الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والزِّبرقان هو: ابن عبد الله الضمريّ، روى عن عم أبيه عمرو بن أمية الضمريّ، وعن عمه جعفر بن عمرو بن أمية.
قال أحمد بن صالح: الصواب فيه الزِّبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن عمه جعفر بن عمرو، عن عمرو بن أمية. ثم أفرد الحافظ ابن حجر ترجمة الزِّبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وقال: لم يفرق البخاريّ فمن بعده بينهما إِلَّا ابن حبان ذكر هذا في ترجمة مفردة عن الذي يرُوي عنه كليب بن صُبح، ثم انتقده قائلًا: لا حجة في تفرقته إذ لم ينص على أنهما اثنان.
قلت: وفي كل الأحوال لا يكون عمرو بن أمية عم الزِّبرقان، فلابد من إضافة "عن" ليصبح الزِّبرقان حدَّثه عن عمه، عن عمرو بن أمية الضمري ليستقيم الإسناد.
• عن عبد الله بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يكلؤنا؟ " فقال بلال: أنا، فناموا حتَّى طلعتِ الشّمس، فاستيقظ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"افعلوا كما كنتم تفعلون" قال: ففعلنا، قال: فكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي".
صحيح: رواه أبو داود (447) عن محمد بن المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، ثنا: شعبة، عن جامع بن شداد، سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة، سمعتُ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث، ورجاله ثقات، وإسناده صحيح.
وعبد الرحمن بن أبي علقمة يقال له أيضًا: عبد الرحمن بن علقمة وهو من التابعين، وقيل: كان له صحبة.
وقوله: "افعلوا كما كنتم تفعلون" أي: كما كنتم تفعلون في الوقت من وضوء وأذان وإقامة وصلاة.
وقد جاء تفصيل ذلك في حديث رواه ابن حبان في صحيحه (1580) من حديث القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: سرنا ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! لو أمسينا الأرض فَنُمْنَا، رعَتْ ركائبُنا، قال: فمن يحرسنا؟ " قلت: أنا، قال: فغلبتني عينيّ، فلم توقظني إِلَّا وقد طلعتِ الشّمسُ، ولم يستيقظ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا بكلامنا، قال: فأمر بلالًا فأذَّن، ثم أقام فصلى بنا، انتهى. انظر "نصب الراية" (1/ 282).
وفي الباب أحاديث أخرى إِلَّا أنها لم تصح، منها: حديث بلال عند البزّار وفيه انقطاع، وحديث ذي مخبر الحبشي عند أبي داود، وفيه يزيد بن صالح أو صُليح "مقبول"، وحديث ابن عباس عند أبي يعلى والبزّار، والصواب أنه رواه مسروق مرسلًا كما عند ابن أبي شيبة (2/ 82).
11 - باب استحباب الأذان لمن يصلي وحده
• عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغير إذا طلع الفجرُ، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلَّا أغار، فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله
الله صلى الله عليه وسلم "على الفطرة " ثم قال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خرجت من النّار" فنظروا فإذا هو راعي مِعزًى.
متفق عليه: رواه مسلم في الصّلاة (382) من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الجهاد (2943) من وجه آخر عن أنس بن مالك مختصرًا.
وقوله: "على الفطرة" أي: على الإسلام.
وقوله: "خرجت من النّار" أي: بالتوحيد.
وقوله: "فإذا هو راعي معزى" قال النوويّ: "احتج به بأن الأذان مشروع للمفرد، وهذا هو الصَّحيح في مذهبنا ومذهب غيرنا .. انتهى.
• عن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يعجبُ ربّكم من راعي غنم في رأس شظيةٍ بجبل يؤذِّن بالصلاة ويُصَلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّن ويقيمُ الصّلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنّة".
صحيح: رواه أبو داود (1203)، والنسائي (161) كلاهما من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عُشَّانة المعافري حدَّثه، عن عقبة بن عامر فذكر الحديث. ومن هذا الطَّريق رواه أيضًا الإمام أحمد (17443).
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا ابن حبان فأخرجه في صحيحه (1660)، من هذا الوجه.
وأبو عُشَّانة - بضم المهملة وتشديد المعجمة اسمه: حي بن يؤمن، مشهور بكنيته ثقة، وثَّقه أحمد وأبو داود وغيرهما.
وقوله: الشظية: قطعة مرتفعة في رأس الجبل، وقيل: هي الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنّها أنف الجبل.
• عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره سمعنا مناديًا يُنادي: الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "على الفطرة" فقال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"خرج من النّار" فابتدرناه، فإذا هو صاحب ماشية أدركتْه الصّلاة فنادى بها.
صحيح: رواه أحمد (3861) قال: حَدَّثَنَا محمد بن بِشْر، حَدَّثَنَا سعيد (وهو ابن أبي عروبة) حَدَّثَنَا قتادة.
وحدثنا عبد الوهّاب (وهو ابن عطاء الخفاف) عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
ورجاله ثقات غير أن سعيد بن أبي عروبة اختلط، وكان سماع عبد الوهّاب ومحمد بن بشر قبل الاختلاط.