الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• ويناقش:
بأن عمر قد أمرهم بالمسح على الخفاف، فلو كان الأمر يعود إلى الشأن الشرعي لما أمر الناس بأمر يخالفهم فيه، ولكن كما قال: إن هذا تفضيل يعود إلى أن الماء قد حبب إليه، وهو شأن شخصي، لا شرعي.
(545 - 42) ومنهم أبو أيوب، فقد روى ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، عن ابن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب، أنه كان يأمر بالمسح على الخفين، وكان هو يغسل قدميه، فقيل له: كيف تأمر بالمسح وأنت تغسل؟ فقال: بئس ما لي إن كان مهنأة لكم، ومأثمة علي، قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ويأمر به، ولكن حبب إلي الوضوء
(1)
.
[صحيح]
(2)
.
قلت: ليس في هذا ما يدل على أفضلية الغسل على المسح؛ لأن أبا أيوب صرح بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر به، ويفعله، وأن أبا أيوب كان يأمر بالمسح، ولا يليق بالصحابي أبي أيوب أن يأمر الناس بالمفضول دون الفاضل، لكن استحب الغسل في خاصة نفسه، وهذا لا يدل على أفضلية مطلقة.
•
دليل من قال المسح أفضل:
الدليل الأول:
(546 - 43) ما رواه أحمد، قال: ثنا علي بن عبد الله، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة ابن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع،
(1)
المصنف (1/ 161) رقم 1854.
(2)
ورواه البيهقي (1/ 293) من طريق عمرو بن عون وأبي الربيع الزهراني، كلاهما عن هشيم به.
ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ 439) من طريق هشيم به.
وأخرجه عبد الرزاق (769) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين أن أبا أيوب كان يفتي بالمسح على الخفين
…
وذكره، ولم يذكر أفلح.
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته
(1)
.
[حسن]
(2)
.
(1)
المسند (2/ 108).
(2)
في إسناده عبد العزيز بن محمد الدراوردي، جاء في ترجمته:
قال أبو طالب: سئل أحمد بن حنبل، عن عبد العزيز الدراوردي، فقال: كان معروفًا بالطلب، وإذا حدث من كتابه، فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، كان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وربما قلب حديث عبد الله العمري يرويه عن عبيد الله بن عمر. الجرح والتعديل (5/ 395).
وقال أبو زرعة: سيء الحفظ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ. المرجع السابق.
وقال يحيى بن معين: صالح ليس به بأس. المرجع السابق.
وقال مرة: ثقة حجة. تهذيب التهذيب (6/ 315).
كان مالك بن أنس يوثق الدراوردي. الجرح والتعديل (5/ 395).
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، يغلط. الطبقات الكبرى (5/ 424).
وفي التقريب: صدوق كان يحدث من كتب غيره، فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر اهـ.
روى له البخاري مقرونًا، وروى له مسلم والبقية. والله أعلم.
وفي إسناده أيضًا حرب بن قيس:
ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 230).
وقال البخاري: قال ابن أبي مريم، عن بكر بن مضر، قال: زعم عمارة بن غزية أن حربًا كان رضا. التاريخ الكبير (3/ 61).
[تخريج الحديث]
الحديث اختلف فيه على الدراوردي،
فقيل: عن الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع عن ابن عمر كما في إسناد الباب.
وقيل: عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر بدون ذكر عمارة بن غزية وجعل بدلًا منه موسى بن عقبة.
وقيل: عن الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن نافع، بدون ذكر حرب بن قيس. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما رواية الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع عن ابن عمر. فأخرجه أحمد كما في حديث الباب، والبيهقي في شعب الإيمان (3890) والخطيب في تاريخه (10/ 347) من طريق علي بن المديني.
والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 140) من طريق أبي مصعب،
والبزار كما في كشف الأستار (988) من طريق أحمد بن أبان، ثلاثتهم عن الدراوردي به.
وأخرجه ابن خزيمة (950) من طريق يحيى بن أيوب (في المطبوع زياد).
وأخرجه أيضًا (2027) من طريق بكر بن مضر، كلاهما عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، وزعم عمارة أنه رضى، عن نافع به.
وأما طريق الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس.
فأخرجه الطبراني في الأوسط (5302) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبير، قال: أخبرنا عبدالعزيز ابن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن تؤتى عزائمه، كما يكره أن تؤتى معصيته.
قلت: بعكس لفظ حرب بن قيس أن تؤتى رخصه.
قال الطبراني: لم يدخل في هذا الحديث بين موسى بن عقبة وبين نافع (حرب بن قيس) إلا الدراوردي. اهـ
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 140) من طريق هارون بن معروف، عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة به، بلفظ: إن الله يحب أن تؤتى رخصه.
ورجح البيهقي أن يكون الدراوردي سمعه منهما جميعًا أي من عمارة بن غزية، ومن موسى بن عقبة.
وأما رواية الدراوردي، عن عمارة، عن نافع، بدون ذكر حرب بن قيس، فقد رواه قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي، واختلف عليه فيه:
فرواه أحمد (2/ 108) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن نافع به. ولم يذكر حرب بن قيس. بلفظ: إن الله يحب أن تؤتى رخصه
…
إلخ.
ورواه ابن حبان (3568) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع به. فذكر حرب بن قيس، وقال في آخره: كما يحب أن تؤتى عزائمه، بدلًا من لفظ أحمد:(كما يكره أن تؤتى معصيته).
وعندي أن أرجح الطرق عن الدراوردي روايته عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع؛ لأن الدراوردي قد توبع في حديثه عن عمارة بن غزية، تابعه بكر بن مضر البصري، كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في صحيح ابن خزيمة (2027): (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته). وبكر بن مضر قال عنه في التقريب: ثقة ثبت.
كما تابعه يحيى بن أيوب المصري، كما في صحيح ابن خزيمة (950)، ويحيى بن أيوب، قال عنه الحافظ: صدوق ربما أخطأ.
وتابعه أيضًا عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني، وهو ضعيف، كما في تاريخ بغداد (10/ 347).
وابن الأعرابي في معجمه (223/آ) نقلًا من زوائد تاريخ بغداد (7/ 446). والله أعلم.
والحديث له شواهد:
منها حديث ابن عباس، عند ابن حبان (354) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا الحسين بن محمد الذارع، قال: حدثنا أبو محصن حصين بن نمير، قال: حدثنا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. وسنده صحيح.
وشاهد آخر من حديث أنس عند الطبراني في الأوسط (4927) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا عمرو بن عبد الجبار، قال: عبد الله بن يزيد بن آدم،
عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب العبد مغفرة ربه.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء، وأبي أمامة وواثلة وأنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن عيسى.
قال الهيثمي في المجمع (3/ 162): «عبد الله بن يزيد ضعفه أحمد وغيره» . اهـ
قلت: والعطار وشيخه ضعيفان.
وله شاهد ثالث من حديث عائشة أخرجه الطبراني في الأوسط (8032) وابن عدي في الكامل (5/ 63) من طريق حفص بن عبد الله أبي عمر الحلواني، ثنا عمر بن عبيد بياع الخُمُر، عن هشام ابن عروة، عن أبيه،
عن عائشة، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه. زاد
ابن عدي: قلت: وما عزائمة؟ قال: فرائضه.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عمر بن عبيد، تفرد به أبوعمر الضرير.
قال ابن عدي: عمر بن عبيد البصري حديثه عن كل من روى عنه ليس بمحفوظ.
وضعفه أبو حاتم. وذكره العقيلي في الضعفاء. انظر اللسان (4/ 316) والميزان (3/ 212). =