الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، نحو حديث الطبراني، إلا أن ابن إسحاق عنعن هنا، وهو مدلس، وعنعنته لا تؤثر ما دام ثبت فيه التصريح بالسماع من وجه آخر كما سبق.
• عن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمِر بالوضوء لكل صلاةٍ طاهرًا وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة.
فكان ابن عمر يرى أن به قوة؛ فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة.
حسن: رواه أبو داود (48) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: قلت: أرأيت توضُّؤَ ابن عمر لكل صلاة طاهرا وغير طاهر، عَمَّ ذاك؟ فقال: حدَّثَتْنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثَها، فذكر الحديث.
ورجاله ثقات، غير محمد بن إسحاق؛ فهو مدلس وقد جاء التصريح كما رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 225) عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حَبّان الأنصاري ثم المازني - مازن بني النجار - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكر الحديث. إلا أنه قال فيه: عبد الله بن عمر - مصغرا وأبو داود أشار إلى رواية إبراهيم - وهو ابن سعد - عن محمد بن إسحاق بأن فيه عبيد الله - مصغرا.
قلت: ولا يضر هذا الخلاف؛ فكلاهما - عبد الله (مكبرا) وعبيدالله (مصغرا) - ثقتان من رجال الشيخين، وثقهما أبو زرعة والنسائي.
وأمَّا الأحاديث الواردة في فضل الصلوات التي يُتسوَّك لها على الصلوات التي لا يُتسوَّك لها سبعين ضعفًا أو خمسًا وسبعين ضعفًا؛ فكلُّها ضعيفةٌ، ولا يصحُّ منها شيءٌ، انظر:"البدر المنير"(2/ 13 - 22)، "والعلل المتناهية" (1/ 336). قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 68): أسانيدها معلولةٌ.
20 - باب ما جاء في السواك من الأراك
• عن ابن مسعود أنه كان يجتَنِي سِواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلتِ الريحُ تكفَؤه، فضحك القوم منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مِمَّ تضحكون؟ " قالوا: يا نبيَّ الله! من دقة ساقيه. فقال: "والذي نفسي بيده! لهما أثقلُ في الميزان من أُحُد".
حسن: رواه أحمد (3991) وأبو يعلي (5310) والبزار - كشف الأستار - (2678) والطبراني في الكبير (8452) كلهم من طريق عاصم، عن زِرّ بن حُبيش عن ابن مسعود فذكره. وصحَّحه ابن حبَّان (7069) فرواه من هذا الوجه.
وإسناده حسن لأجل عاصم وهو: ابن أبي النجود مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وللحديث طرق أخرى لعلي أذكرها في كتاب الفضائل، قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 289):
"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق
…
وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
• عن معاوية بن قرة، عن أبيه أن عبد الله بن مسعود رقي في شجرة يجتني منها سِواكًا، فوضع رجليه عليها، فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
ثم بقية الحديث مثله.
حسن: رواه البزار - الكشف (2677) والطبراني في الكبير (19/ رقم 59) كلاهما من طريق سهل بن حماد أبي عتاب الدلال، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 289)، رجالهما رجال الصحيح، وصححه الحاكم (3/ 317).
وهو كما قالوا فإنَّ رجال الإسناد رجال الصحيح إلا أن سهل بن حماد مع كونه من رجال مسلم مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
• عن علي بن أبي طالب يقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صَعِد الشجرة
…
فذكر بقية الحديث مثله.
حسن: رواه أحمد (920) وأبو يعلى (539) والطبراني (8516) كلهم من طريق مغيرة، عن أم موسى قال: سمعت عليًّا فذكر مثله.
وأم موسى كانت سُرِّيَّة لعلي، لم يرو عنها غير مغيرة بن مقسم الضبي، ووثَّقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرج اعتبارًا، قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 288 - 289): رجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة - وعزاه للثلاثة.
وأمَّا ما رُوي عن أبي خيرةَ الصُّباحي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عبد القيس، فزودنا الأراك نستاك به. فقلنا يا رسول الله! عندنا الجريد، ولكنَّا نقبل كرامتك وعطيتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير مُكرهين، إذ قعد قومي لم يُسلموا إلَّا خزايا موتورين". فهو ضعيف، رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (9/ 28) قال: قال خليفة بن خياط: حدَّثنا عون بن كهمس، قال: نا داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة الصُّباحي فذكر مثله.
ورواه الطبراني في "الكبير"(22/ 368 - 369) من طريق عون بن كهمس به.
وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى"(4/ 362) من جهة البخاري مختصرًا. قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 100) بعد أن عزاه إلى الطبراني في "الكبير": "إسناده حسن".
قلت: فيه عون بن كهمس، "مقبول" كما في التقريب، وقد توبع؛ إلَّا أنَّ في طريقه من لا يُعرف، رواه الطبراني من وجه آخر من طريق محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي، ثنا داود بن المساور به، وفيه: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنَّا أربعين رجلًا، فنهانا عن الدباء،