الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واثنين، واثنين، واثنين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (101)، ومسلم في البر والصلة (2633) كلاهما من طريق ابن الأصبهانيّ، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره، واللّفظ لمسلم.
فائدة: قال أبو العباس القرطبيّ: "هذا الحديث يدل على أنّ للإمام أن يعلِّم النّساء ما يحتجن إليه من أمر أديانهنّ، وأن يخصهنّ بيوم لكن في المسجد أو فيما كان في معناه حتى تؤمن الخلوة بهنّ. . . وفي الحديث ما يدل على فضل نساء ذلك الوقت، وما كانوا عليه من الحرص على العلم، والحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكما قالت عائشة رضي الله عنها: "نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهنّ الحياءُ أن يتفقهن في الدّين". انتهى باختصار.
28 - باب ما ورد من النّهي عن كتابة غير القرآن
• عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا تكتبوا عنِّي، ومن كتب عنِّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليَّ -قال همام: أحسبه قال: متعمِّدًا- فليتبوّأ مقعده من النّار".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (3004) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدّثنا همّام، عن يزيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.
ورواه الترمذيّ (2665) من طريق زيد بن أسلم، به، مختصرًا، بلفظ:"استأذنّا النّبيَّ صلى الله عليه وسلم في كتابة العلم فلم يأذن لنا".
• عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدريّ: أكْتبنا. فقال: لن نَكْتبكم، ولن نجعله قرآنًا، ولكن خذوا عنّا كما كنّا نأخذ عن نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم. وكان أبو سعيد يقول: تحدثوا؛ فإن الحديث يذكّر بعضُه بعضا.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (2498): حدّثنا أبو مسلم، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة، فذكره.
وإسناده حسن، عبد الرحمن هو ابن حماد بن شعيب الشعيبيّ صدوق، وباقي رجاله ثقات. وشيخ الطبرانيّ هو أبو مسلم الكشيّ أحد الحفّاظ الفضلاء المشهورين.
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(1/ 217) ثم قال: "رجاله رجال الصحيح".
تنبيه: قال أبو العباس القرطبيّ: "كان هذا النّهي متقدِّمًا، وكان ذلك لئلا يختلط بالقرآن ما ليس منه، ثم لما أُمن من ذلك أُبيحتْ الكتابة، كما أباحها النبيّ صلى الله عليه وسلم لأبي شاه في حجّة الوداع حين قال: "اكتبوا لأبي شاه". فرأى علماؤنا هذا ناسخًا لذلك".
قلت: سيأتي في الباب الذي يليه من الروايات ما يدل على صحّة قول القرطبيّ هذا إن شاء اللَّه تعالى.