الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أخيه عباد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة، فذكره.
وعباد بن أبي سعيد في عداد المجاهيل؛ لأنه لم يرو عنه إلا أخوه سعيد، وليس له في السنن سوى هذا الحديث، ولم يتابع عليه عن أبي هريرة، وإن كان قد صحّ عن زيد بن أرقم وغيره من الصحابة، لكن عن أبي هريرة لم يرد إلا من طريق عبادٍ هذا، واللَّه أعلم.
38 - باب ما جاء أنّ العلم النّافع لا ينقطع أجره
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات الإنسانُ انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
صحيح: رواه مسلم (1631) من طريق إسماعيل (هو ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ مما يلحق المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركهـ، ومصحفًا ورّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السّبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه بعد موته".
حسن: رواه ابن ماجه (242) عن محمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن وهب بن عطية، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا مرزوق بن أبي الهذيل، قال: حدثني الزّهريّ، قال: حدّثني أبو عبد اللَّه الأغرّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (2490)، ورواه من طريق الوليد بن مسلم. وحسّنه المنذريّ في "الترغيب والترهيب"(123) من جهة ابن ماجه.
وإسناده حسن من أجل مرزوق بن أبي الهذيل الثقفيّ، قال فيه أبو حاتم: سمعت دحيما يقول: هو صحيح الحديث عن الزهريّ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه:"حديثه صالح".
وأما ابن حبان فأفرط وقال: "تفرّد عن الزّهريّ بالمناكير التي لا أصول لها، فكثر وهمه، فسقط الاحتجاج بما انفرد به".
وأما ما رواه ابن ماجه (243) من وجه آخر عن الحسن البصريّ، عن أبي هريرة بلفظ:"أفضل الصّدقة أن يتعلّم المرءُ علمًا ثم يعلَّمه أخاه المسلم". فهو ضعيف. في إسناده يعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف، والحسن البصريّ لم يسمع من أبي هريرة.
• عن أبي قتادة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خير ما يخلّف الرجّل من بعده ثلاثٌ: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلمٌ يُعمل به مِن بعده".
صحيح: رواه ابن ماجه (241) عن إسماعيل بن أبي كريمة الحرانيّ، قال: ثنا محمد بن
سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، قال: حدّثني زيد بن أبي أُنيسة، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، فذكره. وإسناده صحيح.
ومن هذا الوجه رواه ابن حبان في صحيحه (93).
قال أبو الحسن القطّان -راوي سنن ابن ماجه-: وحدّثنا أبو حاتم، قال: حدّثنا محمد بن يزيد بن سنان الرّهاويّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنان -يعني أباه- قال: حدّثني زيد بن أبي أنيسة، عن فليح بن سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
فزاد بين زيد بن أبي أنيسة، وزيد بن أسلم "فليح بن سليمان" ومثله رواه ابن خزيمة (2495)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (54).
كلاهما من طريق محمد بن يزيد بن سنان الرّهاويّ نحوه، إلّا ابن عبد البر فإنه قال:"ثلاث تتبع المسلم بعد موته: صدقة أمضاها يجري له أجرها، وولد صالح يدعو له، وعلم أفشاه فعُمل به من بعده".
وصحّح المنذريّ إسناد هذا الحديث بعد أن عزاه لابن ماجه. انظر: "الترغيب والترهيب"(125، 188) فإن كان أراد به الرواية الأولى فهو كما قال؛ لأنّ رجالها ثقات، وإن أراد به الرواية الثانية ففيها فليح بن سليمان وهو وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه تُكلَّم في حفظه، ولذا قال فيه الحافظ:"صدوق كثير الخطأ".
وفي الباب عن أبي أمامة الباهليّ، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت؛ مرابط في سبيل اللَّه، ومن عمل عملًا أجري له مثل ما عمل، ورجل تصدّق بصدقة فأجرها له ما جرتْ، ورجل ترك ولدًا صالحًا فهو يدعو له".
رواه الإمام أحمد (22247) عن حسن، حدّثنا ابنُ لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي أمامة الباهليّ، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، وخالد بن أبي عمران وهو التُّجيبيّ لم يسمع من أبي أمامة، ولذا رواه الإمام أحمد (22318) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن خالد بن عمران، عمّن حدّثه عن أبي أمامة الباهليّ، فذكره.
والرّجل المبهم لا يعرف من هو! وللحديث طرق أخرى أضعف من هذا.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تصدّق النّاسُ بصدقة مثل علم يُنشر". رواه الطبرانيّ في "الكبير"، وفيه عون بن عمارة ضعيف كما قال الهيثميّ في "المجمع"(1/ 166).
وفي الباب أيضًا عن أنس، وابن عباس، وفي إسناديهما رجال متروكون. انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي.