الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأخبرهم أنّ اللَّه فرض عليهم زكاة من أموالهم، وتردُّ على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوقَ كرائم أموالهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (1458)، ومسلم في الإيمان (19) كلاهما عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع، عن إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد اللَّه بن محمد بن صيفيّ، أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره.
12 - باب من دعا إلى هدى أو ضلالة
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه لا يَنقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تَبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا".
صحيح: رواه مسلم في العلم (2674) من طرق عن إسماعيل (يعنون ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
13 - باب ما جاء في الدّال على الخير
• عن جرير بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فعُمل بها بعده، كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيءٌ. ومَنْ سنَّ في الإسلام سنَّة سيِّئةً فعُمل بها بعده، كُتب عليه مثل وِزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء".
وفي رواية: قال: كنتُ جالسًا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار -أو العَبَاء- متقلِّدي السّيوف، عامتهم من مضر بل كلّهم من مضر، فَتَمَعَّر وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالًا فأذّن وأقام، فصلّى ثم خطب فقال:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ} إلى آخر الآية: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1]، والآية التي في الحشر:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [سورة الحشر: 18]. تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتّى قال:"ولو بشقِّ تمرة". قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّةٍ كادَتْ كفُّه تَعْجِزُ عنها، بل قد عجزَتْ. قال: ثم تتابع النَّاسُ حتّى رأيتُ كومين من طعام وثياب حتّى رأيت وجهَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنّه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ في الإسلام سنّةً حسنةً فله أجرها وأجر من
عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنَّةً سيّئةً كان عليه وزرها ووزرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ".
صحيح: رواه مسلم في العلم (1017: 6800) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد اللَّه بن يزيد وأبي الضّحى، عن عبد الرحمن بن هلال العبسيّ، عن جرير بن عبد اللَّه، فذكر مثله.
والرّواية الثانية رواها مسلم أيضًا في الزّكاة (1017).
قوله: "مجتابي النّمار" أي لابسيها، والنِّمار جمع نمرة، وهي ثياب صوف فيها تنمير.
وقوله: "فتمعَّر" أي تغيّر وجهه.
وقوله: "يتهلّل" أي يستنير فرحًا.
• وعن أبي مسعود الأنصاريّ قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي أُبْدِعَ بي فاحملني. فقال: "ما عندي". فقال رجلٌ: يا رسولَ اللَّه، أنا أدلُّه على من يحمله. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (1893) من طرق عن الأعمش، عن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن أبي مسعود الأنصاريّ، فذكر الحديث.
وقوله: "أبدع بيّ" أي هلكتْ دابتي، وهي مركوبي.
• عن أبي هريرة، بلفظ: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فحثّ عليه، فقال رجل: عندي كذا وكذا، قال: فما بقي في المجلس رجلٌ إِلَّا تصدّق عليه بما قلّ أو كَثُر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من استنَّ خيرًا فاستُنَّ به، كان له أجره كاملًا، ومن أجور منِ استنَّ به ولا ينقص من أجورهم شيئًا، ومن استنَّ سنَّة سيئة، فاستُنَّ به، فعليه وزره كاملًا، ومن أوزار الذي استنَّ به، ولا ينقص من أوزارهم شيئًا".
صحيح: رواه ابن ماجه (204) عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، قال: حدّثني أبيّ، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره، وإسناده صحيح. وصحّحه البوصيريّ في "الزوائد".
وهو في مسند أحمد (10749) عن عبد الصّمد، بإسناده، مثله.
• عن واثلة بن الأسقع، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من سنَّ سنَّةً حسنةً، فله أجرها ما عُمل به في حياته، ويعد مماته حتّى يترك، ومن سنَّ سنّة سيئة فعليه إثمها حتّى يترك، ومن مات مرابطًا في سبيل اللَّه جرى له أجر المرابط حتّى يبعث يوم القيامة".
حسن: رواه الطبرانيّ (184) من طريقين عن إبراهيم بن العلاء الحمصيّ، ثنا إسماعيل بن
عياش، عن عمر بن رؤبة، عن عبد الواحد بن عبد اللَّه النّصريّ، عن واثلة بن الأسقع، فذكر الحديث. قال الهيثميّ:". . . رجاله موثقون".
قلت: إسناده حسن، إبراهيم بن العلاء مستقيم الأمر في الحديث، ولم ينكر عليه إلا حديث واحد، فلما أخبر بذلك تركه، فهذا يدل على صدقه وورعه.
وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل الشّام، وشيخه في هذا الحديث عمر بن رؤبة صدوق من أهل الشّام.
• عن حذيفة قال: سأل رجل على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم، ثم إنّ رجلًا أعطاه فأعطى القوم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من سنَّ في الإسلام سنّة حسنة فعُمل بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلام سنّة سيئة، فعُمل بها بعده، فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئًا".
حسن: رواه الإمام أحمد (23289)، والبزّار -كشف الأستار (150) - والطبرانيّ في "الأوسط"(مجمع البحرين - 238) كلّهم من حديث محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أبي عبيدة، لا يعرف اسمه، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 597)، ولا يعرف فيه جرح ولا انقطاع، وهو حديث البيت، وله أصل.
وأمّا ما رُوي عن أنس بن مالك، قال: أتى النّبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ يستحمله، فلم يجد عنده ما يحمله، فدلّه على آخر فحمله، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:"إنّ الدّالَ على الخير كفاعله". فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (2670) عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدّثنا أحمد بن بشير، عن شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم".
وهذه إشارة إلى تليين هذا الحديث من هذا الوجه؛ لأنّ في بعض رواته كلامًا، فأحمد بن بشير هو المخزوميّ، أبو بكر الكوفيّ، قال ابن معين: ليس بحديثه بأس، وقال النسائي: ليس بذاك القويّ -وفي رواية: ليس به بأس-، وقال الدارقطنيّ: ضعيف يعتبر بحديثه.
وفيه أيضًا شبيب بن بشير، وهو أبو بشر الكوفيّ لم يوثقه غير ابن معين، وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيرًا، وقال ابن عدي: وهو من القوم الذين يكتب حديثهم.