الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبل أن يُكَبِّر ذكر فانصرف".
هكذا رواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
هذا هو الصحيح أنه تذكَّر قبل أن يُكبِّر كما رواه يونس عن الزهري، وتابعه على ذلك عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري؛ والأوزاعي، عن الزهري، كما قال البخاري. وهؤلاء أوثق ممن قال: كبّر؛ ولذا قال بعض أهل العلم: قوله "كبّر" أي: أراد أن يكبِّر إلا أنه لم يكبِّر. وعليه يحمل قول ابن عبد البر بأن من قال: إنه كبَّر - زيادة حافظ يجب قبولها. كذا في الاستذكار (2/ 103) ومعناه: أراد أن يكبر.
وأما ما قاله أبو داود (1/ 160): ورواه أيوب وابن عون وهشام، عن محمد (ابن سيرين) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فكبّر ثم أومأ بيده إلى القوم أن اجلِسُوا، فذهب فاغتسل" فهو مرسل. وكذلك رواه مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبَّر في صلاة. "الموطَّأ"(1/ 48 رقم 79).
وأما ما روي عن أبي بكرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلَ في صلاةِ الفَجرِ فأومأ بيده أن مكانَكم، ثم جاء ورأسُه يَقطُر، فصلَّى بهم.
فهو معلول، رواه أبو داود (233، 234) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد (بن سلمة)، عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكر الحديث. والحسن مرسل ومدلس، ولم أجد له تصريحا.
18 - باب غُسلِ الكافرِ إذا أسلَم
• عن أبي هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلًا قِبَل نجد، فجاءت برجلٍ من بني حَنيفة يقال له: ثُمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أطلِقوا ثُمامة". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسلَ، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله.
متفق عليه: أخرجه البخاري (462) مختصرًا هكذا في كتاب الصلاة، باب الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير في المسجد، ورواه مطولا في المغازي (4372) ومسلم في الجهاد (1764) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، سمع أبا هريرة فذكره.
وسيأتي في كتاب الجهاد مطوّلًا.
وفي بعض الروايات أنه أسلم، فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حائط بني طلحة، فأمره أن يغتسل، فاغتسل. رواه ابن خزيمة (1/ 125) من طريق عبد الرزاق، نا عبد الله وعبيد الله ابنا عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وعبد الله ضعيف ولكن تابعه أخوه عبيد الله، وهو ثقة.
فإما أن نُرجِّح روايةَ الشيخين، أو تجمع بينهما كما فعل البيهقي (1/ 171) قائلًا: يحتمل أن يكون أسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اغتسلَ ودخل المسجد فأظهر الشهادة.
وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الغُسلَ كان بعد إسلامِه، كما في رواية ابن خزيمة.
انظر للمزيد: "المنة الكبرى"(1/ 196).
• عن قيس بن عاصم قال: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أُريدُ الإسلامَ، فأمرني أن أَغتَسِلَ بماءٍ وسِدرٍ.
صحيح: رواه أبو داود (355) والترمذي (605) والنسائي (188) كلهم من طريق سفيان، عن الأغر بن الصبّاح، عن خليفة بن حُصين، عن جده قيس بن عاصم. ورجاله ثقات.
وقال الترمذي: حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه. انتهى.
ورواه الإمام أحمد (20611)، والبيهقي (1/ 171).
وصحَّحه ابن خزيمة (254) وابن حبان (1240) كلهم من هذا الطريق.
غير أنَّ ابن القطان قال: حديثه عن جدّه مرسل، وإنما يروي عن أبيه، عن جده. "بيان الوهم والإيهام"(2/ رقم 438).
وذلك بناء على ما رواه أبو علي بن السكن في كتابه السنن عن محمد بن يوسف (وهو الفربري)، عن البخاري، عن علي بن خشرم، عن وكيع، عن سفيان، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبيه، عن جدّه قيس بن عاصم، فذكره.
قال أبو علي بن السّكن: "هكذا رواه وكيع مجوّدًا عن أبيه، عن جدّه. ويحيى بن سعيد وجماعة رووه عن سفيان، لم يذكروا أباه" انتهى كلام أبي علي.
قلت: هكذا رواه الإمام أحمد (20615) عن وكيع، حدّثنا سفيان، عن الأغر المنقريّ، عن خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم، عن أبيه، عن جدّه، فذكر الحديث.
ولم ينفرد وكيع بهذا بل تابعه أيضًا قبيصة بن عقبة، عن سفيان.
ومن هذا الطريق رواه البيهقي (1/ 172) من طريق يعقوب بن سفيان وهو في تاريخه (1/ 396) عنه.
وقد جزم أبو حاتم في "العلل"(1/ 24) أن زيادة "أبيه" خطأ، أخطأ فيه قبيصة في هذا الحديث.
قلت: لم ينفرد قبيصة بهذه الزيادة فقد تابعه عليها أيضًا وكيع كما رأيت إلا أنه اختُلف عليه أيضًا فرواه البيهقي من طريقه بدون زيادة "عن أبيه" وقال: "رواه محمد بن كثير وجماعة إلّا أنّ أكثرهم قالوا: عن جدّه قيس بن عاصم. ورواه قبيصة بن عقبة فزاد في الإسناد" انتهى.
والظاهر أنه يصحح رواية الجماعة، والله تعالى أعلم.
وأمَّا ما رُوِي عن كُلَيب قال: أسلمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألق عنك شعر الكفر" وفي رواية "ألق عنك شعر الكفر واختتن" ففيه عُثيم بن كثير بن كليب، رواه أبو داود (356) من طريق ابن جريح، قال: أُخبرت، عن عُثَيم بن كليب، عن أبيه، عن جده، وعُثيم مجهول، والواسطة بين ابن جريج وغُثيم غير معلوم.
وكذلك ما رُويَ عن قتادة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا قتادة! اغتسل بماء وسِدرٍ، واحلق عنك شعر الكفر" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 283): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات، ولكن قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 618): إسناده ضعيف.
وكذلك ما رُوي عن واثلة بن الأسقع قال: لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "اغتسل بماء وسِدر، واحلق عنك شعر الكفر" رواه الحاكم في المستدرك (3/ 570) وقال الحافظ: إسناده ضعيف.
قلت: وهو كذلك؛ لأنَّ فيه معروفًا أبا الخطَّاب، وهو معروف بن عبد الله، أبو الخطَّاب الدمشقي، مولى واثلة بن الأسقع، ضعيف. قال ابن عدي: يروي عن واصلة أحاديث منكرةٌ وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.
• * *