الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصعب، قال: سمعت عقبة بن عامر، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أبي المصعب وهو مشرح بن هاعان، وهو مختلف فيه، فوثقه ابن معين، والعجليّ، والذّهبيّ في الكاشف، وقال في الميزان:"صدوق". وذكره ابن عدي في الكامل فقال: أرجو أنه لا بأس به.
وأبو عبد الرحمن هو: عبد اللَّه بن يزيد المقرئ أحد العبادلة الذين سمعوا ابن لهيعة قبل اختلاطه.
16 - باب في التحذير من كثرة القصص
• عن خباب، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ بني إسرائيل لما هلكوا قصُّوا".
حسن: رواه الطّبرانيّ في كبيره (3705) من طريقين، عن أبي أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن الأجلح، عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل، عن خباب، فذكر الحديث.
ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 362) من هذا الوجه ثم قال: "غريب من حديث الأجلح والثوريّ، تفرّد به أبو أحمد".
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله رجال مسلم غير الأجلح، وهو ابن عبد اللَّه بن حجية، وهو شيعي صدوق اللهجة.
قوله: "لما هلكوا قصوا". قال ابن الأثير: "أي اتّكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم أو بالعكس: لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص".
• عن الحارث بن معاوية الكنديّ أنّه ركب إلى عمر بن الخطّاب يسأله عن ثلاث خلال، قال: فقدم المدينة، فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال. قال: وما هنّ؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيّق، فتحضرُ الصّلاة، فإنْ صلّيت أنا وهيّ، كانت بحذائيّ، وإن صلَّتْ خلفي، خرجتْ من البناء، فقال عمر: تستُر بينك وبينها بثوب، ثم تصلّي بحذائك إن شئت. وعن الرّكعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: وعن القَصَص، فإنَّهم أرادوني على القَصَص. فقال: ما شئت، كأنّه كره أن يمنعه، قال: إنّما أردتُ أن أنتهي إلى قولِك. قال: أخشى عليك أن تَقُصَّ فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقصّ فترتفع، حتّى يخيّل إليك أنّك فوقهم بمنزلة الثُّرَيَّا، فيضعك اللَّه تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك.
حسن: رواه أحمد (111) عن أبي المغيرة، ثنا صفوان، ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن الحارث بن معاوية الكندي، فذكره.
قال الهيثميّ: "الحارث بن معاوية الكندي وثقه ابن حبان، وروى عنه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصّحيح".
قلت: إسناده حن من أجل الحارث بن معاوية، وقد قال الحافظ في "تعجيل المنفعة":"الذي يظهر أنه من المخضرمين".
قلت: وبقية رجاله ثقات، واللَّه أعلم.
• عن أبي صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاريّ، أنّ سليم بن عنَزٍ التُّجيبيّ كان يقصُّ على النّاس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاريّ -وهو من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ ما تركنا عهدَ نبيِّنا، ولا قطعنا أرحامنا حتّى قمت أنت وأصحابُك بين أظهرنا.
حسن: رواه الطّبرانيّ في كبيره (7404) عن بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، حدّثني الحارث بن شداد الصنعانيّ، أنّ أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره، فذكره.
قال الهيثميّ: "إسناده حسن".
• عن الأسود بن هلال، عن عبد اللَّه، قال:"ذكروا له رجلًا يقصّ، فجاء فجلس في القوم، فسمعته يقول: سبحان اللَّه -كذا وكذا- فلمّا سمع ذلك قام، فقال: ألا تسمعوا؟ فلمّا نظروا إليه. قال: إنّكم لأهْدى من محمّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ إنّكم لمتمسِّكون بطَرَف ضلالة".
صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (8639) عن علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن الأشعث بن أبي الشّعثاء، عن الأسود بن هلال، فذكره. وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشّيخين إِلَّا شيخ الطّبرانيّ وهو ثقة.
قلت: والرجل المبهم الذي كان يقصّ وهو عمرو بن زرارة.
فقد رواه الطبرانيّ في كبيره (86537) من وجه آخر عن أبي إسحاق، عن عمرو بن زرارة، قال: وقف علي عبد اللَّه، وأنا أقصُّ في المسجد، فقال: يا عمرو! لقد ابتدعتم بدعة ضلالة، أو إنكم لأهدى من محمّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ولقد رأيتهم تفرّقوا عني حتّى رأيت مكاني ما فيه أحد.
أمَّا ما رُوي عن عمرو بن دينار، أنّ تميمًا الدّاريّ استأذن عمر في القَصَص، فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه، فقال: إن شئت. . . وأشار بيده - يعني الذبحَ". فهو منقطع.
رواه الطبرانيّ في الكبير (1249) عن محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، ثنا أحمد بن يونس، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار.
ورجال إسناده ثقات إِلَّا أنّ عمرو بن دينار لم يسمع من عمر، واللَّه أعلم.
وكذلك ما رُوي عن السّائب بن يزيد، أنه قال: "لم يقصّ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر، وعمر حتّى كان أوّل من قصَّ تميمٌ الدَّاريّ، واستأذن عمر رضي الله عنه، فأذن له فقصّ