الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بذكر فيه الصلاة.
وقوله: "وُتِر أهلَه ومالَه": روي بالنصب على أن "وُتِر" بمعني "سلب" وهو يتعدى إلى مفعولين، فيكون "أهله ومالَه" مفعولًا ثانيًا، وأما المفعول الأول فأضمر في "وُتِر" لم يُسم فاعله، وهو عائد على الذي فاتته، فالمعنى أنه أصيب بأهله وماله، ومثله قوله تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [سورة محمد: 35].
وقرئ بالرفع بمعنى أخذ، فيكون أهلُه ومالُه نائب الفاعل.
12 - باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي العَصْرُ
قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [سورة البقرة: 238].
• عن علي بن أبي طالب، قال: لَمَّا كان يومُ الأَحْزاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلأَ الله بُيوتَهم وقُبورَهم نارًا شَغَلُونا عن الصلاة الوُسْطى حينَ غابتِ الشمسُ".
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (2931) وفي المغازي (4111) وفي التفسير (4533) وفي الدعوات (6396)، ومسلم في المساجد (627) كلاهما من طرق عن هشام، عن محمد، عن عَبِيدة، عن علي بن أبي طالب فذكر الحديث.
هشام هو: ابن أبي عبد الله سَنْبَر الدستوائي، ويجوز أن يكون ابن حسان القُردُوسي فإنه من أثبت الناس في محمد بن سيرين.
ومحمد هو: ابن سيرين. وعبيدة: بفتح العين، هو ابن عمرو السّلماني المرادي.
ولمسلم عن شُتَيْر بن شَكَل، عن عليٍّ قال: "شَغلونا عن الصلاةِ الوُسْطى صلاة العَصْرِ
…
" ثم صلَّاها بين العشاءَين بين المغرب والعِشاء.
ورواه أيضًا من طرق عن شعبة قال: سمعتُ قتادة، يحدثُ عن أبي حسان، عن عبيدة، عن عليَّ "شَغَلُونا عن صلاة الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ، ملأَ الله قبورهم نارًا أو بيوتهم أو بطونهم". شك شعبة في البيوت والبطون.
وروى ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة بهذا الإسناد وقال:"بيونهم وقبورهم" ولم يشك.
وقوله: آبَتِ الشمس - أي غربتْ.
• عن عبد الله بن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العَصْرِ حتى احمرَّت الشمس، أو اصفَرَّتْ فقال رسول الله:"شَغَلُونا عن الصلاة الوُسْطى صلاة العَصرِ، ملأ الله أجْوَافَهُمْ وقبورَهم نارًا" أو قال: "حَشَا الله أجْوَافَهُمْ وقبورَهم نارًا".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (628)، عن عون بن سلام الكوفي، نا محمد بن طلحة اليامي، عن زُبيد، عن مرة، عن عبد الله فذكر الحديث.
ورواه الترمذي (181) من طريق أبي داود الطيالسي وأبي النضر، عن محمد بن طلحة به مختصرًا وفيه:"صلاة الوُسطى صلاة العصر".
وقال: حسن صحيح. وهو في مسند أبي داود الطيالسي (364) وفي آخر الحديث: "ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا".
• عن البراء بن عازب قال: نزلت هذه الآية: فقرأناها ما شاء الله. ثم نسخها الله، فنزلت:(حافظوا على الصلوات وصلاة العصر). فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله، فنزلت:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} .
فقال رجل كان جالسًا عند شقيق له: هي إذن صلاة العصر، فقال البراء: قد أخبرتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (630) من طريق الفُضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عُقبة، عن البراء فذكر الحديث.
• عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ الوُسطى صلاةُ العصر".
حسن: رواه الترمذي (182) عن هنّاد، حدثنا عَبْدَةُ، عن سعيد (وهو ابن أبي عروبة) عن الحسن، عن سمرة بن جندب فذكر مثله.
