الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
دليل الحنابلة على الجواز:
الدليل الأول:
(643 - 140) ما روا هـ مسلم من طريق بكر بن عبد الله، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه. قال بكر: وقد سمعت من ابن المغيرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى الخفين
(1)
.
[رواه حمزة، عن المغيرة واختلف عليه في ذكر المسح على العمامة، وتابعه عمرو ابن وهب الثقفي، ورواه جماعة عن المغيرة منهم عروة بن المغيرة، ومسروق في الصحيحين، والأسود بن هلال في مسلم، وجماعة خارج الصحيح وليس فيها ذكر للعمامة]
(2)
.
(1)
مسلم (83/ 274).
(2)
حديث المغيرة رواه عنه جماعة.
الأول: حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، رواه عن حمزة، بكر بن عبد الله المزني، وإسماعيل بن محمد بن سعد، والزهري، وكلهم يتفقون على ذكر المسح على الخفين، وينفرد بكر بن عبد الله عن حمزة بذكر المسح على العمامة ويختلف عليه في ذكر المسح على الناصية، معها، وإليك تفصيلها.
أما رواية بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة: فرواها عنه حميد الطويل، وسليمان التيمي.
أما رواية حمد الطويل، عن بكر، فرواه عن حميد ثلاثة:
محمد بن أبي عدي، عن حميد، رواه أحمد (4/ 248)، وابن ماجه (1236) بذكر المسح على العمامة والخفين، ولم يذكر المسح على الناصية.
ويزيد بن زريع، عن حميد، واختلف على يزيد بن زريع:
فرواه النسائي كما المجتبى (108)، وفي الكبرى (167) عن عمرو بن علي.
وأخرجه النسائي في المجتبى (108)، وفي الكبرى (167) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 58) عن حميد بن مسعدة.
وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه (710) والدارمي (1452) والبيهقي الكبرى (1/ 58) من طريق مسدد، ثلاثتهم عن يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر بن عبد الله، عن حمزة بن المغيرة، عن المغيرة بذكر المسح على الناصية والعمامة والخفين، واقتصر الدارمي على ذكر قصة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فزاد يزيد بن زريع ذكر المسح على الناصية.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه مسلم (81/ 274) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر ابن عبد الله، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، فذكر بدلًا من حمزة عروة.
قال الدارقطني في التتبع (ص: 311): «كذا قال ابن بزيع، وخالفه غيره عن يزيد، فرواه عنه على الصواب، عن حمزة بن المغيرة، رواه حميد بن مسعدة، وعمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، على الصواب، وكذلك قال ابن أبي عدي، عن حميد» .
ورواه المعتمر بن سليمان، عن حميد كما في صحيح ابن خزيمة (1514) وصحيح ابن حبان (1347) بذكر المسح على العمامة والخفين، ولم يذكر الناصية، واختصره ابن خزيمة بذكر صلاة عبد الرحمن بن عوف بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد أشار إلى اختصاره.
هذه رواية حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة، والاختلاف على حميد.
أما رواية سليمان التيمي عن بكر بن عبد الله المزني.
فرواه أحمد (4/ 255) ومسلم (83/ 274)، وأبو داود (150)، والترمذي (100)، والنسائي في المجتبى (107)، وفي الكبرى (108) وابن الجارود في المنتقى (83)، وابن حبان (1346) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله المزني، عن الحسن البصري، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته، ومسح على الخفين والعمامة.
ورواه معتمر بن سليمان:
فرواه أبو داود (150) عن مسدد.
ومسلم (556) عن محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن المعتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، عن بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة، عن المغيرة، كرواية يحيى بن سعيد القطان، بلفظ: مسح بناصيته ومسح على الخفين والعمامة.
ورواه مسلم (82/ 274) حدثنا أمية بن بسطام، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (36101) حدثنا يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله، عن ابن المغيرة، عن المغيرة بن شعبة، ولم يذكر في الإسناد (الحسن البصري).
وقد رواه أحمد (4/ 255) من طريق التيمي عن بكر عن الحسن عن ابن المغيرة
…
قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.
