الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب الترهيب من تحريم الحلال، وتحليل الحرام
قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [سورة النحل: 116].
• عن عبد اللَّه بن عمر أنّه سمع رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ محرِّمَ الحلالِ كمُحِلِّ الحرام".
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - 268): ثنا موسى بن هارون، ثنا أبو موسى الأنصاريّ، ثنا عاصم بن عبد العزيز الأشجعيّ، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، فذكر الحديث.
قال الهيثميّ في "المجمع"(1/ 176): "رجاله رجال الصّحيح".
قلت: إسناده حسن، فيه عاصم بن عبد العزيز، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد قال الحافظ في كلٍّ منهما:"صدوق يهم" وبقية رجاله ثقات.
إلا أن أبا حاتم قال: "هذا حديث منكر".
قلت: لعله لتفرد عاصم وشيخه، وللحديث أسانيد أخرى وكلها معلولة.
6 - باب التّرهيب من الدّعوى في العلم والقرآن
• عن أبي بن كعب، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"قام موسى عليه السلام خطيبًا في بني إسرائيل فسُئل: أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب اللَّه عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللَّهُ إليه: أنّ عبدًا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا ربّ كيف به؟ فقيل له: احمل حوتًا في مكتل فإذا فقدته فهو ثَمَّ". فذكر الحديث بطوله في اجتماعه بالخضر إلى أن قال: "فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرّتْ بهما سفينة فكلّموهم أن يحملوهما، فعُرف الخضر فحملوهما بغير نَول، فجاء عصفور فوقع على حرف السّفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمك من علم اللَّه إلّا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر" فذكر الحديث بطوله.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (122)، ومسلم في الفضائل (2380) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، حدّثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إنّ نوفًا البكاليّ يزعم أنّ موسى عليه السلام صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر عليه السلام! فقال: كذب عدّو اللَّه، سمعتُ أبي بن كعب يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول (فذكر الحديث بطوله)، وسيأتي في موضعه بكامله.
• عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يظهر الإسلام حتى تخوض الخيلُ البحار، وحتّى يختلف التجّار في البحر، ثم يظهر قومٌ يقرأون القرآن يقولون: من أقرأ منا؟ من أفقه منا؟ ". ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل في أولئك خير؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "أولئك وقود النّار، أولئك منكم من هذه الأمّة".
حسن: رواه البزّار (كشف الأستار - 173) عن عبد اللَّه بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمر، فذكر الحديث.
وهذا إسناد ضعيف، عبد اللَّه بن شبيب قال فيه الذهبي:"أخباريٌّ علّامة، لكنّه واه". وشيخه إسحاق بن محمد الفروي، قال فيه النسائيّ:"متروك"، وقال الدّارقطنيّ:"ضعيف".
وأمّا أبو حاتم: فقال: " كان صدوقًا"، وشيخه عبد اللَّه بن زيد بن أسلم مختلف فيه، فوثّقه الإمام أحمد، وضعّفه أبو زرعة والنّسائيّ، وفي التقريب:"صدوق فيه لين".
ولكن رواه الطبرانيّ في "الأوسط"(6242) عن محمد بن علي الصّائغ، قال: نا خالد بن يزيد العُمَريّ، قال: ثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم، به.
وقال الطبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن عبد اللَّه بن زيد بن أسلم إلا خالد بن يزيد العمري".
وكأنّه لم يقف على إسناد البزّار، وفيه متابعة الفروي للعمري، فانحصرتْ العلّة في عبد اللَّه بن زيد بن أسلم وهو صدوق فيه لين، ولعله لذلك قال المنذريّ في الترغيب والترهيب (230):"رواه الطبراني والبزّار بإسناد لا بأس به".
وهذا أولى من قول الهيثمي في "المجمع"(1/ 186): "رواه الطبرانيّ في الأوسط، والبزار، ورجال البزار موثقون". فقوله: "موثقون". بعد التتبع تبين أنه يقصد به توثيق ابن حبان، وابن حبان أدخل عبد اللَّه بن شبيب بن خالد في "المجروحين"(576)، وقال فيه:"يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات".
ويشهد له الحديث الآتي وهو ما رواه البزار (كشف الأستار - 174)، وأبو يعلى (6698) كلاهما من حديث موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
ولكن فيه موسى بن عبيدة وهو الزّبذيّ ضعيف، وبه علّله الهيثميّ في "المجمع"(1/ 185 - 186)، والبوصيريّ في إتحاف المهرة.
وابن الهاد هو يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد لم يدرك العباس.
ولكن رواه الطبرانيّ في "المعجم الكبير"(25/ 27 - 28) عن محمد بن نصر الصّائغ البغداديّ، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيريّ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، قال: حدّثتني هند بنت الحارث الخثعميّة امرأة عبد اللَّه بن شدّاد، عن أمّ الفضل وعبد اللَّه بن عباس، عن