الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فجاء أحدهم فجلس إلي النبي صلى الله عليه وسلم، ومضى الثاني قليلًا ثم جلس، ومضى الثالث على وجهه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة؟ أما الذي جاء فجلس إلينا فإنه تاب تاب اللَّه عليه، وأما الذي مضى قليلًا ثم جلس، فإنه استحيا فاستحيا اللَّه منه، وأما الذي مضى على وجهه، فإنه استغنى فاستغنى اللَّه عنه".
حسن: رواه البزار (7243)، والطبراني في الدعاء (1908) كلاهما من طريق خلف بن موسى العمي، حدّثنا أبي، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل خلف بن موسى العمي وأبيه فإنهما حسنا الحديث.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 231): "رواه البزار، ورجاله ثقات".
21 - باب التخوّل في الموعظة والاختصار فيها
• عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السّآمة علينا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (68)، ومسلم في صفات المنافقين (2821) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكره.
وفي رواية عندهما من طريق منصور، عن أبي وائل، قال: كان عبد اللَّه يذكِّر النّاس في كلّ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددتُ أنك ذكُرتنا كلّ يوم؟ قال: أما إنّه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملّكم وإني أتخوّلكم بالموعظة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوّلنا مخافة السآمة علينا.
وقوله: "يتخوّلنا" بالخاء المعجمة أي يتعهدنا في الأوقات المتفاوتة.
وجاء عن عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بإسناد صحيح، أنه قال: أيّها النّاس! لا تبغضوا اللَّه عز وجل إلى عباده. قال: فقال قائل: وكيف ذلك، أصلحك اللَّه؟ قال: يجلس أحدكم قاصًّا فيطول على النّاس حتى يبغض إليهم ما هم فيه، ويقوم أحدكم إمامًا فيطول على النّاس حتى يبغض إليهم ما هم فيه.
رواه البيهقيّ في "المدخل"(601) من طريق عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول (فذكره).
وعن عبيد بن عمير أنه دخل على عائشة فقالت: من هذا؟ فقالوا: عبيد بن عمير، فقالت: عمير ابن قتادة؟ قالوا: نعم، قالت: أحدث إنك تجلس ويُجلس إليك؟ قال: بلى يا أم المؤمنين! قالت: فإياك وإملال النّاس وتقنيطهم.
رواه البيهقي في المدخل (602)، والخطيب في "جامع أخلاق الراوي"(2/ 188)، وذكره البغويّ في شرح السنة (1/ 314) وقال: "وروي عنها أيضًا قالت له: اقصص يومًا، واترك يومًا،