فملخص رواية بكر بن عبد الله المزني:
رواه عنه التيمي عن بكر، فكان تارة يرويه عن بكر عن الحسن، عن ابن المغيرة، عن المغيرة.
وتارة يرويه عن بكر، عن ابن المغيرة، عن المغيرة. دون ذكر الحسن البصري، ولا يصرح التيمي بذكر اسم ابن المغيرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما اللفظ فإن التيمي يرويه عن بكر يذكر المسح على الناصية، وفي رواية مسح مقدم الرأس، والمعنى واحد.
ورواه حميد، عن بكر، رواه عن حميد ثلاثة، يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر بذكر المسح على الناصية والعمامة، والخفين موافقًا لرواية سليمان التيمي، عن بكر.
ورواه عن حميد اثنان: محمد بن أبي عدي، والمعتمر بن سليمان، ولا يذكران المسح على الناصة، وإنما يذكر المسح على العمامة والخفين.
فتبين أن رواية بكر بن عبد الله المزني عن حمزة يتفق الرواة عنه في ذكر المسح على العمامة، ويختلفون عليه في ذكر المسح على الناصية، فسليمان التيمي لا يختلف عليه في ذكرها، وأما حميد الطويل فأكثر الرواة عنه على عدم ذكر الناصية. والله أعلم.
هذا ما يتعلق برواية بكر بن عبد الله، عن حمزة، والاختلاف عليه فيها.
ورواه إسماعيل بن محمد بن سعد عن حمزة بن المغيرة، فخالف بكر بن عبد الله المزني فلم يذكر المسح العمامة في جميع طرقه.
رواه عبد الرزاق (748) وأحمد (4/ 251) ومسلم (883)، من طريق ابن شهاب.
ورواه عبد الرزاق (749)، وابن أبي شيبة (1883)، والحميدي (775)، والنسائي (125)، عن سفيان، كلاهما (ابن شهاب وابن عيينة) عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه، بلفظ:(ومسح برأسه، ومسح على خفيه) لا يذكر العمامة في حديثه.
قال أبو عبد الرحمن النسائي: وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن محمد بن سعد، عن حمزة بن المغيرة، ولم يذكر العمامة.
كما رواه الزهري، عن حمزة، عن المغيرة، ولم يذكر العمامة، فأخرجه ابن حبان (2225) من طريق جعفر بن برقان، عن الزهري، عن حمزة وعروة ابني المغيرة، عن المغيرة بن شعبة، وليس فيه ذكر للمسح على العمامة. وسيأتي بيان الاختلاف على الزهري عند الكلام على طريق عروة، عن المغيرة.
هذا فيما يتعلق برواية حمزة عن المغيرة، يرويه عنه بكر بن عبد الله وإسماعيل، والزهري، فيتفقون بذكر المسح على الخفين، ويرويه بكر بذكر المسح على العمامة، ويزيد بعضهم المسح على الناصية.
الثاني: عمرو بن وهب الثقفي، عن المغيرة بن شعبة، رواه ابن سيرين، واختلف عليه:
فقيل: عن ابن سيرين، حدثني عمرو بن وهب، عن المغيرة بن شعبة. وهذه رواية الأكثر، وفيها ذكر المسح على الناصية والعمامة، ورجحها الدارقطني في العلل كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وقيل: عن ابن سيرين، عن رجل، عن عمرو بن وهب، وكنى بعضهم الرجل المبهم أبا عبد الله.
وقيل: ابن سيرين، رفعه إلى المغيرة، فأسقط عمرو بن وهب، وإليك تفصيل ذلك.
رواه أيوب، عن ابن سيرين، واختلف على أيوب: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فرواه ابن علية كما في مسند الشافعي (ص: 14)، ومسند أحمد (4/ 244)، ومصنف ابن أبي شيبة في (241، 1889)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (209)، وسنن النسائي الكبرى (168) وصحيح ابن خزيمة (1064)، والأوسط لابن المنذر (6/ 162)، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، عن المغيرة بن شعبة بذكر المسح على الناصية والعمامة.
وخالفه حماد بن زيد في إسناده، فأخرجه الطبراني (20/) 1039، والبيهقي في السنن (1/ 58) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن رجل، كناه الطبراني أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة به، فجعل بين ابن سيرين وعمرو بن وهب رجلًا مبهمًا.
