الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال البوصيري في زوائده: "هذا إسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواته".
قلت: والحديث أخرجه ابن خزيمة (574، 1585) من وجه آخر عن أبي بشر الواسطي، نا خالد بن عبد الله، عن سُهيل بن أبي صالح بإسناده بأطول منه وهذا لفظه:"دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: السام عليك يا محمد! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "وعليك". فقالت عائشة: فهممتُ أن أتكلم. فعلمت كراهية النبيّ صلى الله عليه وسلم لذلك، فسكت. ثم دخل آخر، فقال: السام عليك! فقال: "وعليك". فهممتُ أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك. ثم دخل الثالث، فقال: السام عليك! فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته! إخوان القردة والخنازير، أتحبّون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يحبُّ الفحش ولا التفحش. قالوا قولا فرددنا عليهم. إن اليهود فوم حُسَّد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين".
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه الإمام أحمد (25029) عن علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة، قالت (فذكرت نحوه).
وفيه زيادة: "وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها".
وعلي بن عاصم هو الواسطي تكلّم فيه ابن المديني فقال: كان كثير الغلط. وقال العقيلي: تعرفه بالكذب. وقال البخاري: ليس بالقوي إلا أنه توبع.
رواه البيهقي في سننه (2/ 56) من طريق سليمان بن كثير، عن حصين بإسناده نحوه بذكر القبلة. وإسناده لا بأس به. وقد تحرف في بعض المصادر:"عمر بن قيس" وهو الماصر إلى "عمرو بن قيس" وهو الملائي ثقة، والماصر "صدوق".
وفي معناه ما رُويَ عن ابن عباس: "ما حسدتْكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين".
رواه ابن ماجه (857) وفي إسناده طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي. أطلق عليه الإمام أحمد والنسائي فقال: "متروك".
وكذلك لا يصح ما روي عن معاذ عند الطبراني في "الأوسط"، وعن أنس عند ابن خزيمة (1586) وعن غيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
21 - باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح
• عن أبي بَرزَةَ الأَسْلَمِي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّر العِشاء إلى ثُلُث اللَّيل، ويكره النوم قَبْلَها، والحديثَ بعدَها، وكان يقرأُ في صلاة الفَجْر من المائة إلى السِتِّين. وكان ينصرف حين يعرفُ بعضُنا وجه بَعْضٍ.
متفق عليه: رواه مسلم في المساجد (647) من طريق حماد بن سلمة، عن سيَّار بن سلامة أبي المنهال، قال سمعت أبا برزة الأسلمي فذكر الحديث. وهو جزء من الحديث الطويل في مواقيت الصلاة، اتفق الشيخان على تخريجه متفرقة، فأخرج البخاري في كتاب الأذان - باب القراءة في الفجر من طريق شعبة قال: حدثنا سيَّار بن سلامة قال: دخلت أنا وأبي على أبي بَرْزَة فسألناه عن وقت الصلاة فذكر الحديث وفيه: "وكان يقرأ في الركعتين أو أحدهما ما بين الستين إلى المائة". ومسلم في الصلاة (461) من طريقين أُخرين عن أبي المنهال.
• عن قُطْبة بن مالك قال: صلَّيتُ، وصلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقرأ:{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [سورة ق: 1] حتى قرأ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [سورة ق: 10].
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (457) من طريق أبي عوانة، عن زياد بن عِلاقة، عن قُطْبة بن مالك فذكر الحديث.
ورواه أيضًا ابن عيينة، عن زياد بن علاقة به وفيه: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [سورة ق: 10] وفي حديث شعبة عن زياد: فقرأ في أول ركعة: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} وربما قال: {ق} هذه كلَّها في الركعة الأولى.
• عن عمرو بن حريث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [سورة التكوير: 17].
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (456) من طريق ابن بشر، عن مسعر، قال: حدثني الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث فذكر الحديث.
ورواه أيضًا مسلم في الصلاة (475) عن محرز بن عون بن أبي عون، حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي أبو أحمد، عن الوليد بن سَريع مولى آل عمرو بن حُريث، عن عمرو بن حُريث قال: صلَّيتُ خلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [سورة التكوير: 15 - 16] وكان لا يَحْني رجلٌ مِنَّا ظهره حتى يَسْتَتِمَّ ساجدًّا.
ورواه أبو داود (816)، وابن ماجه (817) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أصبغ مولى عمرو بن حُريث، عن عمرو بن حريث قال: كأني أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} وفي الإسناد أصبغ وثقه ابن معين، والنسائي، وقال ابن حبان: تغير بآخره حتى كُبِّل بالحديد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص، وذكره ابن الجارود والعقيلي في الضعفاء.
