الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنه ثقة، فقد وثَّقه ابن معين، وقال أحمد: شيخ ثقة، ووثَّقه العجلي والنسائي في الكنى، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. ولكن قال فيه أبو حاتم: صدوق.
24 - باب القراءة في صلاة المغرب
• عن ابن عباس قال: إن أم الفضل بنت الحارث سمعتْه وهو يقرأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ} فقالت: يا بنيَّ! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب.
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (24) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود، عن عبد الله بن عباس فذكره.
وعن مالك رواه البخاري في الأذان (763) ومسلم في الصلاة (462).
ورواه البخاري في المغازي (4429) ومسلم كلاهما من طرق عن الزهري من غير حديث مالك، وفيه:"ثم ما صلي لنا بعدها حتى قبضه الله".
أي أنها آخر صلوات صلَّاها رسول صلى الله عليه وسلم وهي المغرب، وسيأتي في حديث عائشة في باب:"من أحق الناس بالإمامة" أن آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي صلاة الظهر - ويمكن الجمع بين الحديثين الصحيحين بأن الظهر صلاها مع أبي بكر في المسجد، وصلاة المغرب صلاها مع أهله في بيته، فأم الفضل تحكي ما صلَّاها في بيته، وعائشة تحكي ما صلاها في المسجد.
وأما ما روي عن أنس بن مالك، عن أم الفضل بنت الحارث قالت:"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته المغرب، فقرأ المرسلات، ما صلى بعد صلاة حتى قُبض صلى الله عليه وسلم". فالصحيح هو من حديث ابن عباس كما ذكر.
وأما هذا فرواه موسى بن داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن حميد، عن أنس، فذكره.
ومن طريقه رواه النسائي (985)، وأحمد (26871)، والطحاوي في شرحه (1228) ونبّه على هذا الخطأ أبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 84 - 85) بأن موسى بن داود - وهو الضبي - أدخل حديثا في حديث. فقراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم في المغرب سورة المرسلات من حديث ابن عباس عن أم الفضل، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم متوشحًا في ثوب هو حديث أنس، فتبّه.
• عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالطور في المغرب.
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (23) عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه فذكره. ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (765)، ومسلم في الصلاة (413).
• عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بقصار المفصّل.
حسن: رواه الطحاوي في شرح المعاني (1243) من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: ثنا الضحاك بن عثمان، قال: حدثني بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده حسن.
• عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: مالك تقرأ في المغرب بقصار، وقد سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطوليين.
صحيح: رواه البخاري في الأذان (764) عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عروة بن الزبير، عن مروان فذكر الحديث.
ورواه أبو داود (812) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج به وفيه: قال: قلت: ما طولى الطولين؟ قال: الأعراف، والأخرى: الأنعام
قال: وسألت أنا ابن أبي مليكة فقال لي من قبل نفسه: المائدة والأعراف.
وفي النسائي (991) عن محمد بن عبد الأعلى، ثنا خالد، ثنا ابن جريج به وفيه: قلت: يا أبا عبد الله! ما أطول الطوليين؟ قال: الأعراف.
ورواه أيضًا (989) من وجه آخر عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن زيد بن ثابت أنه قال لمروان: يا أبا عبد الملك! أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال: نعم قال: فمحلوفة، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بأطول الطوليين {المص} .
قوله: "طولى الطوليين" طولى تأنيث أطول، والطوليين تثنية طولى، وفي بعض الروايات: بأطول الطولين - بالتذكير إلا أنه لم يقع تفسيرهما في صحيح البخاري لعله لوجود الخلاف في تفسيرهما وقائلهما.
والمفصل على ثلاثة أقسام: طوال المفصل من سورة الحجرات إلى سورة البروج، والأوسط: من سورة البروج إلى سورة لم يكن، والقصار: من سورة لم يكن إلى آخر القرآن.
ولكن لابد من تقيد هذا الإطلاق ليكون المراد به بعض السورة، لأنه لا يمكن قراءة سورة الأعراف، أو الأنعام، أو المائدة بكاملها في صلاة المغرب لقلة وقتها، وكان إنكار زيد على مروان مواظبته على قراءة قصار المفصل ليس لأجل القصر، بل لأجل المواظبة ظنًّا منه أن الطوال لا تقرأ في المغرب، ولو بعضًا منه.
ولكن رواه النسائي (991) من طريق ابن أبي حمزة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب سورة الأعراف وفرقها في ركعتين. انتهى. إلا أن الحفاظ حكموا على الإسناد بأن ذكر عائشة فيه شاذ، والمحفوظ أنه من حديث زيد بن ثابت.
فيكون قد قرأ مرة أو مرتين ليان الجواز في تطويل القراءة إذا لم يكن فيها مشقة على
المأمومين. وأما المواظبة فلا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف".
ويرى أبو داود أن طولى الطوليين في صلاة المغرب منسوخ بقراءة عروة بنحو ما تقرؤون (والعاديات) ونحوها من السور، لما رأى عروة (راوي الخبر) العملَ بخلافه فحمله على أنه اطلع على ناسخه، فإنه رواه عن موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه فذكر مثله.
قال أبو داود: هذا يدل على أن ذاك منسوخ وقال: "وهذا أصح".
ثم روى عن أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعتُ محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال: ما من المفصَّل سورة صغيرة ولا كبيرة إلى وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمُّ الناس بها في الصلاة المكتوبة.
ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلًسا، إلا أنه صرح بالتحديث عن عمرو بن شعيب فزالت عنه تهمة التدليس، وهو حسن الحديث إذا صرَّح.
• عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة محمد: 1].
صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 372) والأوسط (2/ 441) والصغير (1/ 45) من طريق الحسين بن حُريث المروزي، ثنا أبو معاوية محمد بن خازم، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكر الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1835) من هذا الوجه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد" (2703): رواه الطبراني في الثلاثة "رجاله رجال الصحح".
قلت: وهو كذلك، ولكن قال الدارقطني: غريب من حديثه عن نافع لم يسنده غير أبي معاوية. وكذلك رواه يحيى بن معين عن أبي معاوية مرفوعا" "أطراف الغرائب" (3/ 467) وأبو معاوية ثقة فلا يضر تفرده، وفي قول الدارقطني رد على الطبراني في قوله: تفرد به الحسين بن حريث عن أبي معاوية.
• عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال.
حسن: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 136) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عقبة بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت فذكر الحديث.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد" (2/ 118) (3702) إلا أنه جعل الحديث من مسند أبي أيوب. وقال: "رجاله رجال الصحيح" فلا أدري أكان الوهم من الهيثمي أم من مخطوطة الطبراني؟ . وفي الإسناد عقبة بن خالد بن عقبة السكوني حسن الحديث.
• عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين.
صحيح: رواه الإمام أحمد (23544)، والطبراني في الكبير (5/ 136) كلاهما عن وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب، أو عن زيد بن ثابت فذكر الحديث.