الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن عبد اللَّه بن عمرو، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من كتمَ علْمًا ألجمه اللَّهُ يوم القيامة بلجامٍ من نار".
حسن: رواه ابن حبان (96)، والحاكم (1/ 102)، والبيهقيّ في المدخل (575) كلّهم من طريق ابن وهب، عن عبد اللَّه بن عباس بن عباس، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبليّ، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح من حديث المصريين على شرط الشّيخين، وليس له علّة".
قلت: وهو ليس كما قال، فإنّ عبد اللَّه بن عياش بن عباس لم يخرِّج له سوى مسلم، ثم هو مختلف فيه، فضعّفه النسائيّ، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، وذكره ابن حبان في الثّقات (7/ 51) وقال الحافظ في التقريب:"صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد".
وفي الباب ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "من سُئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار، ومن قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار".
رواه أبو يعلى (2585) عن زهير، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وأورده ابنُ حجر في المطالب العالية (3/ 115) من جهة أبي يعلى وقال: "صحيح". وقال الهيثميّ في "المجمع"(1/ 163): "رواه أبو يعلى، والطَّبرانيّ في "الكبير" باختصار قوله في القرآن - ورجال أبي يعلى رجال الصّحيح".
وأخرج الترمذيّ (2950) من وجه آخر عن سفيان، عن عبد الأعلى بإسناده الجزء الثاني من الحديث، وقال:"حسن صحيح".
قلت: لعل هؤلاء صحّحوا هذا الحديث لشواهده، وإلّا في إسناده عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبيّ الكوفيّ، فقد ضعّفه أحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائيّ، وابن عديّ، وابن معين، ويحيى بن سعيد، وأبو علي الكرابيسيّ، والعقيليّ، ويعقوب بن سفيان، وابن سعد، والدَّارقطنيّ، وغيرهم.
9 - باب كراهية من تعلَّم العلم ثم لا يحدِّث به
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مثل الذي يتعلَّم العلم ثم لا يحدِّث به، كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه".
حسن: رواه الطَّبرانيّ في "الأوسط"(689)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(774) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن درّاج أبي السّمح، عن أبي الهيثم وعبد الرحمن بن حُجيرة، عن أبي هريرة، فذكره. ولم يذكر ابن عبد البر أبا الهيثم متابعًا لابن حجيرة.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة، فإنّ رواية ابن وهب عنه مستقيمة، ودرّاج أبو السّمح حسن الحديث عن ابن حجيرة.
وأورده المنذريّ في الترغيب والترهيب (204)، وعزاه إلى الأوسط للطبرانيّ وقال:"في إسناده ابن لهيعة". وكأنَّه لم يفرِّق بين رواية العبادلة عنه وغيرهم. وقد صرَّح الهيثميّ في "المجمع"(1/ 164) فقال: "فيه ابن لهيعة وهو ضعيف". وهذا دأب الهيثميّ في رواية ابن لهيعة، فإمّا أن يصرِّح بضعيفه أو أن يقول: فيه كلام معروف بدون فرق بين رواية العبادلة عنه وغيرهم، فتنّبه لذلك.
ولحديث أبي هريرة أسانيد أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحّها.
وفي الباب عن جندب بن عبد اللَّه الأزديّ صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مثل الذي يعلِّم النّاس الخير ويني نفسَه كمثل السّراج يضيءُ للنّاس ويحرق نفسَه".
رواه الطّبرانيّ في الكبير (2/ 178) عن أحمد بن المعلي الدمشقي والحسن بن علي العمريّ، قالا: ثنا هشام بن عمار، ثنا علي بن سليمان الكلبيّ، حدّثني الأعمش، عن أبي تميمة، عن جندب، فذكره.
ذكره الهيثميّ في "المجمع"(1/ 184 - 185) فقال: "رجاله موثقون"، اعتمادًا على توثيق ابن حبان، وفي الإسناد علي بن سليمان الكلبيّ، لم يوثقه غير ابن حبان فإنه قد ذكره في ثقاته (7/ 213) وقال:"يغرب".
ثم عاد الهيثميّ في حديث آخر من طريق علي بن سليمان الكلبي فقال في "المجمع"(6/ 232): "علي بن سليمان الكلبي لم أعرفه".
وأمّا المنذري فحسنه في "الترغيب والترهيب"(320) فقال: "وإسناده حسن إن شاء اللَّه تعالى".
وقد روي موقوفًا بإسناد حسن، رواه أحمد في الزهد (1127) وأبو داود في الزهد (392) كلاهما من حديث حمّاد بن سلمة، حدّثنا الجريريّ، عن أبي السوار العدويّ، أنهم أتوا جندبا، فذكر نحوه، وحماد بن سلمة ممن سمع الجريري قبل اختلاطه.
وكذلك رُوي عن أبي برزة مرفوعًا: "مثل الذي يعلِّم النّاس الخيرَ وينسى نفسه مثل الفتيلة تُضِيءُ على النّاس وتحرق نفسها".
أورده المنذريّ في "الترغيب والترهيب"(218) وقال: "رواه البزّار". ولم أقف على إسناده.
ورُوي عن ابن عمر مرفوعًا قال: "علمٌ لا يقال به، ككنز لا ينفق منه".
رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(778) قال: أخبرنا أحمد بن محمد، نا علي بن عمر، نا الحسن بن عبد اللَّه، نا أبو يعلى بن زهير، نا عمر بن يحيى بن نافع، نا عيسى بن شعيب، نا روح بن القاسم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. وفيه رواة لم أهتد إلى تراجمهم.