الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (398) عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن أبي عوانة، قال سعيد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين فذكره.
ورواه أبو داود (828) من طريق شعبة عن قتادة، وقال له: كأنه كرهه. قال قتادة: لو كرهه نهى عنه.
وقوله: "خالجنيها" أي: جاذبنيها، والخلج: الجذب. وهذا وقوله: "نازعنيها" سواء. وإنما أنكر عليه محاذاته في قراءة السورة حتى تداخلت القراءتان وتجاذبنا، كذا قال الخطابي.
وقال النووي في "شرح مسلم": "والإنكار عليه في جهره، أو رفع صوته بحيث أسمع غيره، لا عن أصل القراءة". انتهى.
وعليه يحمل قول زيد بن ثابت: لا أقرأ مع الإمام في شيء، وفي رواية: لا قراءة مع الإمام في شيء - أي الجهر بالقراءة مع الإمام.
وما جاء في بعض الروايات: فنهي عن القراءة خلف الإمام فهو منكر، تفرد به الحجاج بن أرطاة عن قتادة ولم يوافق عليه من أصحابه أحد.
• عن عبد الله بن مسعود قال: كان الناس يجهرون بالقرآن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلطتم عليَّ القرآن".
حسن: رواه أحمد (4309) وأبو يعلي - المقصد العلي (269)، والبزار - كشف الأستار (488) والبخاري في جزء القراءة (ص 126) كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، واللفظ لأبي يعلى، ولفظ البخاري مثله.
وإسناده حسن لأجل يونس بن أبي إسحاق فإنه مختلف فيه فقال الإمام أحمد: حديثه مضطرب، ووثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا إلا أنه لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: ليس به بأس.
والخلاصة كما قال الحافظ في التقريب: "صدوق يهم قليلًا".
قلت: وهو كما قال، إلا أنه لم يهم في هذا الحديث، لأنه موافق لما رواه الثقات من جهر الناس بالقراءة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يخلط عليه إلا بالجهر، فمنعوا من ذلك، وأجيز لهم أن يقرؤا في أنفسهم، وبه بوّبه الإمام البخاري في "جزء القراءة" قائلًا: باب لا يجهر خلف الإمام بالقراءة.
18 - باب ما جاء في الجهر بآمين للإمام والمأموم فيما يجهر فيه بالقراءة، وإخفاؤها فيما يخفي فيه
• وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قولُه قول الملائكة غُفِر له ما تقدم من ذنبه".
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (45) عن سُمَيّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن
أبي هريرة فذكر الحديث. وعن مالك رواه البخاري في الأذان (782) وفي التفسير (4475).
قال البخاري: "تابعه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونُعيم المجمر، عن أبي هريرة".
قلت: حديث أبي سلمة رواه مالك، ومن طريقه البخاري في الأذان (780) ومسلم في الصلاة عن مالك (410) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" قال ابن شهاب: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين".
ورواه مالك أيضًا عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قال أحدكم آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه"
رواه البخاري في الأذان (781) من طريق مالك، ومسلم من حديث المغيرة، عن أبي الزناد، به مثله.
وحديث نعيم المجمِّر عن أبي هريرة قال: صلَّى بنا أبو هريرة حتى بلغ "ولا الضالين"، قال:"آمين" فقال الناس: "آمين" ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه النسائي (2/ 134).
قال ابن خزيمة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمن الإمام فأمنوا" ما بان وثبت أن الإمام يجهر بآمين، إذ معلوم عند من يفهم العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر المأموم أن يقول:"أمين" عند تأمين الإمام، إلا والمأموم يعلم أن الإمام يقوله: ولو كان الإمام يسر "آمين" لا يجهر به، لم يعلم المأموم أن إمامه قال "آمين" أو لم يقله، ومحال أن يقال للرجل: إذا قال فلان كذا فقل مثل مقالته، وأنت لا تسمع مقالته، هذا عين المحال، وما يتوهمه عالم أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المأموم أن يقول:"آمين" إذا قاله إمامه، وهو لا يسمع تأمين إمامه". (2/ 286).
• عن أبي هريرة، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أمّ القرآن، رفع صوته وقال:"آمين".
حسن: رواه الدارقطني (1274)، وابن حبان (1806)، والحاكم (1/ 223)، والبيهقي (2/ 58) كلهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الزبيدي، حدّثني عمرو بن الحارث، حدثني عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، أخبرني الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الدارقطني: "هذا إسناد حسن". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي مختلف فيه. قال أبو حاتم: "شيخ لا بأس به، ولكنهم يحسدونه".
وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 163) وأخرج عنه في "صحيحه" وحسّن حديثه الدارقطني وصحّحه الحاكم.
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه أبو داود (934)، وابن ماجه (853) كلاهما من طريق صفوان بن عيسى، قال: حدثنا بشر بن رافع، عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة، قال: ترك الناس التأمين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين" حتى يسمعها أهل الصف الأول، فيرتج بها المسجد، ولكن فيه بشر بن رافع الحارثي ضعيف الحديث. وأبو عبد الله ابن عمّ أبي هريرة، مجهول.