وقد رواه الشافعي في مسنده (ص: 14) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب كرواية ابن علية عن أيوب ذكره مقرونًا بابن علية، فأخشى أن يكون هذا طريق ابن علية.
ورواه جرير بن حازم، واختلف عليه:
فرواه أسود بن عامر كما في مسند أحمد (4/ 248) عن جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، قال: حدثني رجل، عن عمرو بن وهب، قال: فذكر نحوه.
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين، كما في المنتخب من مسند عبد بن حميد (395)، وسنن الدارمي (661)، فرواه عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، ولم يذكر الرجل المبهم. وهذا هو المحفوظ.
فقد رواه أحمد (4/ 247) وابن حبان (1342)، والطبراني في الكبير (20/) رقم: 1036، من طريق هشام بن حسان،
ورواه النسائي في المجتبى (109) وفي الكبرى (112) وابن خزيمة (1654)، من طريق يونس بن عبيد.
ورواه الطبراني في الكبير (20/ 1035)، وفي الأوسط (3472) من طريق حبيب بن الشهيد مقرونًا بغيره.
ورواه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 377) وابن حبان (1342) والطبراني في الكبير (20/) رقم 1035 من طريق عوف، مقرونًا بغيره. أربعتهم عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، عن المغيرة، بدون ذكر الرجل المبهم.
قال ابن خزيمة عقب (1645): إن صح هذا الخبر يعني قول ابن سيرين: حدثني عمرو بن وهب، فإن حماد بن زيد، رواه عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: حدثني رجل يكنى أبا عبد الله عن عمرو بن وهب. اهـ
وأخرجه أحمد (4/ 251) من طريق ابن عون، عن ابن سيرين، رفعه إلى المغيرة بن شعبة، قال: .... وذكر نحوه. وليس فيه عمرو بن وهب.
قال الدارقطني في العلل (7/ 108): «يرويه محمد بن سيرين، واختلف عنه؛ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فرواه أيوب السختياني، وقتادة، وحبيب بن الشهيد، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي، وأشعث بن عبد الملك، وأبو حرة، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة؟
واختلف عن يونس بن عبيد، فرواه هشيم، عن يونس، عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة.
وتابعه الفريابي، عن الثوري، عن يونس.
وخالفهما قبيصة، عن الثوري، فقال: عن يونس، عن ابن سيرين، عن المغيرة، وأسقط عمرو ابن وهب.
ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن رجل كناه أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة.
وتابعه جرير بن حازم في ذكره رجلًا بين ابن سيرين، وبين عمرو بن وهب إلا أنه لم يكنه، وقال: يزيد التستري، عن ابن سيرين، عن بعض أصحابه، عن المغيرة.
وقال حسام بن المصك، وأبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري، وعبد الأعلى بن أبي المساور، عن ابن سيرين، عن المغيرة، ولم يذكر بينهما عمرو بن وهب، فالقول قول أيوب، وقتادة ومن تابعهما». اهـ
هذه هي الطرق التي ذكر فيها المسح على العمامة، وقد رواه جماعة عن المغيرة، ولم يذكر فيها المسح على العمامة، وقد تجنب البخاري تخريج المسح على العمامة، وإن كان قد خرج حديث المغيرة من طريق مسروق، ومن طريق عروة بن المغيرة، والله أعلم.
الثالث: عروة بن المغيرة، عن المغيرة، في الصحيحين، ولم يذكر المسح على العمامة.
رواه الشعبي كما في مسند الحميدي (776) ومسند أحمد (4/ 251، 255)، وصحيح البخاري (206، 5799)، ومسلم (79/ 274)، (80/ 274)، وأبو داود (515) والترمذي (1768)، والدارمي (758) وابن خزيمة (190، 191) وابن حبان (1326).
ونافع بن جبير، كما في مسند أحمد (4/ 254)، وصحيح البخاري (182، 203، 4421)، ومسلم (75/ 274) وسنن النسائي المجتبى (124)، وفي الكبرى (121) ابن ماجه (545)، والطبراني في الكبير (20/ 375) رقم:877.