قلت: لم يُرو عنه في الكتب عن مولاه غير هذا الحديث، وقد أصاب في رواية هذا الحديث لأنه تابعه الوليد بن سريع، عن مولاه كما سبق عند مسلم، والنسائي (2/ 157).
• عن جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر: {ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ (1)} وكانت صلاته بعد تخفيفا.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (458) من طريق زائدة، ثنا سماك، عن جابر فذكر الحديث.
ورواه زهير، عن سماك قال: سألت جابر بن سمرة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يخفف الصلاة، ولا يُصَلِّي صلاة هؤلاء.
ورواه شعبة عن سماك به وفيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [سورة الليل: 1] وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أطول من ذلك. وفي رواية: كان يقرأ في الظهر به {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [سورة الأعلى: 1]، وفي الصبح بأطول من ذلك.
• عن جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلُّون اليوم، ولكنه كان يُخفف، كانت صلاتُه أخفَّ من صلاتِكم، وكان يقرأ في الفجر "الواقعة" ونحوَها من السور.
حسن: رواه أحمد (20995)، والطبراني (1914) كلاهما من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (2720) قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، أنه سمع جابر بن سمرة فذكر الحديث. وصحّحه ابن خزيمة (531)، والحاكم (1/ 240) من هذا الوجه.
قلت: وإسناده حسن للكلام في سماك بن حرب غير أنه "صدوق".
• عن رجل من أهل المدينة أنه صلى خلف النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: فسمعتُه يقرأ في صلاة الفجر: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} و {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} .
حسن: رواه الإمام أحمد (16396) عن يونس، حدثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن رجل من أهل المدينة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وقد يكون هذا الرجل من أهل المدينة، هو جابر بن سمرة، كما سبق. وزيادة {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} تحمل على التكرار، مرة كذا، وأخرى كذا. ولا حاجة لتضعيف هذه الزيادة.
• عن عبد الله بن السائب قال: صلَّى لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصبْحَ بمكة، فاستفتح سورة (المؤمنين) حتى جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى عليهم السلام أخذتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَهٌ فركع، وعبد الله بن السائب حاضر ذلك.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (455) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عبَّاد بن جعفر، يقول: أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب، عن عبد الله بن السّائب فذكره.
قال مسلم: وفي حديث عبد الرزاق: "فحذف، فركع".
وفي حديثه: وعبد الله بن عمرو، ولم يقل: ابن العاص
قلت: وهو كما قال فإن الحفاظ قالوا: ابن العاص غلط، والصواب حذفه فإنه ليس هذا عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي، بل هو عبد الله بن عمرو الحجازي كذا ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وخلائق من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين ذكره النووي. وكذا قال أيضًا ابن خزيمة (546) بعد أن أخرج الحديث: ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
• عن معاذ بن عبد الله الجهني، أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [سورة الزلزلة: 1] في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنَسِي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدًا.
حسن: رواه أبو داود (816) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد الله الجهني فذكر مثله.
وإسناده حسن للكلام في ابن أبي هلال وهو: سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، وقيل: مدني، وشيخه معاذ بن عبد الله الجهني غير أنهما "صدوقان" وقال النووي في "الخلاصة" (1226):"رواه أبو داود بإسناد صحيح"، وقال الشوكاني في "النيل" (2/ 54):"رجاله رجال الصحيح".
قلت: معاذ بن عبد الله الجهني لم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له أصحاب السنن والبخاري في خلق أفعال العباد.
وقول الصحابي: "فلا أدري، أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدًا".
الأصل أن فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُعدّ مشروعًا، وتردد الصحابي بين النسيان والعمد يحكم للعمد إلا إذا قام الدّليل على خلاف ذلك، ولم أقف على المنع من تكرار سورة واحدة في الركعتين.
ولذا بوب أبو داود وغيره بقوله: باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعنين.
• عن عبد الله بن عمر قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤمُّنا في الفجر بالصافات.
حسن: رواه أحمد (4989)، وأبو يعلى (5445)، وابن حبان (1817) كلّهم من حديث يزيد بن هارون، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، فذكر الحديث واللفظ له.
ورواه النسائي (826) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب به إلا أنه لم يذكر "الصبح" وفيه:"وكان يأمرنا بالتخفيف ويؤمُّنا بالصافات".
وصحّحه ابن خزيمة (1606) فرواه من طريق عثمان بن عمرو وخالد بن الحارث، قالا: ثنا ابن أبي ذئب - وهذا حديث خالد بن الحارث - عن خاله الحارث بن عبد الرحمن فذكر مثل حديث النسائي وإسناده حسن لأجل الكلام في الحارث بن عبد الرحمن إلا أنه "صدوق".
• عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت: ما أخذتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي بها في صلاة الصبح.
حسن: رواه النسائي (950) عن عمران بن يزيد، قال: حدثنا ابن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أم هشام فذكرت الحديث مثله.
ورواه أبا عبد الله بن أحمد، عن الحكم قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال: ذكره يحيى بن سعيد، عن عمرة به مثله.
ورجاله ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الرجال - بكسر الراء ثم جيم، وثقه أحمد والدارقطني، وقال أبو داود:"ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "صالح"، وجعله الحافظ في درجة "صدوق ربما أخطأ" ومثله يحسن حديثه، وقد ثبت قراءة {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} في صلاة الصبح من غير طريقه.
ولذا فلا حاجة إلى الحكم عليه بالمخالفة لرواية سليمان بن بلال ويحيى بن أيوب وغيرهما، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أختها لأمها وهي: أم هشام بنت الحارثة بن النعمان، وكانت أكبر منها. قالت: أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة" رواه مسلم في الجمعة (872).
كما رواه أيضًا من وجه آخر عن أم هشام قالت: "ما حفظت {ق} إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدًا".
فلعلها أخذت من وجهين من صلاة الصبح، ومن يوم الجمعة على المنبر، فروتْ مرة بالصبح، وأخرى بالجمعة فلا منافاة بينهما.
• عن عقبة بن عامر قال: كنتُ أقودُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في السفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عقبة! ألا أعلمُك خير سورتين قرئتا؟ " فعلَّمني - {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فلم يرني سررتُ بهما جدًّا، فلما نزل لصلاة الصبح، صلى بهما صلاةَ الصُّبح للناس، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إليَّ فقال:"يا عقبةُ! كيف رأيت؟ ".
صحيح: رواه أبو داود (1462)، والنسائي (5438) كلاهما عن أحمد بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية، عن عقبة بن عامر فذكر مثله.
وصحَّحه ابن خزيمة (535)، والحاكم (1/ 240) كلاهما من طريق معاوية بن صالح، به مثله.
ورواه أيضًا النسائي (5437) عن محمود بن خالد قال: حدثنا الوليد (وهو ابن مسلم) قال: حدثني ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحيم، عن عقبة، فذكر نحوه، وصحَّحه ابن خزيمة فأخرجه في صحيحه (534) من طريق الوليد بن مسلم به مثله. والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرح بالتحديث.
والحديث بالوجهين رواه أيضًا الإمام أحمد (17392)(17296).
ثم رواه النسائي (5434) قال: أخبرنا موسى بن حزام الترمذي، قال: أنبأنا أبو أسامة، عن سفيان، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، قال عقبة: فأمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة (536) وقال: وفي حديث أبي أسامة، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين أمن القرآن هما؟ فأمَّنا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر.
ورواه أبو داود (1463) من طريق محمد بن إسحاق، والنسائي من طريق محمد بن عجلان - كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر. في لفظ أبي داود:"يا عقبة! تعوّذ بهما، فما تعوّذ بمثلهما. قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة". وللحديث أسانيد أخرى.
• عن رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الصّبح، فقرأ "الروم" فالتبس عليه. فلما صلى قال:"ما بال أقوام يصلّون معنا لا يحسنون الطهور، فإنما يلبس علينا القرآن أولئك".
حسن: رواه النسائي (947) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (23072) عن وكيع، عن سفيان، بإسناده، نحوه وزاد فيه:"من شهد معنا الصّلاة فليحسن الطهور".
ورواه أيضًا من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير مختصرًا (23125).
وإسناده حسن من اجل الكلام في عبد الملك بن عمير، فقد ضعفه أحمد.
وقال النسائي: لا بأس به، وأخرج عنه الشيخان.
وفيه أيضًا شبيب بن أبي روح، روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان. وقد قال أبو داود:"شيوخ حريز كلهم ثقات".
ووثقه أيضًا ابن حبان، فمثله يحسّن حديثه، ولا يضر إبهام الصحابي لأن الصحابة كلّهم عدول، وقد قيل: إنه الأغر المزني، رواه البزار - كشف الأستار (477) - عن زياد بن يحيى الحساني، ثنا مؤمل، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب بن أبي روح، عن الأغر المزني، فذكر الحديث.
ومؤمل هو ابن إسماعيل. قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 119): "هو ثقة، وقيل: إنه كثير الغلط". فلعله وهم في تسمية الصحابي.