الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمنابر، فلا خلاف فيه عند التحقيق إلا في الأفضلية، وإن كان التأويل ممكنا ذكره الطحاوي وصاحب الهداية وابن الجوزي".
6 - باب ما جاء في قول المؤذن في صلاة الصبح: "الصلاة خير من النوم
"
• عن أبي محذورة قال: كنت أُؤذِّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنتُ أقول في أذان الفجر الأول: حيَّ على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.
حسن: رواه النسائي (648) قال: أخبرنا سويد بن نصر، ثنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن أبي سلمان، عن أبي محذورة، قال فذكر الحديث.
وقال أيضًا: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان بهذا الإسناد نحوه، قال أبو عبد الرحمن (النسائي) وليس بأبي جعفر الفراء. اهـ. فيه أبو سَلْمان المؤذن، قيل اسمه: همام. قال فيه الحافظ: "مقبول".
قلت: وهو كذلك لأنه توبع كما سيأتي.
وقول النسائي: ليس بأبي جعفر الفراء، قلت: قال مثل هذا أيضًا عبد الرحمن وهو ابن مهدي - كما رواه الإمام أحمد (15378) قال: حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان، عن أبي جعفر - قال عبد الرحمن: ليس هو الفراء - عن أبي سلْمان عنه، قال: كنت أؤذِّن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فإذا قلتُ: حيَّ على الفلاح، قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم الأذان الأول. وتعقبه المزي فقال:"الصحيح أنه الفراء".
فإذا ثبت أنه الفراء فهو ثقة فقد وثَّقه أبو داود وغيره.
وإن كان غيره فهو مجهول.
ثم إن أبا سَلْمان له متابعات منها ما أخرجه عبد الرزاق (1779) عن ابن جريج، قال: حدثني عثمان مولاهم، عن أبيه الشيخ مولى أبي محذورة، وأم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة
…
فذكر قصة خروجه إلى حنين وفيه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "وإذا أذنت بالأولى من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم". مرتين.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو داود (501) والإمام أحمد (15376) عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب مولاهم، عن أبيه مولى أبي محذورة، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة، أنهما سمعاه من أبي محذورة فذكر الحديثَ الإمامُ أحمد مفصلا، وأبو داود مقتصرًا على ذكر:"الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح".
إلا أن في الإسناد مجاهيل: عثمان وأبوه وأم عبد الملك كلهم مجهولون.
ومنها: ما رواه أبو داود (500) وابن حبان (1682) كلاهما من حديث مسدد، حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، قال: قلت يا رسول الله! علِّمني سنة الأذان، قال: فمسح مقدم رأسي وقال: فذكر الأذان وفيه: "فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم". والحارث بن عبيد أبو قدامة صدوق يخطئ.
ومنها: ما رواه الدارقطني (1/ 238) من طريق عمر بن قيس، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا محذورة! ثن الأولى من الأذان من كل صلاة، وقل في الأولى من صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم".
وفيه عمر بن قيس المكي ضعفه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، ولكن رواه أبو داود (504) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة قال: سمعتُ جدي عبد الملك بن أبي محذورة يذكر أنه سمع أبا محذورة يقول: فذكر الحديث وفيه: وكان يقول في الفجر: "الصلاة خير من النوم".
وإبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك ضعَّفه الأزدي، وقال الحافظ:"مجهول".
ومنها: ما رواه الدارقطني أيضًا (1/ 237) من طريق أبي بكر بن عياش، ثنا عبد العزيز بن رفيع قال: سمعتُ أبا محذورة يقول: كنت غلامًا صبيًا، فأذَّنتُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين، فلما بلغتُ: حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ألحق فيها: الصلاة خير من النوم".
وأبو بكر بن عياش هو: ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ، ووثقه أحمد والعجلي وغيرهما، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، وبقية رجاله ثقات.
• عن أنس قال: "من السنة إذا قال المؤذِّن في أذان الفجر حيَّ على الفلاح قال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خيرم من النوم".
صحيح: رواه الدارقطني (1/ 243) ومن طريقه البيهقي (1/ 423) عن الحسين بن إسماعيل، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا أبو أسامة، ثنا ابن عون، عن محمد (ابن سيرين) عن أنس فذكره.
قال البيهقي: "وكذلك رواه جماعة عن أبي أسامة وهو إسناد صحيح".
قلت: ورواه أيضًا ابن خزيمة (386) من طريق محمد بن عثمان العجلي، عن أبي أسامة فذكر مثله.
وقول أنس: من السنة - أي من سنة محمد صلى الله عليه وسلم وحكمه الرفع كما هو مقرر في علوم الحديث.
وفي الباب ما روي عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن أن سعدا كان يؤذن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حفص: حدثني أهلي أن بلالا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر، فقالوا: إنه نائم، فنادي بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم. فأقرت في أذان الفجر.
رواه الدارمي (1228) والطبراني في الكبير (6/ 40) كلاهما من حديث الزهري، عن حفص