كلاهما (الشعبي ونافع بن جبير) روياه عن عروة بن المغيرة، عن أبيه بذكر المسح على الخفين، دون ذكر المسح على العمامة، وقد ذكر نفس القصة في كون المسح في السفر، وذكر ضيق الجبة.
ورواه الزهري، عن عباد بن زياد، واختلف على الزهري فيه:
فرواه ابن جريج كما في مصنف عبد الرزاق (748)، ومسند أحمد (4/ 251)، وصحيح مسلم (105 - 274)، وسنن النسائي الكبرى (166) والمنتخب من مسند عبد بن حميد (397)، والمعجم الكبير للطبراني (20/ 377) رقم 880، وصحيح ابن خزيمة (1515). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وصالح بن كيسان كما في مسند أحمد (4/ 249)، والسنن الكبرى للنسائي (166).
ومعمر، كما في مسند عبد بن حميد (397).
ويونس بن يزيد كما في سنن أبي داود (149)، وسنن النسائي (79)، وصحيح ابن خزيمة (1642)، وصحيح ابن حبان (2224).
وعمرو بن الحارث، كما في صحيح النسائي (79)، وصحيح ابن خزيمة (203). كلهم رووه عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، بذكر الوضوء والمسح على الخفين، ولم يذكر المسح على العمامة.
خالف هؤلاء جعفر بن برقان كما في صحيح ابن حبان (2225)، فرواه عن الزهري، عن حمزة وعروة ابني المغيرة، عن أبيهما المغيرة بن شعبة به.
قال ابن حبان: قصر جعفر بن برقان في سند هذا الخبر، ولم يذكر عباد بن زياد فيه؛ لأن الزهري سمع هذا الخبر من عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، وسمعه عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه.
ورواه مالك في الموطأ (1/ 35، 36)، ومن طريق مالك أخرجه أحمد (4/ 247) عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، عن المغيرة.
ووهم مالك في هذا في أمرين: أحدهما: نسبة عباد بن زياد بأنه من ولد المغيرة.
الثاني: أن عباد يرويه عن المغيرة، وبينهما عروة بن المغيرة كما رواه أصحاب الزهري وخرجتها قبل أسطر، قال النسائي: لم يذكر مالك عروة بن المغيرة.
قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 120): هكذا قال مالك في هذا الحديث عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك، وهو وهم وغلط منه، لم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب، ولا غيرهم عليه، وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة عند جميعهم .. ».
الثالث: مسروق، عن المغيرة. كما في صحيح البخاري (363، 388، 2918)، ومسلم (77 - 274). بذكر القصة وضيق الجبة، والمسح على الخفين، وغيرها، ولم يذكر المسح على العمامة، وأكتفي بالصحيحين عن غيرهما.
الرابع: الأسود بن هلال، عن المغيرة بن شعبة، كما في صحيح مسلم (274)، وليس فيه المسح على العمامة.
الخامس: أبو الضحى، عن المغيرة، رواه عبد الرزاق في المصنف (750) وعنه أحمد (4/ 247) قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن المغيرة بن شعبة، بذكر المسح على الخفين.
وقد رواه جماعة عن الأعمش، فقالوا: عنه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن المغيرة، فرجعت رواية أبي الضحى إلى رواية مسروق، وهي في الصحيحين، ولا أدري الخطأ من سفيان، أو من عبد الرزاق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقد رواه أبو معاوية كما في مصنف ابن أبي شيبة (1143، 1870)، ومسند أحمد (4/ 250)، وصحيح البخاري (363)، وصحيح مسلم (77 - 274).
وعيسى بن يونس كما في صحيح مسلم (78 - 274)، وسنن النسائي (123)، وسنن ابن ماجه (389).
وأبو أسامة كما في صحيح البخاري (388).
وعبد الواحد بن زياد كما في صحيح البخاري (2918)، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة.
السادس: عبد الرحمن بن أبي نعم، عن المغيرة بن شعبة،
رواه أحمد (4/ 246)، وأبو داود (156) من طريق بكير بن عامر، عن عبد الرحمن به. وبكير ضعيف، وليس فيه إلا المسح على الخفين.