ورواه الدارقطني (1272، 1273) من طريق بحر السقاء، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال:{وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين" يرفع بها صوته.
قال الدارقطني: بحر السقاء ضعيف. ويحسن الحديث بمجموع هذين الإسنادين.
• عن أبي موسى الأشعريّ، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبيَّن لنا سنّتنا، وعلّمنا صلاتنا، فقال:"إذا صليتُم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمّكم أحدكم فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، يجبكم الله .... ".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (404) من طرق عن أبي عوانة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حِطّان بن عبد الله الرقاشي، قال: "صليتُ مع أبي موسى الأشعريّ صلاة
…
" فذكر الحديث بطوله.
• عن وائل بن حُجْر قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال: "آمين" ومدَّ بها صوته.
حسن: رواه أبو داود (932)، والترمذي (248) كلاهما من طريق سفيان، عن سلمة بن كُهيل، عن حُجْر بن عَنْبس، عن وائل بن حُجْر، واللفظ للترمذي، ولفظ أبي داود:"ورفع بها صوته".
ورواه النسائي (879) وابن ماجه (855) من وجه آخر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: صلَّيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: قال: "آمين" فسمعناها. ورواه أيضًا الدارقطني (1271) من طريق أبي إسحاق به وفيه: "مدَّ بها صوته" وقال: "هذا إسناد صحيح".
وقال الترمذي: "حسن".
ولكن لم يسمع عبد الجبار بن وائل عن أبيه عند أكثر أهل العلم، وإنما أخذه من أهله.
ثم قال الترمذي: "روي شعبة هذا الحديث عن سلمة بن كُهيل، عن حُجْر أبي العَنْبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه أن النبي قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال: آمين، وخفض بها صوته".
قال الترمذي: سمعت محمدًا يقول: حديث سفيان أصحُّ من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبةُ في مواضع من هذا الحديث، فقال:"عن حُجْر أبي العنبس" وإنما هو "حُجْر بن عَنْبس" ويُكَنَّى "أبا السكن" وزاد فيه "عن علقمة بن وائل" وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: عن حُجْر بن
عنْبَس، عن وائل بن حُجْر، وقال:"خفض بها صوته" وإنما هو "ومدَّ بها صوته".
قال الترمذي: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة، قال: وروى العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان" انتهى.
ثم روى الترمذي (249) عن أبي بكر بن محمد بن أبان، حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل، عن حُجْر بن عنْبس، عن وائل بن حجر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث سفيان عن سلمة بن كُهيل.
وكذلك قال أيضًا الدارقطني (1/ 332) بأن شعبة خالفه في إسناده ومتنه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا:"ورفع صوته بآمين" وهو الصواب. انتهى.
وقال البيهقي في "السنن الكبري"(2/ 57) بعد أن أخرج الحديث من طريق سفيان: "رواه
العلاء بن صالح ومحمد بن سلمة بن كهيل، عن سلمة بن كهيل (أي مثل رواية سفيان) وخالفهم شعبة في إسناده ومتنه، ثم روى من طريق أبي داود الطيالسي (وهو في مسنده (1117) بتحقيق التركي) ثنا شعبة، قال: أخبرني سلمة بن كُهيل قال: سمعتُ حُجرًا أبا العنبس، قال: سمعتُ علقمة بن وائل، يحدث عن وائل - وقد سمعته من وائل، أنه صَلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قرأ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين" خفض بها صوته".
ثم ذكر قول البخاري ثم قال: وقد رواه أبو الوليد الطيالسي، عن شعبة نحو رواية الثوري - ثم أسنده عن الحاكم في "الفوائد الكبير" لأبي العباس في حديث شعبة وفيه:"رافعًا بها صوته".
ثم قال: "وقد روى من وجهين آخرين عن وائل بن حُجر، نحو رواية سفيان".
قال الحافظ في التلخيص (1/ 237): "وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له".
ومن الأمور المعروفة عند النقاد أن سفيان وشعبة إذا اختلفا في شيء فالقول قول سفيان، فكيف وقد روى شعبة نفسه موافقًا لرواية سفيان، مع متابعة اثنين له، وبهذا صح الجهرُ بالتأمين.
وفي الباب ما روي عن علي بن أبي طالب عند ابن ماجه، وعن ابن عمر عند الدارقطني، وعن أم الحصين عند الطبراني، وفي كلها ضعف.
وفي هذه الأحاديث دليل على أن السنة في حق الإمام أن يرفع صوته بآمين، ويتبعه من خلفه وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عطاء بن أبي رباح: أدركتُ مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام - إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} رفعوا أصواتهم بآمين".
أخرجه ابن حبان في "الثقات"(6/ 265) عن عبد الله بن محمد، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا علي بن الحسن، قال: ثنا أبو حمزة السكري، عن مطرف، عن خالد بن أبي نوف، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.