البخاري (205).
وقول البخاري: تابعه معمر: أي تابع الأوزاعي في المتن لا في الإسناد، قال الحافظ:«وهذا هو السبب في سياق المصنف الإسناد ثانيًا ليبين أنه ليس في رواية معمر ذكر جعفر» . اهـ كلام الحافظ. وأما تخريج الحديث، فالحديث مداره على يحيى بن كثير، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه به، وله طرق إلى يحيى:
منها طريق الأوزاعي، أخرجه أحمد (4/ 139) وابن ماجه (562) عن محمد بن مصعب. صدوق كثير الغلط، لكنه قد توبع.
ورواه أحمد أيضًا (4/ 179، 288) والدارمي (710) والبيهقي (1/ 270، 271) عن أبي المغيرة.
وأخرجه البيهقي (1/ 270، 271) من طريق بشر بن بكر، ومن طريق عبد الله بن المبارك.
وأخرجه ابن خزيمة (181) من طريق عبد الله بن داود.
وأخرجه ابن ماجه (562) وابن حبان (1343) من طريق الوليد بن مسلم، كلهم عن الأوزاعي به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= واختلف على يحيى بن أبي كثير، فرواه عنه الأوزاعي بذكر المسح على العمامة والخفين، ورواه جماعة عن يحيى، ولم يذكروا العمامة، وإليك ذكرهم:
الأول: شيبان، كما عند البخاري (204)، وابن أبي شيبة (1/ 163)، وأحمد (4/ 139)، ولفظه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.
الثاني: حرب بن شداد، كما في مسند أبي داود الطيالسي (1254)، وسنن النسائي (119)، ولفظه كلفظ شيبان: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.
الثالث: أبان بن يزيد العطار، كما في مسند أحمد (4/ 179)، بلفظ شيبان.
الرابع: علي بن المبارك، كما في مسند أحمد (4/ 139).
الخامس: معمر عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أمية، فأسقط جعفر بن عمرو، ولم يختلف على معمر في إسناده بإسقاط جعفر، لكن رواه تارة بذكر العمامة، فيكون بهذا متابعًا للأوزاعي، ورواه مرة بذكر الخفين فقط، موافقًا لرواية الجماعة. وهذا تفصيلها:
فرواه عبد الرزاق (746)، ومن طريقه أحمد (4/ 179) والبيهقي (1/ 271) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أمية الضمري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه. اهـ وليس فيه ذكر العمامة.
قلت: وقد رواه غير معمر بإسقاط جعفر بن عمرو، فقد رواه ابن حزم في المحلى (1/ 303) من طريق عبد الله بن أحمد، حدثني الحكم بن موسى، ثنا بشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني عمرو بن أمية. قال ابن حزم: أبو سلمة سمعه من عمرو بن أمية سماعًا، وسمعه أيضًا من جعفر ابنه عنه». اهـ
قلت: قد تفرد بشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي بإسقاط جعفر بن عمرو، وكل من رواه عن الأوزاعي لم يسقطوه، وقد سبق أن ذكرت منهم ستة حفاظ، وبشر بن إسماعيل بن علية مجهول، له ترجمة في الجرح والتعديل (2/ 352)، ولسان الميزان (2/ 20).