السابع: أبو السائب مولى هشام بن زهرة، عن المغيرة بذكر المسح على الخفين فقط، كما في مسند أحمد (4/ 254)، وأبو عوانة (1/ 257)، والطبراني في الكبير (20/) رقم: 1078، 1080، من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أبي السائب به، بذكر المسح على الخفين فقط.
الثامن: سالم بن أبي الجعد، عن المغيرة.
رواه حصين، واختلف عليه فيه:
فرواه هشيم كما في مصنف ابن أبي شيبة (1867) قال: أخبرنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان، عن المغيرة بذكر ضيق الجبة، والمسح على الخفين.
ورواه عبد الرزاق كما في علل الدارقطني، عن الثوري، عن منصور وحصين، عن أبي وائل عن المغيرة.
التاسع: هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة، في المسح على الجوربين والنعلين، ولم يذكر المسح على الخفين، ولا العمامة، وهو حديث معلول، تفرد به هزيل، وقد سبق تخريجه، انظر ح:(521).
العاشر: كاتب المغيرة، عن المغيرة، في مسح أعلى الخف وأسفله، وهو حديث معلول، وقد سبق تخريجه، انظر ح:(585).
الحادي عشر: عروة بن الزبير، عن المغيرة، في مسح ظاهر الخف، وهو حديث ضعيف، وسبق تخريجه، انظر ح:(571).
الثاني عشر: أبو سلمة، عن المغيرة، وقد سبق تخريجه، المجلد السابع، بلفظ: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وكان إذا ذهب أبعد في المذهب. انظر ح:(1340).
ورواه غيرهم عن المغيرة، وتركت ذكرهم لأني لم أجد بينهم من يروي المسح على العمامة، لهذا اقتصرت في تخريج الحديث على ما سبق، وقد تبين من هذه الطرق أن أكثر الرواة عن المغيرة لم يذكروا المسح على العمامة، وقد تجنب البخاري تخريج حديث المسح على العمامة من حديث =
• وأجيب عن ذلك بجوابين.
الجواب الأول:
يتعلق بالاختلاف في ذكر المسح على العمامة، وأن أكثر الرواة عن المغيرة لم يذكروا فيه المسح على العمامة، منهم عروة، ومسروق.
الجواب الثاني:
أن الفرض هو مسحه على الناصية، وأما مسحه على العمامة فمن أجل سنة الاستيعاب، ولو ترك المسح على العمامة أجزأه، أما لو اقتصر بالمسح على العمامة، ولم يمسح شيئًا من رأسه لم يجزئه.
• ورد على هذا:
بأنه ورد المسح على العمامة دون ذكر الناصية، كما سيأتي، ولم يثبت العكس، فلم يثبت مرفوعًا أنه اقتصر في مسحه على الناصية دون العمامة.
قال ابن القيم: «لم يصح عنه في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض رأسه
= المغيرة، وقد خرجاه في الصحيحين من طريق عروة بن الزبير، ومن طريق مسروق بدون ذكر العمامة، ورواه مسلم من طريق الأسود بن هلال، وليس فيه ذكر للعمامة، وقد رواه مسلم من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن ابن المغيرة، عن المغيرة، والمقصود به حمزة.
وإذا كان مسلم يقدم الأقوى في إسناد الحديث ولفظه، فانظر ترتيب مسلم لطرق الحديث وألفاظه: فافتتح مسلم حديث المغيرة رواية نافع بن جبير، عن عروة بذكر المسح على الخفين، وهي في البخاري.
ثم ثنى برواية هلال بن الأسود، عن المغيرة بذكر المسح على الخفين.
ثم ثلث برواية مسروق عن المغيرة بالمسح على الخفين، وهي في البخاري.
ثم ساق رابعًا رواية الشعبي، عن عروة بذكر المسح على الخفين بدون ذكر العمامة.
وجعل مسلم المسح على الناصية هي آخر ما ذكر من طرق حديث المغيرة بن شعبة، ولا شك أن هذا الترتيب عند مسلم له دلالته، وقد صرح في خطبة كتابه أنه يقدم الأقوى.
كما رجح الدارقطني في العلل طريق عروة بن المغيرة، عن أبيه، قال الدارقطني في العلل (1235):«وأحسنها إسنادًا حديث الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه» ، والله أعلم.