قال الترمذي: قال محمد (يعني البخاري) قال علي بن عبد الله: حديث الحسن عن سمرة بن جندب حديث صحيح، وقد سمع منه.
وقال الترمذي: حديث سمرة في صلاة الوسطى حديث حسن، وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.
ورواه الإمام أحمد (20091) والطبراني في "الكبير"(6824) كلاهما من طريق أبان بن يزيد، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} قال: سماها لنا: أنها هي صلاة العصر".
وإسناده حسن لأجل الحسن، وفيه خلاف معروف في سماعه من سمرة، والتحقيق أنه سمع منه مطلقًا كما قال ابن المديني والبخاري.
• عن ابن عباس قال: قاتل النبي صلى الله عليه وسلم عدوًّا، فلم يفرغْ منهم حتى أخَّر العصرَ عن وقْتِها، فلما رأى ذلك قال:"اللَّهم من حَسَبَنا عن الصلاة الوُسطى فاملأ بيوتَهم نارًا، واملأ قبورهم نارًا" أو نحو ذلك.
حسن: رواه الإمام أحمد (2745)، والطبراني في الكبير (11905)، والأوسط (2016)، والبزار "كشف الأستار"(389)، كلهم من طريق هلال بن خبَّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. ورواه عبد بن حميد في "المنتخب" (576) من هذا الوجه وقال فيه:"فاملأ قلوبهم نارًا".
وإسناده حسن، وهلال بن خباب أبو العلا البصري روى له أصحاب السنن وثقه يحيى وأحمد وغيرهما، وتكلم فيه ابن حبان بدون حجة، فهو لا ينزل عن درجة الحسن.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار" (1/ 174) بإسناد آخر عن الحكم، عن مقسم وسعيد بن جبير، عن ابن عباس مختصرًا.
• عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا" يعني: صلاة العصر.
حسن: رواه البزار "كشف الأستار"(388) عن سلمة بن شَبِيب، ثنا عبد الله بن جعفر الرّقيّ، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عَديّ بن ثابت، عن زِر، عن حذيفة فذكر الحديث.
قال البزار: رواه عاصم، عن زِر، عن علي، وقال عَدِي: عن زِر، عن حذيفة.
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 309): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وصحّحه أيضًا ابن حبان (2891) فرواه من طريق هاشم بن الحارث المروزي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو به ولفظه: "شغلونا عن صلاة العصر" قال: ولم يُصَلِّها يومئذ حتى غابتِ الشمس.
وهاشم بن الحارث ذكره المؤلف في الثقات (9/ 244) وقال: مستقيم الحديث، وربما أغرب.
• عن كُهيل بن حرملة، عن أبي هريرة أنه أقبل حتى نزل دمشق، فنزل على أبي كلثوم الدوسي، فتذاكروا الصلاة الوسطى فقال:"اختلفنا كما اختلفتم، ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفينا الرجلُ الصالح: أبو هاشم بن عتبة، فقام فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جريئًا عليه، ثم خرج إلينا فأعلمنا أنها صلاةُ العصر".
حسن: رواه البزار "كشف الأستار"(391) عن أحمد بن منصور، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة - يعني ابن خالد، ثنا خالد بن دهقان، حدثني خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة فذكر مثله.
قال البزار: "لا نعلم روى أبو هاشم بن عُتبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا، وحديثًا آخر". انتهى.
وعزاه الهيثمي في "المجمع"(1/ 309) إلى الطبراني في الكبير أيضًا وقال: "رجاله موثقون".
وأخرجه الحاكم (3/ 638) من طريق خالد بن دهقان به مثله. ولم يقل فيه شيئًا. وإسناده حسن لأجل خالد بن دهقان فإنه وثَّقه ابن معين والدارمي.
وأما خالد سبلان فهو: خالد بن عبد الله بن الفرج أبو هاشم مولى بني عبس، ويعرف بخالد سبلان، ولقب بذلك لعظم لحيته، كذا ذكر محقق كتاب الثقات لابن حبان في الحاشية نقلًا من