الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - كتاب الصلاة
جموع ما جاء في وجوب الصلاة وفضلها
1 - باب كم فرض الله على عباده من الصلوات
• عن طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس يُسمع دَوي صوته، ولا يُفقه ما يقول، حتَّى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وصيام رمضان" قال: هل عليَّ غيره؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" قال: وذكر رسول الله في الزكاة، قال: هل عليّ غيرُها؟ قال: "لا، إلَّا أن تطوعه، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق".
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (94) عن عمه أبي سُهيل بن مالك، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله فذكر الحديث، ورواه البخاري عن إسماعيل، عن مالك في الإيمان (46)، ومسلم في الإيمان (8) عن قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي، عن مالك، ومضى هذا الحديث بكامله في كتاب الإيمان.
ومن لطائف إسناد البخاري: الرواةُ كلهم من الأقارب، إسماعيل هو ابن أبي أويس ابن أخت مالك، ومالك خاله، ووالد أبي سُهيل هو ابن أبي عامر الأصبحي حليف طلحة بن عبيد الله، فهو من رواية إسماعيل، عن خاله، عن عمه، عن أبيه، عن حليفه.
• عن أنس قال: فرضتْ على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به الصلوات خمسين، ثم نُقِصَت حتى جُعلتْ خمسًا، ثم نُودي: يا محمد! إنه لا يُبدّل القول لديّ، وإن لك بهذه الخمس خمسين.
متفق عليه: رواه الترمذي في الصلاة (213) بهذا اللفظ مختصرًا عن محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن أنس.
وقال: حسن صحيح غريب.
وهو حديث طويل سيأتي في قصة الإسراء والمعراج، وهذا القدر أخرجه أيضًا البخاري في بدء الخلق (3207)، عن سعيد وهشام، قالا: حدَّثنا قتادة، ثنا أنس، ومسلم في الإيمان (163) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أنس.
• عن أنس قال: سأل رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كم فرض الله على عباده من الصلوات؟ قال: "افترض الله على عباده صلوات خمسًا" قال: يا رسول الله! هل قبلهن أو بعدهن من شيء؟ ، قال:"افترض الله على عباده صلوات خمسًا" فحلف الرجل لا يزيد عليه شيئًا، ولا ينقص منه شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن صدق ليدخلنَّ الجنة".
صحيح: رواه النسائي (459) عن قتيبة قال: ثنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح رجاله ثقات، فنوح بن قيس وثَّقه أحمد، وابن معين، وأبو داود، والعجلي، وغيرهم، وخالد بن قيس وثَّقه ابن معين، والعجلي، وقال ابن المديني:"ليس به بأس".
وهذا الحديث مختصر لما رواه مسلم في الإيمان (10) مطولًا من وجه آخر عن أنس وقال فيه: نُهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يُعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقِلُ فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فسأل الأسئلة، منها قوله: زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال:
"صدق" وسأل عن بقية شرائع الإسلام ثمَّ ولَّى وقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن صدق ليدخُلَن الجنة".
مضى هذا الحديث بطوله في كتاب الإيمان.
• عن عبد الله بن الصنابحي قال: زعم أبو محمد أن الوتر واجب، فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمّد، أشهد أنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"خمس صلوات افترضهنّ الله تعالى من أحسن وضوءهُنَّ وصلَّاهُنَّ لوقتهنّ، وأتمّ ركوعهنَّ وخشوعَهُّنّ، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهدٌ، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه".
صحيح: رواه أبو داود (452) عن محمد بن حرب الواسطي، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن الصُّنابحي، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (22704) عن حسين بن محمد عن محمد بن مطرف به، وقال فيه: عبد الله
الصنابحي بدون لفظ "ابن".
ورواه البيهقي من طريق آدم بن أبي إياس، عن أبي غسّان محمد بن مطرف وقال فيه: أبو عبد الله الصنابحي، وليس فيه ذكر للوتر.
وقد صوّب الحافظ وغيره أنّه أبو عبد الله الصنابحي، واسمه: عبد الرحمن بن عُسيلة، وهو ثقة. وللحديث طريق آخر يأتي تفصيله في صلاة الوتر.
• عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ من جاء بهنَّ مع إيمان دخل الجنة، من حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهنَّ وركوعهِنَّ وسجودهِنَّ ومواقيتهنّ، وصام رمضان، وحجَّ البيت إن استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزكاة طيّبة بها نفسه، وأدّى الأمانة". قالوا: يا أبا الدرداء! وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة.
حسن: رواه أبو داود (429) عن محمد بن عبد الرحمن العنبري، حدَّثنا أبو علي الحنفي عبد الله بن عبد المجيد، حدَّثنا عمران القطان، حدَّثنا قتادة وأبان، كلاهما عن خُليد العَصَري، عن أمّ الدرداء، عن أبي الدرداء فذكر مثله.
وهذه رواية ابن الأعرابي كما جاء في هامش النسخة الهندية: قال أبو سعيد بن الأعرابي: حدثنا محمد بن عبد الملك بن يزيد الرواس، يُكنى أبا أُمامة، قال: حدَّثنا أبو الدرداء
…
". ولم تثبت في رواية اللؤلؤي.
وإسناده حسن للكلام في عمران، وهو ابن داوَر، بفتح الواو وبعدها الراء، القمِّي أبو العوام البصري، مختلف فيه، غير أنّه حسن الحديث. وأمّا أبان فهو: ابن أبي عياش، وهو متروك، ولكنه مقرون هنا بقتادة، فلا يضر وجوده في الإسناد.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (1/ 47) وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وقال: إسناده جيِّد غير أنَّه جعل تفسير الأمانة مرفوعًا، وزاد في آخر الحديث:"إنّ الله لم يأمن ابن آدم على شيءٍ من دينه غيرها". وذلك اعتمادًا على رواية ابن اللؤلؤي التي لم يثبت فيها هذا الحديث.
• عن ابن عباس قال: جاء أعرابي من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "وعليك السلام" فقال: إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم، وإني سائلك فمشتدَّة مسألتي إياك، ومناشدك فمشتدة مناشدني إياك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دونك يا أخا بني سعد! " فقال: من خلقك ومن خلق من قبلك ومن هو خالق بعدك؟ قال: "الله" قال: فنشدتك بذلك أهو أرسلك؟ قال: "نعم" قال: أخبرني من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهم الرزق؟