الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء عن عليّ بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدريّ، وابن عباس، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن مسعود، ولكن لم يصح منها إِلَّا حديث عليّ بن أبي طالب، وتم تخريجه في كتاب الوضوء، وأمّا حديث أبي سعيد فقد أخرجه الترمذيّ وابن ماجة، وفي إسناده أبو سفيان طريف بن شهاب ضعيف، وأمّا حديث ابن عباس، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن مسعود فأخرجه الطبرانيّ، وفي أسانيدهم ضعفاء ومجهولون، انظر للمزيد الموضع المشار إليه.
6 - باب ما جاء في إتمام التكبيرات في الصّلاة
• عن مطرف قال: صليتُ أنا وعمران صلاةً خلف عليّ بن أبي طالب، فكان إذا سجد كبَّر، وإذا رفع كبَّر، وإذا نهض من الركعتين كبَّر، فلمّا سلَّم أخذ عمران بيدي فقال: لقد صلَّى بنا هذا صلاةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم - أو قال: لقد ذكّرني هذا صلاة محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (836) ومسلم في الصّلاة (393) كلاهما من طريق حمّاد بن زيد قال: حَدَّثَنَا غيلان بن جرير، عن مطرف فذكر مثله، ورواه أيضًا البخاريّ من وجه آخر (784) عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير أخي مُطَرّف، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: صَلَّى مع عليّ رضي الله عنه بالبصرة، فقال: ذكَّرنا هذا الرّجل صلاةً كنا نُصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أنه كان يُكبر كلما رفع، وكلما وضع.
قال الحافظ في الفتح: "ولأحمد من وجه آخر عن مطرف قال: قلنا - يعني لعمران بن حصين -: يا أبا نُجيد! مَن أوَّل من ترك التكبير؟ قال: عثمان بن عفّان حين كبر وضعف صوته، وهذا يحتمل إرادة ترك الجهر، وروى الطبرانيّ عن أبي هريرة: أن أول من ترك التكبير معاوية. وروى أبو عبيد أن أول من تركهـ زياد. وهذا لا ينافي الذي قبله؛ لأن زيادًا تركهـ لترك معاوية، وكأن معاوية تركه بترك عثمان، وقد حمل ذلك جماعة من أهل العلم على الإخفاء".
ثمّ قال: "وحكى الطحاويّ أن قومًا كانوا يتركون التكبير في الخفض دون الرفع، قال: وكذلك كانت بنو أمية تفعل، وروى ابن المنذر نحوه عن ابن عمر، وعن بعض السلف أنه كان لا يُكَبِّر سوي تكبيرة الإحرام، وفرق بعضهم بين المنفرد وغيره، ووجهه بأن التكبير شرع للإيذان بحركة الإمام، فلا يحتاج إليه المنفرد، لكن استقر الأمر على مشروعية التكبير في الخفض والرفع لكل مُصَلٍّ، فالجمهور على ندبية ما عدا تكبيرة الإحرام، وعن أحمد وبعض أهل العلم بالظاهر يجب كله". انتهى.
وقول المؤلف: "عن أحمد وبعض أهل العلم بالظاهر يجب كله".
علَّق عليه العلامة ابن باز رحمه الله تعالى: "وهذا القول أظهر من حيث الدليل، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظ عليه، وأمر به، وأصل الأمر للوجوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أُصَلِّي"،
وأما ما روي عن عثمان ومعاوية من عدم إتمام التكبير فهو محمول على عدم الجهر بذلك، لا أنهما تركاه إحسانًا للظن بهما، وعلى التسليم أن الترك وقع منهما فالحجة مقدمة على رأيهما رضي الله عنهما، وعن سائر الصحابة أجمعين". انتهى.
• عن أبي هريرة أنه كان يصلي لهم، فيكبِّر كلما خَفَضَ ورَفَع. فإذا انصرف قال: والله! إني لأشبهُكم بصلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (19) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة كان يصلي بهم فذكره.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (785)، ومسلم في الصلاة (393) وقد رواه مسلم من طرق عن ابن شهاب مطولًا ومفصلًا كما سبق في الباب الذي قبله.
• عن سعيد بن الحارث، قال: صلَّى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه البخاري في الأذان (825) عن يحيى بن صالح، قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (11140)، وابن خزيمة (580) كلاهما من حديث أبي عامر، قال: حدّثنا فليح بن سليمان، فذكر الحديث. وفيه قصة وهي: عن سعيد بن الحارث، قال: اشتكى أبو هريرة - أو غاب -، فصلّى بنا أبو سعيد الخدريّ، فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين قال: سمع الله لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين قام بين الركعتين، حتى قضى صلاته على ذلك، فلما صلّى قيل له: قد اختلف الناسُ على صلاتك، فخرج فقام عند المنبر، فقال: أيها الناس! والله! ما أبالي اختلفتْ صلاتُكم أو لم تختلف، هكذا رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي.
• عن عكرمة قال: رأيت رجلًا عند المقام يُكبِّر في كل خفضٍ ورفع، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرتُ ابن عباس قال:"أو ليس تلك صلاةَ النبي صلى الله عليه وسلم لا أمَّ لك".
صحيح: رواه البخاري في الأذان (787) عن عمرو بن عون، قال: حدثنا هُشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة فذكره، ورواه أيضًا عن موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن عكرمة قال: صلَّيتُ خلف شيخٍ بمكة، فكبَّر ثنتين وعشرين تكبيرةً، فقلتُ لابن عباس: إنه أحمقُ. فقال: "ثكِلتْك أمُّك! سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم".
وقال موسى: حدثنا أبان، حدثنا قتادة، حدثنا عكرمة، أي صرح فيه قتادة بالتحديث. وفي رواية عند أحمد (2257)، والطبراني (11918)، والطحاوي (1/ 221) من طريق عبد الله الداناج - بالنون والجيم - حدثنا عكرمة مولى ابن عباس قال: صلَّيتُ خلف أبي هريرة. قال: فكان إذا