الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجه عن عائشة".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها" اهـ.
قلت: حديث الشعبي المشار إليه عند البخاري في المناقب (3623، 3624)، ومسلم في فضائل الصحابة (2450: 98) مقتصرا على قصة المرض، وليس عندهما الشطر الأول من الحديث.
57 - باب من كره أن يقام له على وجه التعظيم مخافة الكبر
• عن جابر قال: اشتكى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه، وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلَّم قال:"إنْ كدْتم آنفًا لَتفعلون فِعَل فارس والرّوم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا، انتموا بأئمتكم، إن صلّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإن صلّى قاعدًا فصلّوا قعودًا".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (413) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
• عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحبَّ أن يَمْثُل له الرّجال قيامًا فليتبوّأُ مقعده من النّار".
صحيح: رواه أبو داود (5229)، والترمذي (2755) كلاهما من حديث حبيب بن الشّهيد، عن أبي مِجْلز، قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام إليه ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلسْ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول (فذكر الحديث).
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (16830)، والبخاريّ في الأدب المفرد (977)، والبغوي في شرح السنة (3330) كلّهم من حديث شعبة، عن حبيب بن الشهيد، بإسناده، مثله.
وفي رواية: "من سرّه أن يستخيم له بنو آدم قيامًا، وجبت له النّار".
رواه البيهقيّ في "المدخل"(721)، والخطيب في تاريخه (13/ 193) كلاهما من حديث عباس بن محمد الدوري، ثنا شبابة بن سوار، حدثني المغيرة بن مسلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: سمعت معاوية يقول (فذكره مثله).
وقوله: "يستخيم" بمثل.
• عن أنس، قال: ما كان شخص أحبَّ إليهم من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك.
صحيح: رواه الترمذيّ (2754)، وأحمد (12345)، والبخاري في الأدب المفرد (946)، وأبو
يعلى (3784) كلّهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
وأما ما رُوي عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصاه فقمنا إليه، فقال:"لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضًا" فهو ضعيف.
رواه أبو داود (5230) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد اللَّه بن نمير، عن مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبَّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
ورواه أحمد (22181) عن عبد اللَّه بن نمير بإسناده وزاد فيه من الدعاء: "اللهمّ اغفر لنا، وارحمنا، وارضَ عنا، وتقبل منا، وأدخلنا الجنّة، ونجِّنا من النّار، وأصلح لنا شأننا كلَّه". فكأنّنا اشتهينا أن يزيدنا فقال: "قد جمعت لكم الأمر".
وفي إسناده رجال ضعفاء مع الاضطراب، فأبو العدبَّس مجهول، وشيخه أبو مرزوق قال فيه الحافظ: لين، وشيخه أبو غالب ضعفه النسائيّ وابن سعد، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقد وقع خلط واضطراب في الإسناد، فرواه ابن ماجه (3836) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي العدبّس، عن أبي أمامة، فذكره.
قال المزيُّ في "تحفة الأشراف"(4/ 183): "كذا عنده وهو وهم، والصواب الأول" يعني إسناد أبي داود ثم قال: "ووقع في بعض النسخ المتأخرة عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة، وهو وهم ممن دون المصنف".